الأستاذ محمد قنينش:

المظاهرات فاجأت المستعمر وأعطت دفعا للعمل السياسي

أم الخير. س

«مظاهرات 11 ديسمبر1960، لم تكن عفوية، بل كانت ردة فعل شعبية قوية، منبثقة عن وعي ومسؤولية ونابعة عن دراية شعب صمم على الاستقلال وانصاع لتوجيهات وقرارات ممثله الوحيد جبهة التحرير الوطني”، انطلاقا من هذه الفكرة، سلط الدكتور محمد قنينش، أستاذ محاضر في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بجامعة عين تموشنت، تخصص الحركة الوطنية والثورة التحريرية، خلال منتدى “الشعب”، أمس، الضوء على الأحداث التي شهدتها ربوع الوطن انطلاقا من عين تموشنت في 09 ديسمبر 1960.

`وقال قنينش في هذا الصدد، أن “المظاهرات السلمية العارمة التي اجتاحت المدن الجزائرية بداية من 11 ديسمبر 1960، جاءت مواصلة لتلك الأحداث التي عرفتها الجزائر في 1 و08 ماي ١٩45، والتي تؤكد جميعها على درجة الوعي السياسي للشعب الجزائري بقضيته الوطنية”، كما شكلت ـ أضاف المحاضر ـ تأكيدا آخر على مطلب الشعب الجزائري المصيري في الاستقلال والتحرر من أغلال الاستدمار الفرنسي”.
وفي قراءة متمعنة ومفصلة له حول تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية في الغرب الجزائري كانطلاقة أولى، أوضح قنينش، “أن هناك اهتماما كبيرا من طرف الدولة والنخبة المثقفة من أجل إعادة قراءة التاريخ الوطني الذي هو تقريبا مستمد من كتابات فرنسية غير نزيهة، وهذه القراءة تؤدي إلى اكتشاف عظمة هذا الشعب الذي أثبت تلاحمه والتفافه حول الثورة بعد توسع المظاهرات وشموليتها باقي مناطق الوطن”.
المظاهـــــــــرات قسمـــــــــــــــت النخبــــــــــــــة الفرنسيــــــــــــة وأجهضت مشاريع ديغول
وقد أحدثت مظاهرات الشعب الجزائري السلمية، شرخا وسط النخبة الفرنسية المثقفة المتكونة من كتاب وأدباء وصحفيين ورجالات الفكر المنتمين إلى التيار الوطني المعتدل والتيار اليساري في الخارج، لتخرج ببيان دعت فيه “نخبة 121” إلى الاعتراف بحق الجزائريين في الاستقلال ودفع ديغول إلى الحل السلمي والوصول إلى مفاوضات علنية حول تقرير المصير”.
وكان أيضا للمظاهرات صدى سياسي عالمي أسس للاعتراف الدولي بالقضية الوطنية والحكومة المؤقتة من منبر هيئة الأمم المتحدة.
ومن جهة أخرى، أكد أستاذ التاريخ أن ديغول أخطأ في اختياره لمنطقة غرب البلاد ومنها مدينة عين تموشنت لشرح مشروع “الجزائر جزائرية” مع اعتبارها مقاطعة فرنسية وتجسيد حقوق الجزائريين ومساواتهم مع المعمرين، حيث كذبت الجماهير الجزائرية المنددة بسياسة ديغول والتي اجتاحت شوارع مدينة عين تموشنت ودفعت ديغول من أعلى المنبر من ساحة البلدية، - كذبت مزاعم فرنسا الاستعمارية أن المنطقة هادئة وموالية لفرنسا بحيث اعتبرها ديغول كمنطقة أكثر خصوبة لشرح مشروعه.
وذكر قنينش إبن مدينة عين تموشنت، أن “المنطقة في ذلك الوقت، تميزت بتواجد واسع لكبار منتجي الخمور من المعمرين، أين حاول الجنرال ديغول الاستعانة بهم وبثقلهم الاجتماعي لطرح مشروعه السياسي الذي أثار حفيظة فئة من المعمرين وتسبب في انقسامهم، ودفع الجزائريين إلى المطالبة أكثر بحقهم في الاستقلال”.
الإعلام قوة ثالثة مضافة للقوة العسكرية
كما نوّه الدكتور قنينش، بالدور الذي لعبه الإعلام الجزائري المناهض للسياسة الاستعمارية في الجزائر والذي تمخض عنه ميلاد عدة صحف وطنية ناطقة باللغة العربية واللغة الفرنسية على غرار صحيفة «المجاهد» وصحيفة «الشعب»، في التأريخ للأحداث السياسية في 09 ديسمبر 1960 والتي تلتها بعد ذلك، كمحاولة من الإعلام الثوري لدحر محاولة السلطة الاستعمارية الفرنسية في استغلال الإعلام كقوة ثالثة إضافة إلى القوة السياسية والقوة العسكرية لتضليل الرأي العام وتشويه الحقائق وأهداف الثورة.
وفي هذا الشأن، دعا الأستاذ الجامعي إلى تعزيز المنابر الإعلامية الجزائرية وحشدها لكتابة التاريخ الجزائري خصيصا ما تعلق منه بتوثيق الأحداث الثورية وما تثريه حولها الشهادات الحية للمجاهدين وأفراد الأسرة الثورية ممن عايشوا الحدث.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024