حماية التراث التاريخي والثقافي للأمة بكل السّبل
أكد أبي إسماعيل محمد، مدير التراث التاريخي والثقافي بوزارة المجاهدين، أن إيقاظ الوعي الوطني، يعدّ ضروريا لضمان حماية أفضل للتراث التاريخي والأثري، وهي مهمة الجميع باعتبارها ذاكرة جماعية تخص الأمة، مبرزا أهم الإمكانات التي سخرتها الدولة الجزائرية من أجل ترسيخ هذه القيم في أذهان الأجيال الصاعدة.
أفاد أبي إسماعيل، من منبر ضيف “الشعب”، في إطار الورشات المفتوحة من قبل الجريدة حول قطاعات متعددة، أن رسالة أول نوفمبر كانت مصدر إلهام للكثير من الشعوب المستضعفة، ما يتطلب تعظيمها وتخليدها عبر أجيال متعاقبة من خلال حماية هذا الإرث التاريخي ومعرفة السبل الكفيلة بإيصاله إلى الأذهان، بحسب المتطلبات والمستجدات العلمية التي طغت على العالم المتعلقة منها بالتطور التكنولوجي.
هذا يعني، بحسب المتدخل، تحديث السبل المعتمدة في حماية هذا الإرث، على غرار اعتماد تقنيات حديثة في توصيل الرسالة بما يتوافق وميولات الجيل العصري.
وفي مجال ترسيخ قيم الشهيد في أذهان الأجيال دائما، أكد
أبي إسماعيل ضرورة فتح كل المؤسسات الوزارية ووضعها تحت تصرف العلماء والباحثين والطلبة من متاحف وطنية وجهوية بغرض تعريف الشباب والجيل القادم بتاريخ أسلافهم وأخذ العبرة من التضحيات التي قدمها الشهداء في سبيل الوطن.
كما عرج أبي إسماعيل على الأبواب المفتوحة والمتاحف التي تبرز أهم المراحل التي عرفتها الثورة الجزائرية ومختلف الإنجازات الموجهة للناشئة من مختلف الأطوار التعليمية، حيث يتم برمجة زيارات إلى هذه الأخيرة من أجل إطلاعهم على أمجاد أسلافهم.
وفي هذا المقام، كشف أبي إسماعيل عن برنامج الوزارة الخاص بتوزيع دائرة الاهتمام بالمعرفة التاريخية من خلال طبع 10ملايين نسخة من كتب تاريخية موجهة للأطفال، تضمن تقريب صورة تاريخ الثورة إلى الأجيال الصاعدة وسرد بطولات الشهداء الأبرار من أجل الاقتداء بهم وجعلهم خير خلف لخير سلف.
وتطرق في السياق ذاته، إلى الجائزة الموجهة إلى شرائح المنظومة التربوية من مختلف الأطوار بمن فيهم المتربصون
على مستوى مراكز التكوين، وهي جائزة سنوية يتم إعلانها في شهر أكتوبر تضم أسئلة حول تاريخ الجزائر يتم الإعلان عن نتائجها في يوم الشهيد المصادف لـ18 من شهر فيفري، تخص كل المؤسسات التربوية ومراكز التكوين المتواجدة عبر ربوع الوطن، ما يعني، بحسبه، حث 8 ملايين من شرائح المجتمع على التقصي في تاريخ الجزائر وهي الجائزة التي يتوج فيها 1000 رابح.
وثمن أبي إسماعيل، المجهودات المبذولة من طرف وزارة المجاهدين للحفاظ على الإرث التاريخي، والذي يعد أعز ما تملكه الجزائر ودورها في تسجيل الشهادات الحية من أجل استكمال زوايا الرؤية الخاصة بثورتنا المجيدة وقطع الطريق على كل من يحاول المساس برموزها ومرجعيتها التاريخية وما قدمته في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. وقد أوكلت الوزارة مهمة تدوين التاريخ إلى أهل الاختصاص من الباحثين والمؤرخين.
سجن “سركاجي” في فيلم سينمائي... يروي معاناة الجزائريين في ظل الاحتلال الفرنسي
بالموازاة تطرق جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للدراسات والبحوث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، إلى مجال السمعي البصري الذي بات يلعب في ظل التطورات التكنولوجية دورا كبيرا في إيصال الرسالة، ما بات يتطلب التفتح على السينما التاريخية لإبراز من خلالها أمجاد وبطولات الثورة الجزائرية، على غرار ما أنجز من أفلام تاريخية.
وكشف الدكتور يحياوي في هذا المقام، عن إنتاج فيلم جزائري عن “سجن سركاجي”، سيسلط الضوء على معاناة الشعب الجزائري في ظل الاحتلال الفرنسي، ويكشف جرائم المستعمر التي اقترفها في حق الجزائريين، والتي ستبقى جدران هذا السجن شاهدا على بشاعتها.
وقال يحياوي، إن الفيلم يدخل في إطار الجهود التي تبذلها وزارة المجاهدين لأجل الكشف عن تاريخ الجزائري الثوري، والعمل على تقديم أفلام ستكون مرجعا للأجيال القادمة للتعرف على تاريخ أجدادهم.
وأكد يحياوي، أن النجاح الذي عرفته الأفلام التي تم إنتاجها مثل “زبانة” و«العربي بن مهيدي”... يدفعهم قدما لتقديم أعمال فنية أخرى تعالج بعض الأحداث التي وقعت أثناء ثورة التحرير ولم تنل حظها في السينما الجزائرية وحتى في الدراسات والكتب، مبرزا أن هدفهم الأسمى تسليط الضوء على تاريخ الجزائر عبر الفن السابع. ويعد فيلم “سركاجي”، يقول يحياوي، واحدا من الأفلام التاريخية التي ستكون لها مكانتها في السينما الجزائرية، لما يحمله هذا المعلم من أحداث مأسوية وكان مسرحا للقمع الاستعماري ضد الشعب الجزائري خلال حرب التحرير، مؤكدا في ذات السياق أن هذا السجن سيغلق أبوابه ويحول إلى “متحف للذاكرة الوطنية”.