الجزائر بقيادة الرئيــس تبـون ملتزمـة بدعم الشعب الفلسطينـي
الصهاينة شنّوا حربا على الأطفال.. والإفلات من العقاب ليس له مكان
18 ألـف طفل فلسطينـي قتلـوا بغـزة بمعـدل 44% مـن الشهـداء
العــدوان استهدف نسيـج المجتمـع الفلسطيني والأجيـال القادمـة
الأونــروا.. العمــود الفقري للاستجابة الإنسانية ولا يمكن الاستغنـاء عنهــا
دعا الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، الخميس، المجتمع الدولي إلى “التحرك فورا” لمساعدة أطفال غزة على “تضميد جراحهم”.
خلال اجتماع لمجلس الأمن الأممي برئاسة الجزائر، أكد بن جامع أنه “حان الوقت للنهوض وعلينا أن نتحرك فورا لإنقاذ الأرواح ومساعدة الأطفال على تضميد جراحهم”.
وخلال هذا اللقاء، المخصص لوضع أطفال غزة بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الصهيوني والمنعقد بناء على طلب من الجزائر وروسيا، دعا السيد بن جامع أيضا المجتمع الدولي إلى “توحيد” جهوده من أجل “مستقبل أفضل” لأطفال هذا القطاع الفلسطيني. ولتحقيق ذلك، شدد بن جامع على ضرورة استفادة أطفال غزة “من التعليم والرعاية الصحية”، مؤكدا أن التحديات “كبيرة”.
وفي هذا الصدد، أشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن “أكثر من 660.000 تلميذا متوقفون حاليا عن الدراسة وأن 88% على الأقل من البنايات المدرسية تحتاج إما إلى إعادة بناء كاملة أو عمليات ترميم معتبرة”.
ويضاف إلى ذلك، حسب بن جامع، “تفشي” سوء التغذية في غزة، مؤكدا أن “ أكثر من 96% من الأطفال دون سن الثانية من العمر لا يحصلون على حاجياتهم الغذائية” بسبب نقص التنوع الغذائي.
كما أكد أنه حسب التقديرات، فإن “ 60.000 طفل سيحتاجون هذه السنة إلى علاج من سوء تغذية حاد، علاوة على ضرورة استفادة واحد مليون طفل من الدعم في مجال الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية”. مضيفا، أن هذه التحديات تتفاقم بسبب تضرر وتدمير 84% من المؤسسات الصحية”.
في هذا السياق، أكد بن جامع على دور الأونروا في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، خصوصا في مجالي الصحة والتعليم، واصفا هذه الوكالة الأممية بـ«العمود الفقري” للاستجابة الإنسانية في غزة، موضحا انها “ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها”، مشيرا إلى أن تفكيكها قد “يفسد جهود إعادة بناء غزة، بل ويهدد وجود الفلسطينيين على أرضهم”.
وبعد أن ذكر بأن العدوان الصهيوني على غزة جعل الأطفال يدفعون “ثمنا باهظا”، مما ألحق بهم أضرارا “قد لا يمكن تداركها”، أكد بن جامع أن عواقب هذا العدوان “لا تهدد مستقبلهم الشخصي فحسب بل تهدد أيضا نسيج المجتمع في حد ذاته بالنسبة للأجيال القادمة”.
واعتبر الدبلوماسي الجزائري أن العدوان الصهيوني على القطاع الفلسطيني كان بمثابة “حرب على الأطفال، حرب على البراءة”.
في هذا الخصوص، أكد بن جامع مجددا، على أهمية إبراز معاناة الأطفال الفلسطينيين الذين “مازالوا يعانون من عواقب الهجمات والضربات القاتلة ضد السكان المدنيين” والتي أدت إلى تسجيل أرقام “مرعبة”.
فعلى سبيل المثال، تحدث بن جامع عن “آلاف الأطفال المصابين وخاصة الأطفال مبتوري الأطراف الذين بلغوا عددا قياسيا في التاريخ المعاصر”، علاوة على “ ما يقارب 17.000 طفل بعيديت أو منفصلين عن والديهم” أو حتى “حوالي مليون نازح من منازلهم”، دون أن ننسى أولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب “الهجمات المسلحة والجوع وعدم الاستفادة من العلاج وحتى البرد”.
وبالاعتماد على بيانات المنظمات غير الحكومية، أوضح الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، أن “نحو 18.000 طفل قتلوا في غزة” أو ما يقرب من 44٪ من العدد الإجمالي للشهداء منذ بداية العدوان الصهيوني وأن “20.000 طفل هم في عداد المفقودين”، مؤكدا أن “الأرقام الحقيقية أكبر بالتأكيد”.
من جهة أخرى، أوضح بن جامع، الذي أعرب عن رغبته في أن يصبح اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي “دائما”، وأن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في غزة “يجب أن يحاسبوا” وأن “الإفلات من العقاب ليس له مكانا”.
وجدد الدبلوماسي الجزائري دعم الشعب الجزائري ورئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للشعب الفلسطيني.
وتوجه بن جامع إلى ممثلة المجتمع المدني الفلسطيني، بيسان ناتيل، التي أشارت من غزة، إلى النتائج “الكارثية” للعدوان الصهيوني على الأطفال، قائلا: “كما سبق وأن أعلن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، فإن الجزائر لن تتخلى أبدا عن الشعب الفلسطيني وستدعمه حتى يتمتع بجميع حقوقه”.