وصف السفير الفلسطيني في الجزائر حسين عبد الخالق، أمس الوضع في قطاع غزة بـ »المأساوي« نتيجة استمرار القصف الهمجي لقوات الكيان الصهيوني، الذي لم يفرق بين طفل وإمرأة وشيخ، وبين مدنيين وعسكريين، داعيا الدول العربية إلى تقديم دعم ملموس للشعب الفلسطيني يمكنه من تخطي محنته، ومواجهة عدوان الإحتلال.
وأحصى السفير الفلسطيني، لدى تنشيطه ندوة صحفية بمنتدى يومية المجاهد، وقوع 110 شهداء و890 جريحا منهم 26 طفلا، 15 إمرأة و13 مسنا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما يمثل 45 بالمائة من مجموع الشهداء.
وقال عبد الخالق، أن الشعب الفلسطيني في غزة، أمام كارثة إنسانية حيث تقوم قوات الإحتلال الإسرائيلي عن طريق القصف الجوي بتدمير أحياء سكنية، خلفت العديد من القتلى المدنيين آخرهم 11 فردا من عائلة واحدة.
وتوقع السفير الفلسطيني، بأن يتم التوصل خلال الساعات القليلة القادمة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، غير أنه لم يبد تحمسا للموضوع بسبب الشروط التعجيزية التي وضعتها إسرائيل، ومنها عقد هدنة لمدة 15 سنة، حق المطاردة الساخنة، ضمان عدم وصول أسلحة أو تعزيزات إلى قطاع غزة، وضمان عدم قيام الشعب الفلسطيني بأي عمل دفاعي اتجاه أي عدوان إسرائيلي، في حين لم يتوقع أي موقف إيجابي للولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت عن إيفاد كاتبتها للخارجية إلى المنطقة، حيث أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية منذ نشأة الكيان الصهيوني وهي تدعمه، كما أنها لم تدخر جهدا لمنع مجلس الأمن من القيام بمهامه اتجاه حفظ السلم والأمن في العالم، داعيا الإدارة الأمريكية إلى ترجمة شعاراتها المنادية بالسلم والديمقراطية إلى مواقف سياسية اتجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
من جهة أخرى، اعتبر السفير الفلسطيني، الزيارات التي يقوم بها وفد الجامعة العربية إلى قطاع غزة المحاصر، بمثابة دعم معنوي للشعب الفلسطيني، غير أنه أكد أن هذه الخطوة لا تكفي إذ يحتاج »الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الدعم الملموس، حتى يستطيع تخطي هذه المحنة ومواجهة الإحتلال الإسرائيلي«، قبل أن يضيف قائلا: أن الشعب الفلسطيني يعيش مؤامرة كبيرة، وهو يتطلع إلى مزيد من الدعم العربي ليسترد حقوقه المغصوبة.
وفي هذا السياق، أثنى عبد الخالق على دور الجزائر، ودعمها اللامشروط للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حيث قال أن موقف الجزائر فوق كل التحليلات والتقديرات، موقف مبدئي ثابت لم يتغير منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية، وهو ليس مجرد شعارات أو مقولات، بل ترجم إلى سياسات واضحة لمسها الشعب الفلسطيني في أكثر من مناسبة، سواء على الصعيد الداخلي، أو الخارجي، او كان في مجال الدعم المادي.
وفي رده على سؤال، حول إمكانية تراجع السلطة الفلسطينية عن الذهاب إلى جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر الجاري للحصول على العضوية الكاملة كدولة مراقب، في ظل استمرار العدوان الإسرائلي الهمجي، استبعد السفير الفلسطيني ذلك، وأكد أن السلطة الفلسطينية مصرة على الذهاب إلى الأمم المتحدة لانتزاع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، رغم محاولات الكيان الإسرائيلي قطع الطريق أمام جهودها.
من جهة أخرى، وبخصوص قضية التحقيق في وفاة الرئيس السابق ياسر عرفات، أوضح عبد الخالق أن لجنة التحقيق الدولية التي تعمل بالتنسيق مع لجنة فلسطينية قطعت أشواطا في عملها، حيث من المنتظر أن تأخذ عينة من رفاة الراحل يوم 25 نوفمبر الجاري لتأكيد فرضية الاغتيال بالسم.