يطالب، الأستاذ بجامعة العقيد الحاج لخضر بباتنة، الدكتور لخضر سي محمد، من مختلف الفاعلين في المجتمع، من أساتذة في الجامعة والمختصين والجمعيات العلمية المختصة، التدخل لتوضيح هذا النوع من الطاقة للمواطنين الجزائريين خاصة سكان الجنوب الكبير، وكذا كيفية تجنّب انعكاساتها السلبية على المحيط. مع العلم كذلك، أن استغلال الطاقات التقليدية تنجرّ عنه كذلك آثار سلبية على البيئة، إن لم تعمل المؤسسات على التحكم فيها.
يعرف لخضر سي محمد، وهو خبير محاسب نهائي ومحاسب معتمد، الغاز الصخري، بحسب ما أجمعت عليه أغلبية الدراسات، بأنه هو نوع من الطاقات غير التقليدية، وهو غاز طبيعي له نفس خصائص الغاز التقليدي المعروف، ويسمى بالصخري لأنه يستخرج من الصخور التي تتسم بعدم وجود شقوق أو فجوات، ويسمى كذلك بغاز حجر الأردواز كما يطلق عليه كذلك الغاز الطفلي.
ولاعتباره غير تقليدي ليس معناه جديدا، بحيث إذا علمنا أن أول بئر تم حفرها في الولايات المتحدة الأمريكية كان قبل 30 سنة من الآن «1981». وهذا معناه أن مرحلة البحث والدراسة كانت قبل ذلك بكثير.
ويرجع الدكتور لخضر سي محمد، أسباب الضجة التي أثيرت حول استخراجه بالجنوب الكبير إلى ثلاثة اعتبارات أساسية وهي: نقص الإعلام المتخصص في هذا المجال وعدم فتح نقاش من قبل الهيئات المختصة في الميدان، مع المجتمع المدني، إضافة إلى الاستغلال السياسي للموضوع.
الجزائر لها استراتيجية واضحة المعالم بخصوص الطاقة
يشير الأستاذ بجامعة باتنة، إلى أن الجزائر، ومن خلال شركة سوناطراك، لديها استراتيجية واضحة المعالم حول الطاقة على العموم، إذ بالإضافة إلى الاستمرار في استغلال الطاقة التقليدية، عن طريق مخططات البحث والتنقيب، سواء المحلية أو من خلال الشراكة الدولية، فإنها كذلك لديها مخططات كبيرة لاستغلال الطاقة الشمسية، وما الاتفاقيات المبرمة مع مجموعة من المؤسسات الرائدة في هذا المجال، وكذلك الميزانيات الضخمة المخصصة لذلك، إلا دليل على ذلك، هذا بالإضافة إلى الخطة المتأنّية في استغلال الغاز الصخري والسبب في ذلك يعود إلى عوامل اقتصادية كثيرة أهمها: انخفاض الاحتياطات الحالية من الطاقة التقليدية وعدم ثبات أسعارها على المستوى الدولي، نتيجة أسباب اقتصادية «انخفاض الطلب الدولي، أو الركود الاقتصادي، خاصة في الولايات المتحدة»، أو لأسباب سياسية، إضافة إلى ضعف منظمة الأوبك، نتيجة أجندات سياسية محضة «الضغط على إيران وروسيا» من قبل الغرب بالاعتماد على السعودية والعراق وأخيرا معدل النمو الاقتصادي في الجزائر والذي يحتاج إلى الطاقة وبنسب متزايدة من سنة إلى أخرى.
التحكم في تقنيات الاستخراج
كفيل بتجنب المخاطر
إن المخاطر البيئية المطروحة حقيقية وخطيرة جدا، في حال عدم التحكم في تقنيات الحفر والاستخراج، مثل أخطار تلوث الاحتياطي المائي، أو تلويث سطح الأرض بالمياه المرتجعة، أو خطر استنزاف الموارد المائية، أو زيادة النشاط الزلزالي. لكن يجب أن يعلم الجميع بأن هذه الأخطار موجودة كذلك في عملية استغلال الطاقات التقليدية.
كذلك يجب الإشارة إلى أن فرنسا، التي تمنع استغلال الغاز الصخري من جهة، وتسمح بل أغلبية مصادر الطاقة لديها نووية، والسؤال المطروح أيهما أخطر على البيئة والمحيط ككل؟
إن التحكم في تقنيات الاستخراج والبرامج الكبيرة التي ستعتمدها المؤسسات في القضاء على هذه الانعكاسات السلبية، انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية المحددة قانونا، تجعل من عملية تنفيذ استراتيجية استغلال الغاز الصخري أكثر أمانا على الإنسان والمحيط ككل.
مخطط سوناطراك في استغلال هذه الطاقة لن يكون قبل 2022
يؤكد ذات المتحدث، أن مخطط سوناطراك في استغلال هذه الطاقة لن يكون قبل سنة 2022 وليس الآن، ومعنى ذلك أن هناك مخطط مدروس، بطريقة علمية، يحتوي على عدة خطوات، أهمها التكوين الذي يسمح بالحصول على التقنيات الحديثة، وكذلك الحصول على الوسائل اللازمة للاستغلال وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها، وهنا يجب أن تعمل هذه الشركة على الاستفادة من التجربة الأمريكية في الموضوع، لاعتبارها دولة رائدة في الإنتاج وفي تجنّب كل المشاكل البيئية المتخوف منها.
وبخصوص المسيرات والحركة الاحتجاجية المنظمة في عدة ولايات بالجنوب الكبير، يؤكد الخبير في المحاسبة، أنها سوف تؤثر على الوضع العام في البلاد بكل تأكيد، غير أنه يشير إلى ضرورة تدخل كل الفاعلين وفق ملفات علمية، من أجل تبديد هذه المخاوف وإعطاء ضمانات علمية مقنعة للمجتمع. كما يجب طرح السؤال التالي: هل لدى هؤلاء المحتجين أو من يقف وراءهم ملفات تقنية وعلمية؟، تم الاستناد عليها، لتنظيم هذه الاحتجاجات.
كما يجب على الجميع أن يعلم، بحسب الأستاذ دائما، أن النمو الاقتصادي، لا يمكن أن يتم خارج الاستغلال الأمثل لكل الموارد الطاقوية المتاحة، وفق المعايير الدولية للأمن والسلامة البيئية.
