ألح خبراء جزائريون وأجانب، أمس، على ضرورة التعجيل بتجسيد مشاريع الطاقات المتجددة، من خلال استغلال الطاقة الشمسية التي تزخر بها الجزائر، وصارت في نفس الوقت تشكل تحديا تنمويا للمرحلة المقبلة، مطالبين بتشجيع الاستثمار في هذه الثروة النظيفة، معلنين أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة من حيث احتياطي المورد الطبيعي.
عكف خبراء وباحثون في الملتقى الدولي حول تكنولوجيات الطاقة الشمسية الذي نظمته مجموعة «كوندور»، على تشخيص السبل القائمة للدفع بوتيرة الاستثمار وتشجيعه من طرف الدولة في هذا المجال.
اعتبر الدكتور مولود بكلي باحث ومدير الأعمال العالمية لتكنولوجيا الطاقة الشمسية أن المرتبة الثالثة التي تحتلها الجزائر عالميا من حيث وفرة الطاقة الشمسية، تفرض عليها الإسراع أكثر لاستغلال ثرواتها الطبيعية، خاصة أنها سطرت برامج واعدة على المدى البعيد أي في 2020 و2030 حيث يمكن للجزائر أن تنتج 20 جيغا واط، ولفت الانتباه أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ينتظر طرح العديد من التكنولوجيات في السوق، واصفا أن سوق الطاقات المتجددة في صحة جيدة، والتكنولوجيا في المتناول يجب استغلالها، مع ضرورة الاستعانة بالشراكة الوطنية أو الأجنبية.
ويرى الخبير بكلي الذي تحدث عن السوق العالمي للطاقة المتجددة والفاعلين فيها وكذا الابتكار في هذا المجال، ولم يخف أن الجزائر مازالت متأخرة مقارنة بالبلدان المغاربية والعربية، واقترح أن تمنح الدولة الفرصة للخواص للاستثمار بقوة.
وكشف الخبير بكلي أن منطقتي المغرب العربي والخليج تعد الأكثر ثراء بهذه الثروة الطبيعية ويوجد احتياطي بـ145جيغاواط، ومن جهته الخبير عبد القادر توزي خبير في الطاقات المتجددة ومستشار لدى «كوندور» تحدث عن أهمية بناء جسر بيت الصناعيين والباحثين وإرساء شراكة إستراتجية في مجال الطاقات المتجددة، وكشف أن «كوندور» أبرمت في هذا الإطار عقدين للشراكة الاستراتيجية لتطوير الطاقات المتجددة مع المديرية العامة للبحث العلمي في سنة 2014، حيث تدخل حيز السريان في عام 2015، ومن المقرر إنشاء محطة طاقة شمسية بطاقة 1 ميغاواط في إطار تطوير المدن الجديدة على غرار مدينة بوغزول التي تم اختيارها في إطار مخطط تهيئة الإقليم.
واستعرض ياسا نور الدين رئيس مركز الطاقة المتجددة عن التكوين في هذا المجال والأبحاث الجارية ووقف على دور وتواجد المركز بأربع ولايات لتجريب تجهيزات الطاقة الشمسية حيث ينشط المركز في 5 شعب.
ومن جهتها ممثلة وزيرة البيئة تناولت الجهود التي تبذلها وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، ورهانها على المركز الوطني لتكنولوجيات الإنتاج النظيف الذي يضم شبكة من الخبراء لديهم اتصال مباشر مع الصناعيين.
يذكر أن فعاليات المتقى الدولي تختتم اليوم وينتظر أن يتوج بتوجيهات وتوصيات خاصة تلك التي تطور الاستثمار والنمو في هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي للطاقة المتجددة.