فتح الأبواب أمام الشباب وتحرير الإبداع والفكر

نور الدين لعراجي

أما عن فيلمها «الظلال «الذي أثار موجة من الانتقادات والجدل داخل الأوساط الإعلامية والاجتماعية لأنه في نظرهم تطرق إلى موضوع هو بالنسبة للمجتمع المصري من المواضيع المسكوت عنها  تقول ماريان: «إن الفيلم يروي ظل الكواليس داخل إحدى المستشفيات النفسية أين يعالج المرضى المصابون باضطرابات نفسية والطريقة الفعالة والكيفية المطلوبة التي تلعبها الإدارة في إحاطة هذا النوع من الأمراض بالسرية، لأنها تسبّب حرجا للأشخاص والعائلات، ومجرد الذهاب نحو هذه المصّحات يعتبر في نظر البعض خروج عن القاعدة بالنسبة لأشخاص يعيشون في الظل، المجتمع يحكي عن أشخاص دخلوا المستشفيات منذ فترة نتيجة مشاكل عائلية آو وراثية أو متمردين حاقدين على المجتمع، ولأن المستشفيات تستقبل مرضى الحالات النفسية دخلت المخرجة والسينمائية ماريان الى المستشفى وبقيت هناك حوالي 8 أشهر تقريبا، وتعرفت على شخصيات وكان يرافقها المخرج التونسي مصطفى حسناوي رحمه الله.
يعتبر هذا العمل عبارة عن شريط دراما ليست هناك أي وجهة نظر للمؤسسة داخل هذا السكر يبيت لأن الشخصيات هي التي تحكي حياتها وكانت العملية تتم بمشاهدة الجزء الأكبر داخل العيادة التي تشرف عليهم والذي يمتد إلى يوم كامل داخل المستشفى، لأنه في الماضي كان القانون لا يسمح للمريض بالمغادرة مهما كانت الأسباب، أما اليوم نجد المرضى لا يغادرون لأنهم تعوّدوا على حياة المستشفى والمدة التي قضوها بين جدران هذه الغرف ربما تفوق ثلاثين أو أربعين سنة، وبالتالي ليس هناك أي ضمان يوفر لهم المأوى من أكل وشرب ونوم،  وبالتالي فبقائهم هنا أريح لهم من فضاءات أخرى.
أما عن نظرة المجتمع للفيلم باعتباره يصور حالات من المواضيع المسكوت عنها وسوف يكشف بعض الحقائق لا يعلمها المشاهد، إضافة إلى أراء الكثير من النقّاد والمهتمين بحقل السينما ممن ينعتون بمنتجة ومخرجة أفلام الطابوهات كالمرأة والجسد والهوية وغيرها من المواضيع التي لا مساومة فيها أمام نظرة مجتمع يرفض التطرق إلى مواضيع الإثارة،  تضيف المخرجة ماريان خوري: «فعلا أدعو إلى التحرر وكسر هذا الذهنيات لأنها ليست كرسالة فقط بالنسبة إليها بل مهمة تستدعي الكثير من الجهود والآراء ولا يمكن الحديث عنها من خلالي، وبالتالي نحتاج إلى الاشتغال في مثل مواضيع ولو بقينا هكذا وأغلقنا الأبواب حتما لا يمكن الحديث عن هاته الحالات وبالتالي أدعو إلى فتح الأبواب أمام الطاقات والشباب حتى يتحرر الفكر والإبداع، لأنه حتما ستكون فيه وجهات نظر وتكون هناك أراء متباينة، هي  ليست بالسهلة لكنها الطريقة الوحيدة للتغير.
 تصوير الهاتف النقّال هو وجه آخر من التصوير السينمائي
 أما عن تحويل الأعمال الروائية إلى أشرطة وأفلام سينمائية، أوضحت ماريان خوري بأن جدلية الإنتاج السينمائي والكتابة الروائية المحولة إلى أفلام في هذه الفترة بالذات بدأت مع موجة جديدة من الأعمال السينمائية التي أخذت لها انتشارا، وهناك بعض الأفلام أو ما يطلق عليها «ديكو منتري» أي تسجيل تجارب وثائقية أكثر من الروائية تم تجسيدها، لأنها فترة تفرض نوع معين من الأفلام مثل الفيلم الصعيدي وفيلم «لوق» وكذلك فيلم «النيبال» وفيلم دينا حمزة «زاي زمان» والذي تنتجه دار السينما العالمية التي تشتغل بها ماريان، كل هذه هي تجارب يتم من خلالها تحليل الوضع كمواقفهم من الثورة من منظور شخصي، ووجهة نظرهم كيف عايشوا الأحداث وعرفوها فهي بالنسبة إليهم تعبر عنها المخرجة مريان على أنها صحية جدا كظاهرة تفاعل.
أما المخرج منتصف حجازي فيضيف: «بأن الصناعة الوثائقية تراجعت بعد الثورة بحيث الفيلم الوثائقي في السبعينيات كان ضعيفا جدا تبنته قناة الجزيرة في الألفية وأصبح الإنتاج العربي الوثائقي كله يتبع لقناة واحدة وهي قناة الجزيرة، وهذا معناه أن أي قناة في أي دولة لا يمكنها أن تحتكر إنتاجها لأنها حتما سوف تمرّ عبر قناة الجزيرة التي تتربع على انتشار كل الأفلام.
فالثورة مثلا غيّرت ووجهت السينما نحو توجه آخر من خلال تصوير الأحداث عن طريق الهاتف الموبايل بمعنى أنه هناك مئات الأشخاص الذين يصورون بهواتفهم ويضيف: «بإمكاني أن أصور ما أشاء وكيف ما أشاء لأنني أنا الذي أتحكم في تقنية التصوير»، وهذا معناه أن المصور يصنع وجهة نظر مغايرة تماما ولا تخضع لأي شروط أو ضغوط أي قناة تملي عليه شروطها، بمعنى أن المصور يمشي بما يحس به وفقط، وهنا أفتح  قوس لأقول: «إن الفيلم التسجيلي هو إضافة للسينما المصرية».
  الفيلم التسجيلي إضافة للسينما المصرية
وفي هذا الإطار تتدخّل المخرجة ماريان لتؤكد ما تحدث عنه المخرج منتصر حجازي، حيث توضح بأن الفيلم التسجيلي كنوع تطور جدا، لأنه يصور دراما متداخلة ويمكن للروائي أيضا أن يتدخل على التسجيلي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024