تعـــاون استراتيجــي بين قوّتي ســلام في غــرب المتوسّط وبحــر العـرب
إحــلال السّلـم والأمـن الدوليين وحلّ الخلافات والنّزاعات بالطــّرق السّلمية
أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور مبروك كاهي، أنّ زيارة سلطان عمان إلى الجزائر عكست بشكل جلي “عمق العلاقات الثنائية بين البلدين”، سواء على الصعيد السياسي والدبلوماسي أو الصعيد الاقتصادي، حيث كسّرت حاجز الجغرافيا بين الخليج العربي والمغرب العربي.
وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة، مبروك كاهي، زيارة الدولة التي أجراها سلطان عمان هيثم بن طارق إلى الجزائر بـ “التاريخية”، لأنّها تعكس، حسبه، مدى التقدم والرقي “الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما تعبر من جهة أخرى عن رغبة قادة البلدين بالتقدم بها أكثر، والذهاب بها بعيدا بما يخدم مصلحة البلدين”.
وأشار البروفيسور كاهي لـ “الشعب”، إلى أن الزيارة تأتي بعد زخم كبيرة في الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين، أهمها تلك التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى سلطنة عمان، في أكتوبر الماضي، وقبلها زيارة مسؤولين سامين جزائريين إلى السلطنة، أبرزهم رئيس المجلس الشعبي الجزائري إبراهيم بوغالي وعميد جامع الجزائر الشيخ المأمون القاسمي الحسني.
وتابع كاهي يقول إنّ الزّيارة تؤكّد عمق العلاقات الكبيرة التي تجمع البلدين والروابط المشترك، سيما في مجال العمل على إحلال السلم والأمن الدوليين في العالم، وحل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية وتشجيع التعاون بين الدول وعدم التدخل في شؤونها الخاصة واحترام إرادة الشعوب، ولفت إلى أن هذه المبادئ المشتركة، إلى جانب الروابط الحضارية بين البلدين، والظروف المناسبة ساهمت كثيرا في تسريع هذا التقارب الاستراتيجي بين قوة سلام في غرب المتوسط وقوة سلام في بحر العرب.
ومن الناحية الاقتصادية، يفيد كاهي، وبالنظر إلى اتفاقيات التعاون الموقّعة التي تجاوزت عشرة اتفاقيات، وأيضا نوعية الوفد المرافق للسلطان هيثم بن طارق كانت جلها في مجال اقتصادي صناعي وزراعي وتربية المائيات، وحتى مجال الطاقة واستخراج النفط والتعليم العالي”، وأضاف: “هي زيارة مثمرة”.
واعتبر كاهي أنّ ما تمّ توقيعه بقصر المرادية يصب في مصلحة البلدين، “ويعزّز مبدأ التكامل الاقتصادي العربي، ويكسّر حاجز الجغرافيا بين الخليج والمغرب العربي”، وأضاف أن زيارة السلطاني العماني تعد “نموذجا للدول العربية يجب الاحتذاء به، وتكريس مبدأ التعاون المشترك بدل الانخراط في لعبة التشتيت وتذكية النزاعات”.
ونوّه المتحدّث بالمؤهلات الاقتصادية التي “تكاد تكون متشابهة، ممّا يعزّز أن تكون هذه الاتفاقيات الموقعة بحضور الرئيس تبون والسلطان هيثم بن طارق، مثمرة وناجحة، وتفتح آفاقا جد واعدة ومقدمة لعقد اتفاقيات أخرى أشمل في مجال السياحة والثقافة والرياضة والنقل بمختلف أشكاله وأنواعه”.
وبخصوص أهمية الزيارة بالنسبة لتماسك العمل العربي، قال كاهي إنّ زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق إلى الجزائر والعمل الكبير لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إزاء القضايا العربية، سوف يساهم بشكل كبير في إعادة التماسك للصف العربي، من بوابة التكامل الاقتصادي والتكتل المشترك حتى يكون النظام الإقليمي العربي حصنا منيعا أمام التغييرات الجذرية التي تعصف به في ظل التحولات التي يعرفها النظام الدولي.
وأفاد كاهي بأنّ الرئيس تبون والسلطان بن طارق قدّما إشارة قوية للدول العربية، مفادها أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على أساس التعاون الحقيقي المشترك بما يخدم مصلحة الشعوب.