توقع الخبراء والمتعاملون الوطنيون والأجانب المشاركون في قمة البترول والغاز لدول شمال إفريقيا التي يحتضنها فندق الشيراتون في طبعتها التاسعة، تضاعف الطلب على الطاقة منذ السنة المقبلة إلى غاية آفاق عام 2015، مؤكدين أنه يرتقب أن تزود الطاقات المتجددة السوق الدولية بنسبة لا تقل عن حدود الـ15 بالمائة، معتبرين أن الاستثمار في الجزائر جذاب بالنظر إلى إمكانياتها وقدراتها وكذا الخبرة التي تكتسبها.
لم يخف منير بوعزيز، رئيس الشركة الطاقوية “شال” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا عقب حيازتهم على ترخيصين للاستثمار شهر سبتمبر الفارط أنهم من الشركات الجد مهتمة والمتتبعة للجزائر المتحكمة والتي لديها خبرة معتبرة وأسواق جديدة، وعبر عن الرغبة القائمة لديهم للاستكشاف والتنقيب بالنظر إلى أهمية ما تتوفر عليه من موارد باطنية، وأوضح أن الجزائر هيأت الظروف الملائمة للمستثمر الأجنبي في مجال الطاقة لا سيما قانون المحروقات، لذا مستعدون لتحويل التكنولوجيا التي تحتاجها.
وذكر أن أهمية الجزائر تكمن حتى في الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، ومن بين التوقعات التي تطرق إليها بوعزيز تضاعف الطلب على الطاقة من السنة المقبلة على غاية آفاق عام 2050،ومساهمة الطاقات المتجددة بنحو 15٪ في السوق الطاقوية الدولية، وذلك ما يساهم في مواجهة التحديات المناخية من خلال التكنولوجيا والتوجه نحو الغاز الصخري، حسب تقديره.
التزم غالب إبراهيمي ممثل شركة “سينرجي” الطاقوية البريطانية بالتركيز على توسيع استثماراتهم في الجزائر التي تعد قلب شمال إفريقيا وذات موارد معتبرة وسوقها حيوي ومتحرك، مثمنا تنظيم هذه القمة التي تشجع تطوير الاستثمارات وتبادل الخبرات وإثراء النقاش. وفيما يتعلق بانخفاض أسعار البترول مؤخرا طمأن الدول المنتجة حتى لا تضطرب وتتحلى بالتفاؤل حتى يستمر نشاطها بشكل إيجابي ومنتظم.
وقال جاسي إديكا عن مؤسسة “أبتون كاميكون” الطاقوية الكائنة ببريطانيا أن القمة تعد لقاء جد مشجع للصناعات الطاقوية وبالخصوص لمجمع سوناطراك الرائد والذي لديه مكانته والتي يعول عليها لتعطي قيمة مضافة للدول الإفريقية من خلال المساهمة في تطوير صناعة الطاقة في إفريقيا، واعتبر أن للجزائر كلمتها ودورها المهم في هذا المجال الاستراتيجي لضمان تمويل منتظم ومستمر. وتحدث عن تعاونهم مع سوناطراك منذ ثلاث سنوات خاصة في سكيكدة وأرزيو، واليوم مهتمون بفتح مكتب في الجزائر، ويعتقد أن الجزائر صلبة حيال تراجع أسعار النفط ولها دينامكية خاصة.
ومن جهته خالد السويدان مسؤول في شركة سعودية لتغليف الأنابيب أن اهتماماتهم تكمن في افتكاك حصص استثمارية في الجزائر ونقل خبرتهم ونقل التكنولوجيا التي يملكونها، واعتبر في سياق متصل أن المؤتمر يكتسي أهمية لهذا القطاع الاستراتيجي، ويحرصون المساهمة في تطوير صناعة وإنتاج الطاقة.
ووصف ياسين الميسري خطاب الجزائر في القمة التاسعة مشجع ويبعث على استقطاب الاستثمار على اعتبار أن دول شمال إفريقيا كما يعتقد تعد قاطرة القارة السمراء، وقال أن القمة فرصة حقيقية للتطرق إلى تحديات تطوير صناعة الطاقة التقليدية وغير التقليدية وتحويل التكنولوجيا والجزائر لديها الخبراء والإمكانيات والإرادة من أجل تحقيق ذلك.
وذكر أشرف بن حسين من وزارة الطاقة أن القمة ستتطرق إلى الإشكاليات التقنية وتسمح بتبادل الخبرات وتفتح فرص الاستثمار أمام المتعاملين، ووقف على رغبة المشاركين في تبادل الخبرات خاصة التكنولوجية وتحسين أداء المؤسسات الرائدة في هذا المجال الاستراتيجي.