فقدت الساحة السياسية والوطنية مناضلا ووجها داوم على الحضور في كل المحافل الوطنية والسياسية، خاصة ما تعلق منها بالأسرة الثورية التي كان ينتمي إليها، باعتباره ابن شهيد ومؤسس إحدى أعرق تنظيماتها، ألا وهي منظمة أبناء الشهداء التي كان عضوا بمجلسها الوطني، لكنه نتيجة بعض الاختلافات ترأس التنسيقية لأبناء الشهداء كأمين عام لها، وقد سبق له وأن كان عضوا في المندوبية التنفيذية لبلدية بريكة، ثم عضوا في مجلسها البلدي في أولى عهدة تعددية سياسية بالجزائر.
اختار حزب التجمع الوطني الديمقراطي ليكون عضوا بمجلسه الولائي بباتنة، ثم بعدها أسس حركة وطنية لمطالبة فرنسا الاعتراف بمجازرها التي ارتكبتها إبان استعمارها للجزائر. كما كان مدافعا عن الخط الوطني الثوري، حيث أثارت تدخلاته بين الحين والآخر بعض التجاذبات، خاصة ما تعلق منها بموضوع الحركى.
وخلال الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر، أسس، رفقة بعض الوطنيين الشرفاء، أولى خلايا الدفاع الذاتي لحماية الوطن ومكتسبات ثورة الفاتح نوفمبر.
أسس رفقة الإعلامي والروائي عبد العزيز غرمول، حركة الوطنيين الأحرار وهو حزب سياسي، لكنه استمر في نضاله الوطني مدافعا عن القضايا الوطنية، وسجل حضوره في كل النشاطات التاريخية التي كانت تقام عبر مختلف المؤسسات والهيئات، أين كان دائما متدخلا أو معقبا أو مبديا رأيه، منطلقا من تلك الروح الثورية التي تسكنه. كان يقول ويردد دوما: «الاختلاف ظاهرة صحية ولكن لا يجب أن نختلف حول الجزائر».
رحل المناضل أحمد لخضر بن سعيد عن عمر ناهز 59 سنة، بعد وعكة صحية أصابته في القلب، أىن دخل مصلحة الجراحة القلبية ليلة الخميس لأجراء عملية جراحية، إلا أن القدر كان أسبق وتوفي مباشرة.
وستشيع جنازته بعد ظهر اليوم بمقبرة بريكة بولاية باتنة.
فرحم الله الفقيد وألهم أهله الصبر والسلوان