خلال ملتقى علمي بجامعة سطيف ٢

الدكتور أمير نور الدين:حقوق الإنسان مفهوم كوني لايختصر في ايديولوجيا

أمين بلعمري

تحولت مسألة حقوق الإنسان إلى احدى كبرى المحاور التي تأخذ حصة الأسد من النقاشات الدائرة سواء على المستويات الرسمية التي تتعلق بالدول والحكومات أو الأطر غير الرسمية كالمنظمات غير الحكومية والجمعيات وكل هيئات المجتمع المدني بشكل عام.
إن هذا الاهتمام المتزايد بحقوق الإنسان وضرورة التأسيس لثقافة مجتمعية في هذا الاتجاه، واقع يحتم على الجامعة لعب دورها كقاطرة يقع عليها قيادة المجتمع وتأطيره بطريقة تجعل من هذا الموضوع قناعة اجتماعية مشتركة وليس مجرد تشريعات وقوانين أو مجرد إجراءات وشعارات براقة تخفي ورائها الكثير من الانتهاكات والتجاوزات أو وسيلة تسيّس وتوظف للتدخل في شؤون الدول بدعوى حماية حقوق الإنسان.
إن الجامعة الجزائرية التي يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في ترقية ونشر ثقافة حقوق الإنسان لم تصل بعد إلى الأداء المطلوب في هذا الاتجاه فما عدا بعض اللقاءات والبحوث المتواضعة تبقى الجامعات الجزائرية مطالبة بإعطاء هذا الموضوع الحسّاس المزيد من الاهتمام، في هذا الإطار تبدل جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2 - وهي إحدى الصروح العلمية التي تدعمت بها ولاية سطيف في مجال التعليم العالي إلى جانب جامعة فرحات عباس - جهدا معتبرا يعكس عمل القائمين على هذه الكلية لإعطاء مساحة أكبر لمجال حقوق الإنسان في النشاطات العلمية والبحثية لهذه الجامعة الفتية وفي هذا الإطار انخرطت جامعة محمد لمين دباغين سطيف2 منذ سنتين في برنامج طموح إلى جانب جامعات مغاربية وأوروبية يضم خلايا بحثية من مختلف الدول والهدف من هذا البرنامج - الذي يحمل تسمية «ABDEM» والذي يعني «مقاربة قائمة على حقوق الإنسان في الدول المغاربية» - العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان في التعليم العالي في دول المغرب العربي وذلك من خلال مرافقة جامعات أوروبية في إطار هذه الشراكة التي تنسقها مغاربيا جامعة سطيف ممثلة في الدكتورة نوال عبد اللطيف مامي منسقة هذا البرنامج الذي تم في إطاره نهاية الأسبوع الماضي تنظيم ملتقى دولي احتضنته جامعة سطيف 2 خصص لهذا الموضوع ضمن ملتقيات علمية أخرى نظمتها مختلف الجامعات المعنية ببرنامج «آبدام».
البروفيسور قشي الخيّر و لدى افتتاحه للملتقى ذكر أن هذا التعاون بين الجامعات المغاربية والأوروبية لا يجب النظر إليه في إطار معادلة الأستاذ والتلميذ، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد إملاء الدروس في هذا المجال الذي يحمل الكثير من الخصوصيات ذات الصلة بالديانات والثقافة...الخ، معتبرا أن الجزائر قطعت أشواطا في مجال ترقية واحترام حقوق الإنسان وأشار قشي إلى مجانية التعليم في الجزائر التي تضمن الحق في التعلم وهو احد اكبر النقاط المتعلقة بصيانة واحترام حقوق الإنسان في الجزائر مذكرا أن جامعة محمد لمين دباغين سطيف 2 التي يرأسها تعتبر نموذجا مغاربيا في مجال البحث في حقوق الإنسان حيث إنها تضم 60 باحثا في مستوى الدكتوراه في تخصص حقوق الإنسان وأضاف البروفيسور قشي - المتخصص في القانون الدولي – أن الجامعة ستحدث تخصصا يتعلق بالموضوع في درجة الماستر.
الملتقي الذي شهد مشاركة دكاترة وباحثين في مجال حقوق الإنسان من كل من تونس، المغرب ومن دول أوروبية من شمال المتوسط ومن بريطانيا وفي سياق المداخلات الإطار، أعطيت في افتتاحه الكلمة كذلك إلى البروفيسور أمير نور الدين الخبير في المجال ونائب رئيس لجنة الأمم المتحدة لمكافحة كل أشكال التمييز العنصري الذي ربط في كلمته بين انعقاد هذا الملتقى في جامعة سطيف وانعقاد مجلس حقوق الإنسان في نفس اليوم وأكد الدكتور أمير - الذي انتخب لعضوية هذه اللجنة للمرة الرابعة على التوالي- أن حقوق الإنسان لا يجب النظر إليها من جانب سياسي أو إيديولوجي ولكن كضرورة إنسانية ملحة من اجل احترام الإنسان وحقوقه مهما كان لونه، ديانته أو لغته ...الخ وأضاف في هذا الصدد أن احترام حقوق الإنسان يمر كذلك عبر احترام المحيط الذي يعيش فيه، مشيرا إلى أن الاعتداء على البيئة هو اعتداء على الإنسان وعلى حقوقه وأن التغيرات المناخية أصبحت تشكل تهديدا كبيرا في هذا الصدد لذا يجب أن تكون هناك نظرة كونية لحقوق الإنسان لأننا نعيش جميعا في هذا الكوكب في اختتام كلمته التي ألقاها باسم الأمم المتحدة وباسم المحافظة السامية لحقوق الإنسان خاصة وأن الأخير كتب العديد من التقارير الأممية حول وضعية حقوق الإنسان في العالم وفي رصيده الاستماع والتحقيق مع أكثر من 100 دولة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024