سياسة الجزائر تجاه أفريقيا ترتكز على مبدإ الأخوة ومد يد المساعدة وتعزيز الروابط
جعلنا من أفريقيا وجهة جديدة للاستيراد بدل أوروبا من أجل تدعيـــــــــــم النمو فيها
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن سياسة الجزائر تجاه أفريقيا ترتكز على مبدإ الأخوة ومد يد المساعدة وتعزيز الروابط بينها وبين باقي الدول، سيما دول الجوار، ودون خلفيات أو فرض إملاءات على الأشقاء الأفارقة. مشيرا إلى ما تقوم الجزائر بإنجازه، سيما المشاريع التي أطلقتها مؤخرا في سبيل تمكين الدول المعنية من التنمية وترقية اقتصاداتها، وربطها بالعالم الخارجي.
أكد رئيس الجمهورية في لقائه الدوري مع الصحافة، أن الجزائر لم تسعَ يوما لفرض إملاءاتها على دولة مالي، وتعتبر أنها دولة شقيقة وليست مجرد دولة جارة. كما تعتبر أن القيادة في مالي حرة في استئناف العمل باتفاق الجزائر للسلام أو إلغائه، فهو يبقى شأنا داخليا، لأنه في الأصل وساطة أخوية وليس فرض وجهة نظر.
وأكد الرئيس تبون، أن هناك طريقا ثالثا يحاول تسميم العلاقات الثنائية بين البلدين التي بقيت أخوية ومستقرة طيلة عقود الاستقلال، حيث كانت الجزائر الوسيط الفعال في إنهاء كل الأزمات التي مرت بها مالي، وأكد أن تحالف دول الساحل حقيقة واقعة ويحب التعامل معه.
على صعيد آخر، أكد الرئيس تبون، أن الجزائر أطلقت مشاريع استراتيجية كبيرة لتعزيز الروابط بينها وبين الدول الإفريقية، بدءاً بدول الجوار من خلال خط الغاز «نيجال» الذي يربط نيجيريا بالجزائر مرورا بالنيجر، هذه الأخيرة التي تقدم لها الجزائر مساعدات في مجال الطاقة، من خلال تمويل تشييد الجزء المتعلق بخط الغاز داخل أراضيها وتقوم بذلك شركة سوناطراك الجزائرية. إلى جانب الطريق العابر للصحراء الذي يربط الجزائر بجوارها الجنوبي، وخط السكك الحديدية قيد الإنجاز: الجزائر العاصمة إلى حدود النيجر على مسافة 2439 كيلومترا، مرورا بتمنراست. وخط وهران إلى حدود مالي على مسافة 2480 كيلومترا، وخط ميناء جنجن في ولاية جيجل إلى الحدود الجزائرية- الليبية على مسافة 2275 كيلومترا، ومن شأن هذه الخطوط الثلاثة فك العزلة عن دول الجنوب الحبيسة، إلى جانب فتح خطوط بحرية مع موريتانيا السنغال وكوت ديفوار.
نستورد من إفريقيا
وكشف رئيس الجمهورية، أن الجزائر جعلت أفريقيا وجهة جديدة للاستيراد بدل أوروبا من أجل تدعيم النمو فيها، وتشجيع الإنتاج الإفريقي، على غرار استيراد البن والحليب المجفف وغيرها من المواد. ولفت إلى أن حضور الجزائر الاقتصادي في أفريقيا، سيكون عبر مد جسور للنقل جوا وبرا وبحرا.
ومن أجل تكريس الشراكة النوعية، أشار الرئيس إلى فتح مناطق تبادل حرة مع دول الجوار، وفتح بنوك في إفريقيا وخطوط جوية لإعادة التواصل. إلى جانب فتح جامعاتها للطلبة الأفارقة، حيث تستقبل 6 آلاف طالب إفريقي وهي مستعدة لرفع العدد إلى 8000 منحة، كما تستقبل طلبة في الكليات العسكرية حيث يتدرب 1800 ضابط صف من مالي وحدها، على سبيل المثال.
غياب الجزائر أضر أفريقيا
وفي معرض حديثه، تطرق الرئيس تبون، إلى الرغبة التي أبدتها الدول الأفريقية في عودة الجزائر وتدارك غيابها الطويل، وقال إنه خلال تواجده بأديس بابا أكدت دول أفريقية أن غياب الجزائر عن الساحة الأفريقية قد أضر بالقارة كثيرا، وطلبت منه العودة إلى فضائها الإفريقي.
وعلق رئيس الجمهورية عن الفوز بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بأنه فاتحة لانتصارات أخرى من الناحية الاقتصادية، السياسية والأمنية. وأضاف، أن الأفارقة تيقنوا أنْ ليس للجزائر خلفيات هيمنة أو استغلال أو سيطرة، وأنها تسير على خطى الزعماء في لمّ الشمل، وهذا ما جعل الأفارقة يطالبون بعلاقات قوية مع الجزائر، سيما جنوب إفريقيا ونيجيريا، وقد كانت الجزائر مبادرة بهذه العودة إلى البيت الإفريقي.
القمة الثلاثية
وعن لقاء القمة بين الجزائر وتونس وليبيا، قال السيد الرئيس إنها لقاءات تشاورية حول عديد القضايا المشتركة وتوجت باتفاق مؤخرا بشأن المياه الباطنية، وقد أنشئت لذلك آلية للتنسيق والتشاور حول المستجدات مع تونس بشكل يومي ومع ليبيا كلما سنحت الفرصة، وقد انضمت موريتانيا إلى الفضاء التشاوري.
وأوضح الرئيس، أن أفريقيا، اليوم، شكلت تكتلات على غرار تحالف دول الساحل والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وغيرها... وبقي المغرب العربي مشتتا، لذلك تحاول الجزائر لمّ الشمل ولا نعمل على إقصاء أية دولة، لكنها تؤدي دور المحور بين الدول الأربع للقاء والتشاور.