مراجعــــــــــــة أنمـــــــــــــاط التسيــــــــير وتطوير أدوات تقييــــــم المشاريــــع
تعتزم الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية «ناسدا»، تمكين خريجي مراكز التكوين والتعليم المهنيّين من الاستفادة من جهازها لمرافقة أصحاب المشاريع لإنشاء وتطوير مؤسّساتهم المصغّرة، حسبما أفاد به مسؤول بالوكالة.
وأوضح مدير تنمية البرامج بالوكالة، فريد مدوش، للإذاعة الوطنية، أنّ الوكالة تعمل حاليا، على إطلاق عروض خاصة، موجهة لحاملي المشاريع من خريجي مراكز التكوين المهني، في مجالات متعدّدة على غرار الفلاحة، البناء، والصيانة. وستسمح هذه العروض لحاملي المشاريع بإنشاء مؤسّساتهم المصغّرة عبر جهاز «ناسدا»، وذلك حسب تكلفة الاستثمار ومستوى التكوين الذي تلقاه صاحب المشروع، حسب ذات المسؤول.
ويأتي فتح المجال أمام خريجي مراكز التكوين والتعليم المهنيّين للاستفادة من جهاز الوكالة، بعدما كان مقتصرا على حاملي الشهادات الجامعية وشهادات تقني سامي.
وعرف جهاز «ناسدا»، (أنساج سابقا)، مراجعة عميقة في الفترة الأخيرة، حيث تعمل الوكالة حاليا على ترقية نظام بيئي مقاولاتي محفّز لإنشاء وتطوير المؤسّسات المصغّرة، لاسيما من خلال تعزيز قدراتها في تسيير المخاطر، عبر مراجعة أنماط التسيير، وتطوير أدوات تقييم المشاريع، على غرار «سلم التنقيط» ومخطّط العمل الرقمي.
وفي هذا الإطار، اقترحت «ناسدا» نموذجا جديدا للشراكة مع البنوك يهدف إلى رفع فعالية مرافقة المشاريع، من خلال تكامل خدمات التكوين، الضمان، التمويل والمتابعة، بما يُسهم في تقليص نسب تعثر المؤسّسات المصغّرة وتحقيق نسب نجاح أعلى، يضيف نفس المسؤول.
كما تتمثل الرؤية الجديدة للوكالة في تعزيز دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع، مع توفير الضمان عن طريق شركات التأمين، خاصة في إطار صيغة التمويل الثلاثي التي تقترح مساهمة البنوك بنسبة 70 بالمائة، الوكالة بنسبة 25 بالمائة، وحامل المشروع بنسبة 5 بالمائة.
وبخصوص دعم المؤسّسات المصغّرة للولوج إلى الصفقات العمومية، أشار المتحدث إلى توقيع اتفاقيات مع القطاعين العام والخاص في إطار برنامج المناولة، مع السعي لرقمنة أنشطة التواصل لدى هذه المؤسّسات وتشبيكها بما يمكّنها من الولوج إلى الصفقات العمومية ضمن مجموعة مؤسّسات مصغّرة. وفي هذا الصدد، أكّد السيد مدوش أنّ الوكالة تعمل على تفعيل النصوص القانونية، التي تلزم بحصول المؤسّسات المصغّرة على 20 بالمائة من الصفقات العمومية. كما تفتح الوكالة أبوابها أيضا لحاملي السجل التجاري، وبطاقتي الحرفي والفلاح، الراغبين في توسيع أو تنويع نشاطاتهم، من خلال الاستفادة من امتيازات جهازها، يضيف مدير تنمية البرامج بـ «ناسدا».
واستقبلت «ناسدا»، منذ انطلاق نشاط مراكز تطوير المقاولاتية، والتي يتوجّب الاستفادة من تكوين على مستواها من أجل الحصول على التمويل، أكثر من 1500 حامل مشروع، مع تكوين أكثر من 12 ألف خريج جامعي على مستوى مراكز تطوير المقاولاتية بالجامعات والمدارس العليا البالغ عددها 117 مركزا، حسبما أفاد به السيد مدوش، الذي نوّه بإطلاق برنامج «أثر 70»، تزامنا مع الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، والذي يهدف إلى خلق مناصب شغل ذات قيمة مضافة.