يؤيّد الإبادة الصّهيونية في فلسطين ويلطّخ سمعة فرنسا

اليمين المتطرّف يدق آخر مسمار في نعش «الجمهورية الخامسـة»

علي عويش

 يقود اليمين المتطرّف الفرنسي حرباً شعواء ضد الجزائر، أتت بنتائج عكسية على الحياة الاجتماعية والسياسية في فرنسا عكس ما كان يتوقّعه أكثر المتشائمين، وضعت باريس على قرن عفريت.

 اليمين المتطرّف الذي لطالما سوّق لنفسه على أنه «المخلّص» من كل مشاكل فرنسا، أصبح اليوم أحد العوامل الرئيسية التي تشكّل التحدّيات الداخلية والخارجية التي يواجهها الرئيس ماكرون.
فعلى الرغم من أنّ هذا اليمين لا يمتلك برنامجاً سياسياً واضحاً قادراً على معالجة القضايا المصيرية في فرنسا، إلاّ أنه حشر أنفه في العلاقات الفرنسية الجزائرية وأضحت سياساته العدائية ضد الجزائر والجزائريّين تُنكّل بسمعة فرنسا وحكومتها، وعلى استقرار البلاد داخلياً وخارجياً. وأصبح اليمين المتطرّف في فرنسا يتبنى خطاباً يتّسم بالكراهية والسمّية السياسية تجاه الجزائر، بدلاً من البحث عن برامج وخُطط قادرة على حل المشاكل الداخلية للبلاد.
وفي الوقت الذي تغرق فيه الجمهورية الخامسة في مستنقع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية المترتبة عن سياسة حكوماتها الفاشلة، يُشيح اليمين المتطرّف في فرنسا بأنظاره تجاه المهاجرين باعتبارهم سبباً لكل مشاكل فرنسا، بل ويُغالي في مهاجمة الجزائر عبر أبواقه المسعورة، في مظهر من مظاهر الإفلاس السياسي والافتقار إلى الواقعية السياسية والقدرة على إدارة القضايا الحقيقية التي تؤثر على المواطنين الفرنسيّين قبل المهاجرين.
لم تتوقّف عجرفة اليمين الفرنسي المتطرّف عند الخطابات المعادية للجزائر والمهاجرين، بل تعدّاها إلى مرحلة التماهي في دعم الكيان الصّهيوني والاحتلال المغربي، وهي تصرّفات تعتبر ترجمة حقيقية لفكره الاستعماري الذي لم يُستأصل بعد من عقيدته.
هذا الدعم اللامشروط للكيان الصّهيوني والرباط، يتجاوز كل الخطوط الحمراء ويدخل في إطار الانحياز الأعمى والمستمر للسياسات الصّهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أنّ التبنيه للأطروحة المغربية في الصّحراء الغربية يُعدُّ خرقاً واضحاً لمواثيق الأمم المتحدة ويضع فرنسا في مواجهة مع المجتمع الدولي، ويُظهر أنّ اليمين المتطرّف في فرنسا ما هو إلا صورة مصغّرة عن الفكر الاستعماري القديم الذي ظن الكثير أنه ولى بلا رجعة. إنّ دعم اليمين المتطرّف للسياسات الصّهيونية والمغربية في قضايا حساسة مثل فلسطين والصّحراء الغربية، يجعل من فرنسا دولة غير قادرة على تبني مواقف مستقلة أو محايدة.
هذا التغاضي والاستسلام لعربدة اليمين المتطرّف يهدّد سمعة فرنسا في العالم العربي والإسلامي ويُصيب الجمهورية الخامسة في مقتل، فعندما يتعلّق الأمر بالقضايا الدولية الكبرى وقضية الإبادة في فلسطين وملف تصفية الاستعمار في الصّحراء الغربية، يبتلع اليمين المتطرّف لسانه ويفشل في تقدم أي حلول واقعية تساهم في وضع فرنسا على خريطة الدول التي تسعى إلى التعاون الإيجابي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025
العدد 19712

العدد 19712

السبت 01 مارس 2025
العدد 19711

العدد 19711

الأربعاء 26 فيفري 2025
العدد 19709

العدد 19709

الثلاثاء 25 فيفري 2025