سابقة تاريخية لأول مرة وتخصصات جديدة نوعية..وزير التعليم العالي:

عقـــود توظيف لـ 40 ألف طالب متخرّج فـي قطاعـي التربية والصحـة

سعاد بوعبوش

أكثر من 70 بالمائة من حاملي بكالوريا وُجّهوا لاختياراتهم الأولى 

توجيه جامعي يُحاكي احتياجات السوق ويعزز الاقتصاد الوطني 

مسارات الامتياز تستقطب المتفوقـين بالمدارس الكبرى والعلـوم الطبيــة 

العلوم الإنسانية والاجتماعية متكاملة مع العلوم التكنولوجيا 

اختيارات الامتياز لأصحاب ممتاز وجيد جدا نحو المدارس الكبرى والعلوم الطبية 

تكريم النخبة الشابة في الرياضيات وبداية موسم جامعــــي بطموحات كبرى

أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أمس الثلاثاء، عن النتائج النهائية لتوجيه حاملي شهادة بكالوريا 2025، حيث عرفت هذا العام توجيها قوّيا لحاملي شهادة البكالوريا الجدد إلى ميادين العلوم والتكنولوجيا، ما يعكس - مثلما قال - «إدراكهم المتزايد للقيمة المضافة التي تقدّمها هذه التخصصات للاقتصاد الوطني».

وأوضح بداري - في ندوة صحفية نظمها بمقر الوزارة - أنه تم تسجيل توافق قوّي بين طموحات حاملي شهادة البكالوريا الجدد، مع عروض التكوين للاختيارات الثلاثة الأولى، بلغت نسبة 70.38 بالمائة، كما سجلت اختيارات الامتياز لحاملي شهادة البكالوريا لأصحاب التقدير ممتاز وجيد جدا، وذلك نحو المدارس الكبرى والعلوم الطبية.
وأعلن بداري عن استفادة أكثر من 40 ألف طالب، من الطلبة الجدد، يمثلون نسبة 13 بالمائة من حاملي شهادة البكالوريا دورة 2025، من عقود توظيف مضمونة فور نهاية التكوين، في قطاعي التربية الوطنية والصحة، وهي سابقة تاريخية تتحقق لأول مرة.
وأشار الوزير إلى استقبال جيل جديد من الطلبة الجدد للموسم الجامعي 2025-2026، تجلّت فيه ثمار الإصلاح، وهو ما ترجمته الأرقام المحصّل عليها، حيث تم تسجيل 367122 حامل لشهادة البكالوريا، بنسبة 32.43 بالمائة ذكور و67.75 بالمائة إناث.
أما عدد الناجحين الذين باشروا التسجيل من أجل التوجيه الجامعي، فقد بلغ 340901 أي 92.93 بالمائة، في حين بلغ عدد الطلبة الموجهين 331827 طالب، أي نسبة 97.34 بالمائة، أما الباقي وعددهم 9074 طالب، يمثلون 2.66 بالمائة، ستعطى لهم فرصة أخرى ابتداء من اليوم (أمس الثلاثاء) إلى غاية 8 أوت الجاري، من أجل اختيارات أخرى، وبالتالي تحقيق مبدأ كل حامل شهادة بكالوريا له مقعد بالجامعة طبقا لاختياراته وميولاته.
وسجل الوزير أن قطاع التعليم العالي يهدف إلى جعل الجامعة الجزائرية حاضنة للابتكار واقتصاد المعرفة والتقدّم، وهو ما ترجمته عدّة عناصر تتعلق بعروض ونقاط التكوين، حيث تم تعزيز المؤسسات الجامعية باستحداث جامعة علوم الصحة، وتأهيل عرض التكوين في ليسانس الانجليزية الطبية موجه خصيصا لطلبة الطب سنة أولى، ما يمكّن كل طالب في السنة الأولى علوم طبية من التحضير لليسانس في اللغة الانجليزية الطبية إلى جانب دراسته في الطب، خاصة في مجال المصطلحات الطبية، كما تم تأهيل 50 عرض تكوين جديد، بينها 14 عرضا خصص لحاملي بكالوريا آداب من أجل إعطائهم فرصة في التشغيل، وكل المهن المتاحة في النشاط الاقتصادي وضمان تشغيل خريجي الجامعات من العلوم الإنسانية ومن بين 50 عرض تكوين تم تسجيل توجيه أكثر 72 بالمائة للعلوم والتكنولوجيا، فيما تم توسعة شبكة المدارس العليا إلى 60 مؤسسة تكوينية، بهدف الاستجابة لمتطلبات قطاع التربية الوطنية في مجال تكوين الأساتذة .
وفي تقييمه لنتائج التوجيهات الرسمية للطلبة الجدد، قال بداري إنها تترجم ميولات الطلبة الجدد نحو العلوم والتكنولوجيا، ما سيعزز مستقبلا القيمة المضافة للاقتصاد الوطني والمجتمع في مجال هذه التخصصات التي اختاروها لبناء اقتصاد المعرفة، خاصة وأن نسبة الرضى للطلبة الموجهين للجامعة كانت جدّ ممتازة وصلت إلى 70.3% وجهوا لاختياراتهم الثلاثة الاولى وهو ما يتوافق مع طموحات وميولات الطلبة مع العروض التي تقدّمها لهم الجامعة الجزائرية.

مسارات الامتياز تحتل الصدارة في التوجيه

من جهة أخرى، احتلت مسارات الامتياز الصدارة بالنسبة لتوجيه الطلبة الجدد الحاصلين على تقدير «جيد جدا» و»ممتاز»، نحو المدارس الكبرى لسيدي عبد الله والعلوم الطبية - يقول الوزير-  ما يعكس الثقة التي تضعها النخبة الأكاديمية في العلوم والتكنولوجيا لتجسيد المحور الثامن لبرنامج رئيس الجمهوريه 2024-2029، من خلال اختيارهم لهذه التخصصات الدقيقة.
وبخصوص عملية التوظيف، أكد الوزير أنها مسار مستمر ومتواصل في المؤسسات الجامعية وكذا البحثية، طبقا لاحتياجات القطاع والإمكانات المالية المتاحة، فهناك - يؤكد بداري - عروضا، وهناك طلبات وتعمل الوزارة على إحداث التوازن المطلوب من خلال التوصل لتحقيق الاكتفاء الذاتي من أجل توفير التأطير النوعي، حيث أن معدل التأطير هو في حدود أستاذ/ 23 طالب.

دكتوراه الرقائق الإلكترونية وماستر مكافحة المسيّرات

من جهة أخرى، كشف بداري عن تخصصات جديدة تتعلق بـ»الدكتوراه الموجهة»، حيث وجهت الدكتوراه - هذا العام - لتصميم وصناعة الرقائق الإلكترونية، والفلاحة التنموية أو تربية الحيوانات، مع التوجه نحو دكتوراه أخرى، سبتمبر المقبل، نحو الإعلام الآلي الكمي.
وأكد الوزير أن هذا المجال الجديد قليل في الجامعات، حيث تعمل الجزائر من خلاله على إيجاد مكانتها في هذا المجال التكنولوجي والمعرفي، كما أعلن الوزير عن «ماستر» جديد في مكافحة أو إسقاط المسيّرات (الدرونات)، بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، في إطار الشبكة التعليمية الجديدة، حيث سيكون التسجيل من خلال اجتياز مسابقة وطنية، ويستفيد الطلبة من تكوين في مركز بحث، ما سيسمح بإعداد نخبة في العلوم الدقيقة والتكنولوجيا والمعلوماتية.
وعلى هامش إعلان النتائج النهائية لتوجيه حاملي البكالوريا الجدد لسنة 2025، تم تكريم خمسة طلبة مثلوا الجزائر أحسن تمثيل في المسابقة الدولية للرياضيات ببلغاريا، ونجحوا في الفوز بميداليتين فضيتين وبرونزيتين، وشهادة تقدير في ثاني مشاركة للجزائر في هذا النوع من المسابقات.
وفي السياق، كشف مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والمكلف بالإعلام والرقمنة، عبد الجبار داودي، عن مشروع مستقبلي ينتظر موافقة السلطات العليا للبلاد يتمثل في إطلاق مسابقة ضخمة مخصصة للأساتذة والباحثين في الرياضيات، ومسابقة أخرى موجهة للطلبة المتخصصين في الرياضيات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19842

العدد 19842

الأربعاء 06 أوث 2025
العدد 19841

العدد 19841

الثلاثاء 05 أوث 2025
العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025