يحاول المجلس الشعبي البلدي لبلدية بني عمران ببومرداس، لملمة جراحه ولم شمل أسرة المجلس البلدي المشكل من 19 عضوا بعد 6 أشهر من الانسداد نتيجة انسحاب 9 أعضاء ورفضهم المصادقة على جدول أعمال المجلس في عدة دورات سابقة بحجج مختلفة كسوء التسيير، عدم الإسراع في تجسيد مشاريع التنمية.لكن لغة العقل ومصلحة المواطن رجحت الكفة في النهاية بعقد جلسة شملت كافة الأعضاء تقريبا صادق بموجبها المجلس على مشروع الميزانية الإضافية لسنة 2014 والميزانية الأولية لسنة 2015 والحساب الإداري.
عبر رئيس بلدية بني عمران، أحمد عفرة، في لقاء مع “الشعب”، بموازاة صالون زيت الزيتون، عن سعادته بهذا الانفراج الذي شهده المجلس معبرا بالقول: “لقد انعقد المجلس أخيرا يوم 23 ديسمبر الماضي والإمضاء على جدول الأعمال خاصة منها مشروع الميزانية الإضافية لسنة 2014، الميزانية الأولى لسنة 2015 إضافة إلى الحساب الإداري، وهذا بعد فترة فراغ طويلة شهدتها البلدية مع تعليق كل المداولات، وهو ما أثر سلبا على التنمية المحلية لهذه المنطقة النائية، حيث تعطلت عشرات المشاريع المسجلة لفائدة سكان بني عمران لأسباب لا نرى لها مبررا واضحا من قبل الأعضاء المنسحبين..”.
اعترف رئيس البلدية بالصعوبات الحالية التي يواجهها المجلس مع المراقب المالي وطريقة تجاوز إشكالية تمرير الميزانية بعد انقضاء الآجال خاصة بالنسبة للميزانية الإضافية، حيث دعا من خلال منبر جريدة «الشعب» السلطات الولائية وعلى رأسهم والي الولاية إلى ضرورة التدخل لتجاوز المشكل وتمكين المجلس من تسوية الملف من أجل التفرغ لتجسيد برامج التنمية ومحاولة استدراك التأخر المسجل طيلة هذه الفترة، على حد قوله.
وتعرف بلدية بني عمران تراجعا كبيرا في مجالات التنمية وأشغال التهيئة، حيث وقفت “الشعب” على واقع صعب يعيشه المواطن داخل مركز البلدية فقط بسبب اهتراء الطرقات وصعوبة التنقل بين أحيائها وقلة المرافق، تدني المحيط والشروط البيئية بسبب انتشار النفايات والمفرغات العشوائية منها مفرغة طريق بوهناس باتجاه واد الجنان.
يعيش سكان القرى والتجمعات السكنية واقعا أخر لا يقل سوء بشهادة عدد من أعضاء المجلس البلدي، بالخصوص أزمة النقل العمومي ومشاكل النقل المدرسي وهنا تدخل رئيس البلدية بالقول: “لدينا 14 مدرسة ابتدائية وملحقتين موزعتين على 35 قرية وتجمع، إضافة إلى ثانوية ومتوسطتين. يحتاج أغلب التلاميذ تقريبا إلى النقل المدرسي باعتبار بلدية بني عمران يغلب عليها الطابع الريفي الجبلي، الأمر الذي صعب علينا توفير الحافلات الكافية لتلاميذ القرى، لكن مع ذلك أمضينا اتفاقية مع أحد الخواص لضمان النقل المدرسي لكنه اعتذر في النهاية بعد أن عجزت البلدية عن تسوية مستحقاته المالية نتيجة الظروف المذكورة سابقا، مع هذا نحاول بكل الطرق ضمان وسيلة النقل المدرسية، كما ندعو المواطنين إلى التعاون وتفهم الوضع، ونفس الأمر بالنسبة لفعاليات المجتمع المدني والمنتخبين المحليين المطالبين بتحمل مسؤولياتهم اتجاه المواطن الذي انتخب عليهم والتفكير في الصالح العام للبلدية..”.
هو فيض من بحر عميق من العقبات والمشاكل الفعلية والمفتعلة إداريا داخل المجلس البلدي لبني عمران، الذي هو عبارة عن كوكتال من الأحزاب السياسية لم يجد طريقا إلى الانسجام والتوحد على كلمة سواء هي مصلحة المواطن، ما جعل البلدية تعيش سجالا طويلا لم تريد الشعب الخوض فيه، رغم ذلك كان من المفيد الإشارة إليه بعد الانفراج وتصالح الفرقاء، وهي كتلة رئيس البلدية المحسوب على جبهة القوى الاشتراكية وكتلة ثانية تتشكل من 5 أعضاء لقائمة الأحرار، عضوين من حزب العمال، وعضو واحد من الارندي، وعضو آخر تم فصله بسبب متاعب قضائية.