فضلت جريدة «الشعب» في إطار الاحتفال بالذكرى الـ60 للثورة التحريرية، أن تكون لها مكانة إعلامية في هذا المشهد المتحول من خلال برنامج ثري يسلط الضوء على مختلف مراحل النضال التحرري من أجل استعادة السيادة والبناء الوطني.
في هذا الإطار جاء صدور مجلة تؤرخ لستينية الثورة من خلال مواضيع متنوعة وثرية عن نوفمبر، رسالته وبعده ومرجعيته لحركات التحرر في مختلف جهات المعمورة. وفي تحليلها لانطلاق الشرارة الأولى من دشرة أولاد موسى بالأوراس الأشم وتعميمها على ربوع الوطن، تقدم المجلة التي صدرت بالألوان الوطنية نظرة استشرافية للقادة التاريخيين الذين أدهشوا كبار مفكري الاستراتيجية العسكرية بخططهم الحربية وتنفيذها بدهاء في الميدان مسجلين انتصارات وراء انتصارات على عدو فرنسي ظل حبيس الغرور والكبرياء مرددا دعاية «أن الجيش الفرنسي لا يقهر».
في المجلة التي تتضمن 64 صفحة ملونة طبعت بالنقابة الوطنية مواضيع اعتمدت وفق منهجية مدروسة للغاية بدءا من القراءة التحليلية في وثيقة أول نوفمبر وما تحمله من قيم السلم والمصالحة، انطلاق أول رصاصة من قلب الولاية التاريخية الأولى،التموين والتسلح، المستشفيات السرية وغيرها من انجازات صنعت ملحمة الجزائر المسلحة ومجدها.
عبرت عن هذه الرؤية بدقة افتتاحية المجلة التي أجابت على السؤال الكبير لماذا صدور العدد الخاص في هذا الظرف وبأي طريقة تم وكيف جسدت الفكرة من فريق عمل تولى الأمر بتقاسم وظيفي وتكامل.
ذكرت الافتتاحية بعنوان» نوفمبر مرجعيتنا» أن كتابة التاريخ يتولاه مختصون.لكن وسائل الإعلام من جهتها تستطيع عبر جمع شهادات من صنعوا ملحمة الجزائر أن تساهم في هذا المسعى وتلعب دور الشريك الكامل في معادلة التأليف والكتابة النزيهة التي تعطي لحقائق الأشياء قيمتها ودلالتها ولا تقفز على أدق التفاصيل.وهي خيار اعتمدته «الشعب» بعرض عمل توثيقي في غاية الأهمية والقيمة ممثلا في المجلة.
« نوفمبر 1954-2014» هو مسار تحرر وبناء رصد في المجلة من أقلام نقلت شهادات حية لمجاهدين ومؤرخين وإعلاميين ورجال ثقافة تقاطعت آراءها ومواقفها حول ثورة جزائرية التف حولها الشعب الجزائري واحتضنها تماما مثل حرص التأكيد عليها القائد الرمز بن مهيدي.. ثورة حفظت الدرس من إخفاق الحركة الوطنية والمقاومة فاعتمدت القيادة الجماعية أسلوبا ومنهاجا متخلية عنة مبدأ عبادة الشخصية. ستينية الثورة هي الوقوف عند مسيرة غيرت مجرى التاريخ واعطت مفهوما جديدا للعلاقات الدولية احتوتها مجلة الشعب التي اعطت الكلمة لمختلف الفئات الاجتماعية والعسكرية والاعلامية من ضباط في جيش التحرير، واعضاء فاعلين في فرق جبهة التحرير الرياضية والفنية للحديث عن ملحمة الجزائر اليوم وغدا باعتبارها مكسب للامة للاجيال والحفاظ عنه فرض عين.
شهـادات حيـة ووثائق عــن الثــورة التحريريـة
فنيدس بن بلة
شوهد:513 مرة