الجزائــر تفتـح أبـواب الاستقلاليـة الاقتصاديــة أمـام إفريقيــا
أكد المستشار الاقتصادي لسفير غينيا بالجزائر، ماغاسوبا فارابان، أن احتضان الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية، بحضور هذا العدد الكبير الذي تم تسجيله من دول مشاركة، ومؤسسات اقتصادية عارضة من مختلف الجنسيات، حدث كبير ومنعرج محوري تتجه القارة الإفريقية من خلاله نحو تطوير قدراتها الاقتصادية، وتوطيد علاقاتها البينية خاصة تلك المتعلقة بالمبادلات التجارية والشراكات الاستثمارية. وشدد المستشار الاقتصادي، أن الوقت قد حان للتعامل مع قضايا بجدية وتجنب البحث عن الحلول خارج حدودها، والحل يكمن -حسبه- في تنمية التجارة الإفريقية.
وبالنسبة لاختيار الجزائر- في هذا التوقيت تحديدا - كمحطة لاحتضان الطبعة الرابعة للمحفل القاري، الذي عكف البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد على تنظيمه دوريا كل سنتين، وذلك منذ 8 سنوات، أفاد فارابان في تصريح لـ “الشعب”، على هامش فعاليات معرض التجارة البينية، أن الجزائر تعد بلدا محوريا، يشكل العمود الفقري لبقية الدول الإفريقية من الناحية الاقتصادية، بالنظر لمعطيات ومؤشرات اقتصاده الكلي، حيث تمكنت الجزائر، وفي ظرف قصير، ـ يقول ماغاسوبا ـ من تحقيق ناتج محلي إجمالي أعلى بكثير مما كان عليه سابق.
وفي سياق الحديث، تطرق ماغاسوبا إلى العلاقات الطيبة التي تجمع الجزائر وغينيا، معبرا عن طموح بلاده واستعدادها التام للعمل مع الجزائر في إطار التعاون الثنائي من أجل تنمية التجارة الإفريقية.
وبشكل خاص، ركز محدثنا على ضرورة تطوير البنى التحتية وتطوير النقل، كشرط أساسي لتطوير التجارة بين دول القارة، خاصة بعد أن دخلت اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية “زليكاف”، حيز التنفيذ الفعلي في نوفمبر 2024، مما سيفتح آفاقا جديدة للتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.
التكامل.. تطلع إفريقي
وأكد محدثنا أن بلاده تشارك بقوة من خلال وفد كبير من المؤسسات الاقتصادية الغينية، على رأسها غرفة التجارة الغينية، ومنظمة أرباب العمل، تأكيدا على أهمية توطيد الجهود والعمل سويا من اجل إفريقيا قوية، متمكنة من استغلال مواردها الطبيعية والبشرية.
ويتوقع ماغاسوبا إبرام اتفاقيات ذات أهمية كبرى لبعث الاقتصاد الإفريقي، حسب ما توحي به أجواء التواصل والاهتمام المشترك بالعديد من القطاعات بين المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة، لافتا إلى أن بلاده مهتمة بشكل خاص، بالاتفاقيات المتعلقة بالزراعة والحلول الابتكارية لتطوير الفلاحة. ولذلك يعمل الوفد المرافق له على البحث والتواصل مع مؤسسات اقتصادية وهيئات تمويلية من مختلف الجنسيات للظفر بأكبر عدد ممكن من الاتفاقيات.
العمق الإفريقي.. تاريخ واقتصاد
وختم المستشار الاقتصادي بسفارة غينيا، بتقديم خالص الشكر للجزائر قيادة وحكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، حيث عبر بكلمات طيبة عن الجزائر ليس فحسب وجهة استثمارية، بل وجهة سياحية، وملتقى الحضارات وحوار الثقافات. والدليل، البرنامج الواسع للـCANEX، أين سترافق فعاليات المعرض، عروض تجمع بين العراقة والتنوع الذي يصنع العمق التاريخي للقارة الإفريقية ذات التطلعات الواعدة.