إثـــــــــــــارة وتشويـــــــق في الداربـــي العاصمـــــي بنصــــــــــف النهائـــــــــي

اتحـــــــــاد العاصمــــــــة فـــــــــــي نهائـــــــي كــــــــأس الجمهوريـة 18 بتاريخـــــــه

عمار حميسي

 

 نجح اتحاد العاصمة في تحقيق الانتصار بهدف دون رد على اتحاد الحراش، وبلوغ نهائي كأس الجزائر 18 في تاريخه، في مباراة مثيرة امتدت إلى الأشواط الإضافية، حيث لعبت خبرة لاعبي الإتحاد دورا كبيرا في ترجيح كفة الفريق، مع التأكيد على أن “الصفراء” قدمت مشوارا مميزا هذا الموسم، وكانت قريبة من بلوغ النهائي إلا أن الفريق بإمكانه إسعاد الأنصار من خلال ضمان الصعود الذي أصبح قريبا.

 حقّق اتحاد العاصمة تأهلا مستحقا إلى نهائي كأس الجزائر 2025، خلال المواجهة التي جمعته باتحاد الحراش، في نصف النهائي سهرة أول أمس بملعب 5 جويلية الأولمبي، وهي المواجهة التي عرفت حضور أعداد غفيرة من أنصار الفريقين من أجل مساندة اللاعبين في هذه المرحلة الحساسة من منافسة الكأس.
أشبال عصمان دخلوا المواجهة بقوة، وكانوا الأقرب لافتتاح باب التسجيل خلال الشوط الأول، ولم يستغلوا ارتباك لاعبي الإتحاد الذين كان من الواضح أنهم ما زالوا متأثرين بالإقصاء من ربع نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، ولكن الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي، فيما كان الشوط الثاني مختلفا عن سابقه.
دخل الإتحاد بوجه مختلف في الشوط الثاني، وكان أكثر ثقة حيث صنع العديد من الفرص، إلا أنه لم ينجح في ترجمة الفرص لأهداف، حيث كانت أخطر فرصة للمدافع المحوري آدم عليلات، إلا أن الحارس فوزي شاوشي تعملق أمامها لتنتهي المواجهة بنتيجة التعادل السلبي، وضغط الإتحاد بعد الوصول إلى الأشواط الإضافية، ونجح في الحصول على ركلة جزاء، سجلها القائد عليلات بنجاح.
قبل النهاية كانت الإثارة حاضرة، بعد أن كاد إتحاد الحراش أن يتحصل على ركلة جزاء، إلا أن الحكم قال العكس وانتهت المواجهة بفوز الإتحاد، وفرحة عارمة للأنصار واللاعبين إضافة إلى الجهاز الفني والإداري، فيما خرج أنصار إتحاد الحراش وعلامات الخيبة بادية على وجوههم، ولكنهم قاموا بتحية اللاعبين والحارس شاوشي.
بالنسبة لإتحاد العاصمة يمكن القول أن الفريق تفادى الدخول في أزمة حقيقية، في حال أخفق في بلوغ نهائي كأس الجمهورية، بما أن الانتقادات كانت ستتعالى ضد إدارة الفريق على وجه الخصوص، لكن تأهل الفريق سيعيد الهدوء لبيت الإتحاد، الذي سيعمل على العودة إلى المنافسة على مستوى البطولة.
المنافسة على جبهة كأس الجمهورية ليست مضمونة، بما أن النهائي سيكون أمام فريق متمرّس، وهو شباب بلوزداد الذي سيعمل هو الآخر على الفوز، إلا أن الحظوظ ستكون متساوية بين الفريقين في هذا النهائي، الذي يرتقب أن يكون مليئا بالإثارة والتشويق بين فريقين كبيرين، ويمتلكان مجموعة من العناصر المميزة.
المدرب باكيتا خرج من عنق الزجاجة عقب التأهل بما أنّه كان المطلب الأول للأنصار الذين طلبوا من الإدارة إقالته، عقب الإخفاق أمام شباب قسنطينة، إلا أنه نجح في كسب الرهان، رغم العوامل المعاكسة في صورة غياب بعض العناصر المهمة، وعدم جاهزية البعض الآخر.
قبل المواجهة النهائية سيلعب الفريق مباريات قوية أمام شبيبة القبائل، ويمكن برمجة “الديربي” أمام مولودية الجزائر، وهما المبارتان اللتان ستؤثر نتيجتهما على مستقبل الفريق في النهائي ومستواه، حيث سيتأثر اللاعبون نفسيا من الناحية الإيجابية في حال تحقيق نتائج جيدة، والعكس صحيح.
إتحاد الحراش الذي كان في المستوى، وقدّم كرة جميلة رغم أنه يتوفر على مجموعة شابة من اللاعبين، سيكون مطالبا بالتركيز على الهدف الحقيقي وهو ضمان الصعود إلى الرابطة المحترفة، في حين أن منافسة كأس الجزائر التي كانت مؤشرا على قوته، وأكدت من خلالها التشكيلة الحراشية أن الفريق يمتلك مستوى أندية الرابطة الأولى، بدليل أنه أبعد من طريقه خلال الأدوار الأولى شبيبة القبائل ومولودية وهران وترجي مستغانم وقبلهما نصر حسين داي من الدور 32.
إدارة إتحاد الحراش مطالبة بالاستثمار في التعداد الحالي، وخاصة المدرب عصمان الذي أكّد أنه من المدربين القادرين على قيادة الفريق إلى تحقيق نتائج جيدة، شريطة تدعيم الفريق بلاعبين مميزين خلال الموسم المقبل على مستوى الدفاع والوسط، إضافة إلى الهجوم مع الاستثمار في خبرة شاوشي والعقبي.

ماركوس باكيتا: مررنا بأسبوع صعب وتأهّلنا مستحق

 أكّد المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، مدرب اتحاد العاصمة، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة نصف نهائي كأس الجزائر أمام اتحاد الحراش، أن التأهل كان صعبا بسبب الظروف التي مر بها الفريق، حيث قال: “قد مررنا بأسبوع صعب للغاية من كل النواحي، عقب الخروج من كأس الكونفدرالية الإفريقية على يد شباب قسنطينة، وهي المنافسة التي كنا نراهن عليها كثيرا من أجل إسعاد الأنصار، إلا أن العكس هو الذي حدث، حيث خرجنا من ربع النهائي، والخيبة كانت كبيرة لدى اللاعبين والجهاز الفني، ومررنا بأيام عصيبة خلال عملية التحضير لمواجهة اتحاد الحراش عكس المنافس الذي لم يكن يعيش نفس الضغط، وهو الأمر الذي أثر على عملية التحضير، إلا أن اللاعبين كانوا في الموعد خاصة خلال الشوط الثاني، والوقت الإضافي ونجحنا في تحقيق انتصار وتأهل مستحق”.
النهائي أمام الشباب سيكون صعبا، رغم أن باكيتا درّب الفريق من قبل، إلا أن أنه أكد أن هذا الأخير عرف الكثير من التغييرات، حيث قال: “نمتلك الكثير من الوقت من أجل التحضير للنهائي، واللاعبون سيعملون على إسعاد الأنصار، لأنهم وقفوا إلى جانبنا، ورغم الخروج من المنافسة القارية، إلا أنهم حضروا بقوة لمباراة إتحاد الحراش، وكانوا السند المهم لنا في هذه الظروف الصعبة، وبخصوص شباب بلوزداد رغم أنني دربته من قبل، إلا أنه تغير كثيرا وليس هو الفريق الذي كنت أشرف على عارضته الفنية، فهناك لاعبون رحلوا وآخرون التحقوا بالفريق، والطريقة اختلفت والمدرب له إمكانيات جيدة، وهو ما يجعل الأمور صعبة علينا وعليهم في النهائي لأن الحظوظ متساوية”.
الفريق يسعى إلى الفوز بالنهائي حسب باكيتا الذي قال: “كأس الجمهورية من أهدافنا، وبعد بلوغ النهائي سنعمل بلا هوادة من أجل الفوز به والتتويج، لأن هذا الأمر مهم للفريق  وتاريخه بحكم أنه غاب عن النهائي لفترة طويلة، واليوم هو متواجد فيه وهذا بعد عمل وتفاني من اللاعبين والجهاز الفني، ومن الطبيعي أن نعمل على الفوز به لإهدائه إلى الأنصار، الذين وقفوا إلى جانبنا خلال الأوقات الصعبة التي مررنا بها، ولا يجب إغفال دعمهم الكبير للفريق في السراء والضراء”.
البطولة هي الأخرى تبقى من أهداف الفريق، حسب المدرب باكيتا الذي أكد: “مازلنا في السباق بحكم فارق النقاط عن المتصدر والوصيف، وما علينا إلا تحقيق النتائج الإيجابية، بداية بمواجهة شبيبة القبائل خلال الجولة المقبلة، ورغم أنها لن تكون سهلة أمام منافس قوي، إلا أننا سنعمل على تحقيق النقاط الثلاثة، التي ستساعدنا كثيرا للبقاء في دائرة المنافسة على اللقب”.
عصمان: اللاّعبون قدّموا كل ما عليهم
 عبّر عصمان عبد الرحمن مدرب إتحاد الحراش خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة إتحاد العاصمة، عن فخره بفريقه واللاعبين، الذين قدموا كل ما لديهم من أجل إسعاد الأنصار، حيث قال: “اللاعبون قدموا كل ما لديهم خلال مواجهة إتحاد العاصمة، والفريق ظهر بمستوى مميز في منافسة كأس الجمهورية، ونجحنا في الفوز على فرق قوية، في صورة شبيبة القبائل ومولودية وهران، وهو الأمر الذي يجعلني أفتخر بفريقي واللاعبين، وحتى الأنصار عليهم الإحساس بهذا الأمر، والأكيد أن المشوار ما زال طويلا، خلال الفترة المقبلة التي سنركّز خلالها على ضمان الصعود إلى الرابطة المحترفة”.عصمان أكّد أن فريقه ضيّع الفوز في الشوط الأول حيث شدّد: “خلال الشوط الأول كنا قريبين جدا من التسجيل، ولكن اللمسة الأخيرة خانتنا، ولم ننجح في افتتاح باب التسجيل، وكنت أدرك أن إتحاد العاصمة سيظهر بمستوى أفضل خلال الشوط الثاني، وهو ما حدث حيث ازدادت المباراة صعوبة بالنسبة لنا، إلا أننا نجحنا في إيصالها إلى الأوقات الإضافية، ولولا نقص التركيز لكان بالإمكان بلوغ ركلات الترجيح، والمهم بالنسبة لنا أننا لم نخيب الأنصار، من حيث الجهد والعمل خلال المباريات، فاللاّعبون أدوا أربعة أشواط في المستوى من كل النواحي، إلا أنه لا يمكن طلب منهم المزيد”.كثافة الرزنامة أثّرت على اللاعبين حسب عصمان الذي قال: “قبل انطلاق الموسم لم تكن الكأس من أهدافنا، لكن بعد بلوغ الأدوار المتقدمة، حلمنا بها مع الأنصار ولكن المباريات أصبحت أكثر بالنسبة لنا، مقارنة بالفرق الأخرى، وهو الأمر الذي أثر على المستوى البدني للاعبين، ومباراة إتحاد العاصمة هي رابع مواجهة نلعبها في ظرف 12 يوما فقط، وهو أمر من الصعب التعامل معه، إلا أننا نجحنا في كسب الرهان، وخرجنا من المنافسة مرفوعي الرأس”.
الهدف الأساسي يبقى ضمان الصعود حسب عصمان الذي قال: “من الطبيعي أن نحول أنظارنا إلى ضمان الصعود الآن، حيث تبقى لنا 4 مباريات، الأولى ستكون يوم السبت، وسنغلق ملف كأس الجزائر، مع تمنياتي لكل من إتحاد العاصمة وشباب بلوزداد بالتوفيق في النهائي، اللاعبون لن يكون بإمكانهم أخذ قسط من الراحة لأن مباراة السبت على الأبواب، ونقاطها مهمة في طريق ضمان الصعود”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19757

العدد 19757

السبت 26 أفريل 2025
العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025