تقييم صريح للدخول المدرسي والتكوين المهني ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة

180 مليار سنتيم للتكفل بالمؤسسات التربوية في العاصمة

جمال أوكيلي

تقييم صارم  ونقاش صريح ميزا أشغال لجنة التربية، التعليم العالي والتكوين المهني الخميس بقاعة الاجتماعات لولاية الجزائر حول الدخول المدرسي والتكوين المهني ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة.. سمحت بعرض واقع وآفاق هذه القطاعات على ضوء قراءة تحمل الكثير من الانتقاد الذاتي الذي سجل على مستوى الميدان.. من خلال سلسلة الزيارات التي قام بها أعضاء اللجنة والملاحظات الكثيرة المسجلة خاصة تلك التي ألحقت ضررا معنويا، بكل غيور على هذه الفضاءات التربوية الحيوية نظرا لوجود ثغرات ماتزال تعترض الإرادات الخيرة التي تريد حقا أن ترافق كل المشرفين على التعليم والتكوين والمعوقين .

قرابة ثلاث ساعات ونصف من النقاش الثري والساخن كشف السيد محمد الطاهر ديلمي رئيس اللجنة أن مصالح الولاية خصصت ١٨٠ مليار سنتيم للتكفل بقطاع التربية ناهيك عن الاعتمادات الأخرى التي بلغت خلال الـ٣ سنوات الأخيرة ١٦٠ مليار سنتيم وهنا دعا ديلمي إلى الاستعمال العقلاني لمثل هذه المخصصات الهامة وهذامن خلال اعتماد خطاب المكاشفة والمحاسبة وإبعاد ذهنية التهاون واللامبالاة، وذهنية البايلك مبديا تأسفه الشديد واندهاشه الكبير لما وقفت عليه اللجنة عند خروجها إلى الميدان من اختلالات ملموسة لا يمكن التمادي فيها نظرا لما قد تخلفه من تداعيات سلبية على المتمدرسين والمتكونين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وآثار ديلمي النقطة المتعلقة بالمطاعم التي تعمل من الساعة الرابعة صباحا إلى غاية الثانية بعد الزوال مقدمة ١٤٠٠ وجبة داعيا إلى إيجاد إطار واضح لتسييرها .. كونها ليست دورا للصدقة وإن كان الأمر كذلك فلتسند إلى الهلال الأحمر الجزائري.
ومن جهته ثمن رئيس المجلس الولائي مبادرة اللجنة في تواصلها مع شركائها في الميدان قصد التكفل بالقطاعات المشرفة عليها، وهذا بالسعي نحو مرافقة كل المشتغلين والناشطين في هذا الحقل مشيرا إلى ضرورة استحداث مصالحه مع الكتاب المدرسي والاعتماد على العنصر البشري ومؤكدا على أن سياسة “ البريكولاج” و«الترقيعات” قد انتهت.
كما اقترح في هذا الشأن العمل بالدوام الواحد لتفادي الازدحام المروري والترفيه عن التلاميذ.

تعهد بتنظيم مؤسسات الوسط

وقد أثارت كلمة نور الدين خالدي مدير التربية للوسط، انتباه الحضور نظرا لما تضمنته من قرارات حاسمة منها الاتفاق بين ٣ مدراء للتربية للسماح للراسبين بإعادة السنة من خلال قرار ٣٠٣ الذي يشدد على عدم طرد التلاميذ هكذا، وهذا بمنحهم فرصا أخرى، وستفصل في هذا الأمر مجالس الأقسام بحكم اطلاعها الواسع على الحالات المطروحة.
وتعهد خالدي بإعادة النظام للمؤسسات التربوية بالجزائر وسط وهذا من خلال البحث عن أسباب التراجع في البعض منها خاصة ماتعلق بالنتائج فلا يعقل أن يكون هناك فارق شاسع بين مؤسستين يفصل بينهما طريق، كل هذا يعود إلى سوء التسيير وسيحدث ذلك التوازن في توزيع التلاميذ.. لتفادي وجود ١٨٠٠ تلميذ في مدرسة ونظيرتها الأخرى بـ٢٥٠ تلميذ.
والتسجيل سيكون مستقبلا وفق شهادة الإقامة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحالات ولن يقبل أبدا بالتلاميذ الذين يخربون المدارس، لأن الاختيار أو الانتقاد بني على قاعدة السلوك والانضباط، ويرى خالدي بأن هناك عنفا في الوسط المدرسي تتمثل نقاطه السوداء في مناطق باب الواد، سيدي أمحمد، بوزريعة، مبديا استعداده  للتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة من التلاميذ منهم المصابون “ بالتوحد”  “تريزومي ٢١ “ والحاملين للقوقعة السمعية.. واعتبرت ممثلة مديرية التربية لجزائر وسط أن ٣٩ متوسطة و ١٧ مدرسة تحتاج للأمن.
من جهتها عرضت ممثلة الدرك الوطني جملة من التدابير المتخذة في هذا الشأن كالاعتماد على الفعل الجواري القائم على مقاربة التحسيس والتوعية في الوسط المدرسي قصد السماح بمحاربة الآفات الاجتماعية والحماية من حوداث المرور، وتوفير الأمن.
ففي هذا الشأن هناك المخطط الأمني (الدوريات) واحصاء المؤسسات القريبة من الطرقات والأخرى التي لاتتوفر على الإنارة.
وبددت ممثلة الدرك مخاوف البعض من الأولياء بخصوص مايتداول عن الاختطاف، كل مافي الأمر أن هناك تبليغ بـ١٧ حالة فقط في حين ظهر أن ٥ حالات استدعت التعامل معها أما الباقي فهي مجرد سيناريوهات مفبركة كماتصنف في خانة الحالات المنعزلة.
أما ممثل الأمن فقد أشار إلى اتخاذ تدابير استثنائية تجاه  ١٠٩٣ مؤسسة تربوية بتوفير  ٣٠٠ دورية لتأمين الحركة المرورية وحماية المحيط وكذلك الدرس النموذجي.

١٤٠٠ مسجل معوق في قائمة الانتظار

أما مديرة النشاط الاجتماعي فقد أثارت واقع القطاع من خلال الملاحظات المسجلة خلال الدخول لذوي الاحتياجات الخاصة، كالنقص في المرافق البيداغوجية ٥مراكز  بالعاصمة و ١٤٠٠ مسجل في قائمة الانتظار بالإضافة إلى البنايات القديمة وانعدام مراكز التكوين وغلق أقسام الصم والبكم دون سابق إنذار.
وسرد ممثل التكوين المهني نشاط القطاع على مستوى ولاية الجزائر، وهذا بتوفير  ٥٥٠ ٫ ١٩ مقعد بيداغوجي و ١٧٤٥ أستاذ و ٧٢٣ منصب جديد، بالإضافة لتقسيم الولاية إلى ٥ مناطق واستحداث قطب الامتياز..
مباشرة فسح المجال للنقاش العام وهذا بتدخل رئيس بلدية الجزائر عبد الحكيم بطاش، الذي أكد على التكفل الكامل بـ٢١ مؤسسة تربوية ٢١٥ قسم، ٤ مطاعم، بتوفير السبورات البيضاء و ٨٣٠  طاولة، وتوزيع ٤٠٧٢ محفظة والأجهزة كذلك واستفاد المديرون من أجهزة كمبيوتر وتلفاز، ومبرد وترميم الكثير من المؤسسات كمؤسسة الخنساء، ابن الخطيب والموحدين.
كما تدخلت العديد من الأطراف الفاعلة في القطاعات كلها حيث كشفت عن واقع يتطلب الكثير من العمل الميداني لتصحيحه والسير به نحو الأفضل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024