- نتاج ٢٥ ألـف سيارة “سامبـول” بمعايير عاليـة واستحداث ٣٥٠ منصب شغل
- محطـــــــــة هامــــــــــة للصناعــــــــــة الوطنيـــــــة الناشئــــــــــة للسيـــــــــارات
دشن الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، أول مصنع لإنتاج المركبات السياحية بواد تليلات، حيث جال بمختلف ورشات المصنع واطلع على مختلف أجنحته، كما وقع لوحة تذكارية لأول سيارة سامبول “الجزائر”، بحضور وفد وزاري هام من الجانب الجزائري والفرنسي من بينهم لوران فابيوس وزير الخارجية والتنمية الدولية، وايمانويل ماكرون وزير الاقتصاد والصناعة الرقمية، والرئيس المدير العام لمجمع «رونو» كارلوس غوسن.
وقال الوزير الأول بالمناسبة، إن هذا الإنجاز يمثل ميلاد صناعة السيارات بالجزائر وثمرة تعاون بين مؤسسات وطنية والمصنع الفرنسي للسيارات “رونو”، مشكلا بذلك مثالا للشراكة الناجحة التي تطمح بلادنا إلى مضاعفتها عبر الوطن في مختلف المجالات، والتي تندرج في إطار مسعى الحوكمة في إعادة بعث القاعدة الصناعية الوطنية باعتبارها محور برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وإحدى أهم أولويات الخماسي المقبل.
وحسب سلال تندرج هذا المشروع في إطار خارطة الطريق التي حددها رئيس الجمهورية والقائمة على تضافر الجهود وتجميع القدرات الوطنية لتحقيق النمو والتنويع الاقتصادي وخلق الثروة ومناصب شغل مستديمة، مثمنا إنجاز المصنع وبداية الإنتاج في الآجال المحددة سابقا، بالإضافة إلى مساهمته في توظيف وتكوين 350 عامل، وعديد المناصب غير المباشرة الناتجة عن أنشطة المناولة المحيطة والمرتبطة بالإنتاج.
ودعا الوزير الأول القائمين على الشركة المختلطة إلى مضاعفة الجهود للوصول إلى المرحلة المثلى من الإنتاج، حيث من المقرر إنتاج 25 ألف سيارة في المرحلة الأولى، فيما ينتظر أن تصل قدرة الإنتاج بعد 2019 إلى75 ألف مركبة سنويا، مؤكدا دعم السلطات العمومية لاسيما ما تعلق بترقية الإنتاج الوطني من خلال تأهيل المناولين الجزائريين والتعاون معهم، دون الكشف عن سعر سيارة “سامبول الجزائر” التي أكد لوران فابيوس وزير الخارجية والتنمية الدولية أن سعرها سيكون معقولا ومكيفا حسب قدرة الإنسان الجزائري وسترضي تطلعاته.
لجنة وزارية رفيعة المستوى تجتمع بباريس شهر ديسمبر
وقال سلال، إن خروج أول سيارة من المصنع وبمقاييس ومعايير الشركة الأم وحاملة لعلامتها التجارية تشكل محطة هامة للصناعة الوطنية الناشئة في مجال السيارات، مشددا على أهمية التنويع في المنتجات وتطوير موديلات جديدة، خاصة وأن مشروع واد تليلات يحمل آفاقا واعدة للتعاون دون المنفعة المتبادلة بين الجزائر وفرنسا وتطوير العلاقات الاقتصادية في إطار متجدد، مشيرا إلى الاجتماع المقبل بباريس للجنة الوزارية الرفيعة المستوى في 4 ديسمبر الداخل، والتي ستشكل سانحة أخرى لتعزيز الروابط والتعاون بين البلدين في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي.
إرادة الجزائر واضحة وعلى شركائها التحلي بالجرأة والابتكار
وعاد ذات المسؤول ليؤكد أن الجزائر ليس لها أي عقدة في طلب الكفاءة والخبرة حيثما وجدت في سبيل إنجاز برنامجها التنموي، مشيرا إلى نيتها الاستفادة من مختلف الشراكات التي تعقدها والتعلم وتطوير الأداة الوطنية والرفع من قدراتنا في مجال التسيير، بالإضافة إلى تفعيل على مقاربات مماثلة في كل من قطاع الفلاحة والطاقة والسياحة للتمكن من تحقيق تحول الاقتصاد الوطني وانخراطه في المنظومة العالمية لإنتاج السلع والخدمات، ومن ثم فإرادة الجزائر في التفتح واضحة واستعدادها تام وعلى شركائها سوى التحلي بالجرأة والابتكار وسيجدون بلدا شابا ومستقرا سياسيا واقتصاديا، يتوفر على قوانين جذابة للاستثمار.
تحسين نوعية ومذاق مياه الشرب
من جهة أخرى، قام سلال بتدشين محطة مرسى الحجاج لتحلية مياه البحر التي قال عنها بأنها مشروع طموح ومكسبا لمنطقة الغرب الجزائري، كونها ستنتج تدريجيا ما يقارب 500 ألف متر مكعب في اليوم، وتندرج في إطار الإستراتيجية التي سطرتها الدولة من خلال إنجاز مشاريع بموجبها ستصبح وهران تصدر المياه لكل من معسكر وتيارت، وشدد خلالها على تحسين نوعية ومذاق المياه الموجهة للاستهلاك من طرف المواطنين، وضرورة الالتزام بتشغيل اليد العاملة الوطنية لمنحها فرصة اكتساب الخبرة والتكوين.
وحسب الشروحات المقدمة له من مدير المؤسسة الوطنية للتزويد بالماء الشروب مسعود تيرا، ستنطلق هذه المحطة في إنتاج 250 ألف متر مكعب مبدئيا في حين ستصل سنة 2016 إلى 400 متر مكعب.
كما قام الوزير الأول بتسليم المفاتيح إلى 20 مستفيدا من السكنات الاجتماعية من ضمن 500 تخصيص مسبق بواد تليلات، بالإضافة إلى تفقد المنطقة الصناعية لأرزيو الصناعية، حيث قام بتدشين مركب الأمونياك واليوريا، وكذا مركب الغاز الطبيعي المميع 3 ووضعه حيز الخدمة، بالإضافة إلى مركب “سوفرات”، كما وضع الحجر الأساسي لمشروع انجاز أكاديمية الشرطة وأعطى إشارة إطلاق انجاز الطريق الرابط بين ميناء الولاية بمحول طريق وهران، وزيارة مشروع إنجاز نزل أربع نقاط من الشيراطون وكذا تدشين مركز الأعمال “لي فاليس”.
إيمانويل ماكرون:
”باريـس والجـزائر” محـور تعـاون سيتطـور أكـــثر
صرح الوزير الفرنسي للاقتصاد والصناعة والرقمنة إيمانويل ماكرون، أمس بوهران، أنه يوجد بين باريس والجزائر محور للتعاون وتحالف منتج، وأن هذا المحور سيتطور أكثر.
وأوضح الوزير الفرنسي، خلال لقاء صحفي عقب اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية ـ الفرنسية، أنه “قد تمت دراسة 21 مشروعا خلال هذا الإجتماع. وسيتم إعتماد غالبية هذه المشاريع خلال اجتماع اللجنة الحكومية العالية المستوى المقررة في 4 ديسمبر المقبل بباريس، والذي سيترأسه الوزيران الأولان السيدان، عبد المالك سلال، ومانويل فالس”.
وأشار ايمانويل ماكرون، في هذا السياق، أن مشاريع التعاون تخص جميع المجالات، لا سيما المدارس العليا والتطهير و«جميع المشاريع البارزة في الاقتصاد الجزائري”.
ولدى تطرقه إلى إنتاج أول سيارة من مصنع “رونو” بوادي تليلات (وهران)، أبرز ذات المسؤول، أنه “في سياق إعادة التموقع، فإن ما هو موجه للجزائر سينتج في الجزائر” قائلا “هذا سيجلب قيمة مضافة، وهذه المؤسسة ستكون ذات فائدة لكلا البلدين”.
وأضاف المسؤول الفرنسي “إنه عصر اقتصادي جديد يتميز بالانفتاح وعصرنة الاقتصاد الجزائري، ونريد المشاركة في ذلك”.
يذكر أن اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة الجزائرية ـ الفرنسية، يرمي إلى تقييم مدى تقدم مشاريع التعاون بين البلدين. ويعمل الطرفان على تقييم مشاريع الشراكة المسطرة والتي هي في مرحلة متقدمة.
ومن بين هذه المشاريع، تجدر الإشارة، إلى تلك المتعلقة بإنجاز المدارس المتخصصة في مهن الصناعة والخدمات اللوجستية والتعاون في مجال التقييس وعلم القياسة وشراكات للإنتاج المشترك، فضلا عن مشاريع في مجالات الصحة والفلاحة والصناعات الغذائية والطاقة والمجال الرقمي.
وقد أدرج ضمن الاجتماع، دراسة مشاريع تخص إنشاء شركتين مختلطتين جزائرية ـ فرنسية في مجالي لحوم الأبقار والحبوب. وسوف يتم التصديق عليها خلال اجتماع اللجنة الحكومية الرفيعة المستوى بباريس.
