الخبير الاقتصادي بوحوص بوشيخي لـ «الشّعب»

الجـزائـر ــ مــدريد.. خطّ مفتـوح وفق قاعدة «رابح - رابح»

هيام لعيون

 تواصل الجزائر انفتاحها الاقتصادي على الشركاء الأجانب من خلال تحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال، مع الشركاء الأجانب على غرار اسبانيا، حيث حرصت الجزائر على تطبيق قاعدة «رابح ـ رابح»، مع مدريد، ليعيد البلدان فتح آفاق التعاون الإيجابي والحيوي في عديد القطاعات.

 أجرت الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار سلسلة من اللقاءات بإسبانيا، للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في الجزائر، مع تسليط الضوء على تحسن مناخ الأعمال في ظل الإصلاحات التي عرفتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، حسب بيان للوكالة أصدرته مع بداية الأسبوع الجاري.
وخلال زيارته لإسبانيا في الفترة الممتدة بين 25 و28 فيفري الماضي، قام وفد الوكالة الذي قاده المدير العام، عمر ركاش، بعدة لقاءات مع متعاملين اقتصاديّين إسبان، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ مشروع ترقية الاستثمار الأجنبي الذي أطلقته وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، تحت عنوان «الشراكة من أجل الاستثمار المستدام». حسب ذات المصدر.

انفتاح أكثر بين البلدين

 وبهذا الخصوص، أكّد الخبير الاقتصادي بوشيخي بوحوص لـ «الشّعب»، أنّ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وإسبانيا وصل إلى أكثر من 8 مليارات دولار سنة 2022، حيث تشير البيانات الرّسمية الصادرة عن مصالح الضرائب في إسبانيا أنّ حجم المبادلات التجارية مع الجزائر كانت حسب السنوات كالتالي: «خلال سنة 2020 بلغت نحو الجزائر 2،5 مليار دولار. أما في سنة 2021 بلغ المعدل الشهري لتلك الصادرات 165 مليون دولار».
وفي مجال الطاقة، أشار ذات الخبير إلى وجود تعاون وثيق في هذا المجال، تترجمه الأرقام الخاصة بصادرات الجزائر من الغاز نحو مدريد، حيث أنّ إسبانيا تشتري 47% من حاجياتها للغاز من الجزائر، حسب بيانات جانفي 2024، وأنّ الغاز يمثّل 92٪ من إجمالي المشتريات الإسبانية من الجزائر، تليها الأسمدة والمنتجات الكيماوية غير العضوية، وبعد أن لفت إلى تراجع وانخفاض صادرات إسبانيا إلى الجزائر سنة 2022، أبرز محدثنا أنّ «الجزائر واصلت احترام عقود توريد الغاز الطبيعي عبر الأنانبيب وأنقذت الشعب الاسباني من أزمة ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي بسبب الحرب الأوكرانية الروسية، بفعل ارتفاع أسعار الغاز المسال وخاصة الأمريكي».
وأكّد على أهمية فتح المجال لكل الشركات الإسبانية للاستثمار المباشر في الجزائر، كما هو العكس أيضا، أي تتوسع الشركات الجزائرية للعمل في الأراضي الإسبانية، وأضاف أنّ «زيارة عمر ركاش إلى إسبانيا تدخل في هذا المجال، وخاصة في ظل قانون الاستثمار، وأيضا الامتيازات الجديدة فيما يخص الحصول على العقار الصناعي، ضمن الإمكانات الاقتصادية الجزائرية، من حيث الاستثمارات والتجارة والشراكات و تقديم المحفّزات من أجل تحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال بشكل أكبر».
وبشهادة الأرقام والتقارير الصادرة عن البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة مستغانم «فإنّ الاقتصاد الجزائري عرف خلال السنوات الأخيرة ديناميكية جديدة، حيث أضحت الجزائر من بين الأسواق الأكثر جاذبية في الحوض المتوسطي».
وأفاد بأنّ الجزائر، تتميّز بانخفاض تكلفة اليد العاملة على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط، وتدني تكلفة الطاقة، وأيضا وجود شبكة كبيرة من البنوك تقدم خدمات إقراض مدعمة سواء في الترقية العقارية والصناعة والفلاحة والصناعات الاستخراجية والبتروكميايية، مع تسجيل وفرة في الموارد الطبيعية ما ساعدها في ذلك الظروف المناخية المناسبة والفرص الإقليمية، ممّا يسيل لعاب المستثمر الاسباني».
لهذا تعتبر بلادنا ــ وفق محدثنا ــ من بين أحسن الوجهات الاستثمارية الجذابة، والتي تتميّز بمزايا عديدة منها قرب الأسواق والإمكانات كمركز لوجيستيك، خاصة وأنها تتميّز بالاستقرار الجيوسياسي واقتحام أسواق جديدة. وفي السياق، قال الخبير في مجال الاقتصاد، يجب أن لا نكتفي بتصدير المحروقات سواء تعلّق الأمر بالغاز أو النفط، بل الولوج إلى السوق الإسبانية للاستثمار هناك في إطار تجارة التجزئة، وهكذا يتعاظم هامش الربح، في إطار تعزيز دور شركة «سوناطراك» في الاستثمار خارج حدود الوطن.

ديناميكية بين البلدين

 وذكّر الخبير ذاته، بالديناميكية الاقتصادية التي انتعشت مؤخّرا بين البدلين، حيث تم خلال فيفري الماضي التوقيع على اتفاقية شراكة بين شركة جزائرية وأخرى إسبانية لإنتاج الراتنج متعدّد الاستعمالات، وفي إطار لقاء بين متعاملين اقتصاديّين جزائريّين و إسبان من منطقة أليكانتي بمبادرة من المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي (أواسيس).
وقبلها، أبدى الرئيس المدير العام لشركة «كولارجي» الإسبانية كيريل لياتس، اهتمام شركته باستغلال الفرص المتاحة في الجزائر في مجال الهيدروجين، وبحث مع كاتب الدولة لدى وزير الطاقة، المكلف بالطاقات المتجدّدة، نور الدين ياسع، فرص التعاون والاستثمار بين «سوناطراك» والشركة الإسبانية «كولارجي»، في مجال تطوير الهيدروجين، خاصة فيما يتعلّق باستعمالاته المتعدّدة ولاسيما النقل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025
العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025
العدد 19712

العدد 19712

السبت 01 مارس 2025
العدد 19711

العدد 19711

الأربعاء 26 فيفري 2025