سقوط طائرة «أنتونوف» الأوكرانية بتمنراست

غول تنقّل إلى مكان الحادث رفقة وفد متعدد القطاعات

سعاد بوعبوش

أشرف وزير النقل عمار غول، أمس على تنصيب لجنة تحقيق على مستوى وزارة النقل من أجل الوقوف على أسباب تحطم طائرة الشحن الأوكرانية فجر أمس جنوب مطار تمنراست.

وجاء في بيان لوزارة النقل تلقت “الشعب” نسخة منه، أنه “على إثر سقوط طائرة نقل البضائع من نوع “أونتونوف 12” التابعة للشركة الأوكرانية للطيران، بتاريخ 30 أوت 2014، على الساعة 1:44 سا بتوقيت غرينتش بتمنراست، قام وزير النقل بتنصيب خلية أزمة بمقر وزارة النقل، مكوّنة من ممثلين عن مختلف المؤسسات والهيئات المعنية برئاسة الأمين العام لوزارة النقل”.
وأضاف البيان، أنه وتطبيقا للإجراءات التنظيمات الوطنية والدولية السارية المفعول في هذا الشأن، أشرف وزير النقل على تنصيب لجنة تحقيق في الحادث يترأسها مدير الطيران المدني والأرصاد الجوية بوزارة النقل.
وذكر البيان أن وزير النقل تنقّل على رأس وفد متعدد القطاعات إلى مكان وقوع الحادث.
وحسب بيان آخر تلقت “الشعب نسخة” منه  فإن الطائرة التي تحطّمت فقدت الاتصال مع برج المراقبة لمطار تمنراست بعد ثلاث دقائق من إقلاعها من نفس المطار و تحديدا على  الساعة 1:44 دقيقة بتوقيت غرينيتش ، ليتم إطلاق إشارة الخطر في اللحظة نفسها من قبل مركز الجزائر للمراقبة الإقليمية فيما باشرت مصلحة البحث و الانقاذ الأبحاث.
وأوضح ذات البيان أن طائرة  الشحن الأوكرانية انطلقت في رحلة  من مطار بريستويك “غلاسكو- المملكة المتحدة “ باتجاه مالابو “غينيا الاستوائية” و قامت بعدة توقفات تقنية بمطاري غرداية و تمنراست و كانت محملة بتجهيزات نفطية.
من جهة أخرى تم على الفور تنصيب خلية أزمة من قبل الوالي، و كذا تنصيب خلية أزمة أخرى على المستوى المركزي من قبل وزير النقل  مكونة من ممثلين عن مختلف المؤسسات و الهيئات المعنية برئاسة الأمين العام لوزارة النقل ، و ذلك بعد أن تم تحديد موقع الطائرة على بعد حوالي 15 كلم جنوب المطار، إلا أن فرق الإنقاذ للأسف لم تعثر على أي شخص على قيد الحياة بموقع سقوط الطائرة المعنية.
ولم تكشف بعد أسباب سقوط طائرة الشحن الأوكرانية، غير أن هناك إشارات أولية تفيد بوجود خلل تقني كونها قامت بتوقفات تقنية بمطاري غرداية و تمنراست و هو ما يطرح العديد من التساؤلات التي سيتم الإجابة عنها بعد استرجاع الصندوق الأسود للطائرة و دراسة آخر ما سجله من طرف المختصين و يقطع الشك باليقين أمام كل الاحتمالات و الأقاويل .
ويعد سقوط هذه الطائرة ثالث حادث جوي يسجل في ظرف ستة أشهر للجزائر و لكن و لا طائرة كانت تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، هذه الأخيرة  التي دافع عنها الوزير المسؤول الأول عن القطاع في كثير من المناسبات لا سيما بعد حادثة الطائرة الإسبانية “سويفت آير” المستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية  التي سقطت بمالي، حيث عرفت الحادثة الكثير من الانتقادات و بوابل من الاتهامات وجهت للجوية الجزائرية و شكّكت في قدراتها التقنية و البشرية .
وهو الأمر الذي أخذ منحى أكبر من مساحته بعد أن وجهت أيادي الاتهام لجهات همّها الوحيد ضرب الجوية الجزائرية التي تعدّ مكسبا وطنيا و ذلك باستغلال الحوادث التي تسجل على مستواها أو في نطاقها للتشكيك في قدراتها محاولين إبعادها عن إدارة السوق الوطنية في ظل المنافسة الدولية على الخطوط الجوية العالمية ، و عزّز ذلك تأكيد الدولة على لسان المسؤول الأول عن القطاع  أن الجوية الجزائرية لها مكانتها ولن يقبل أي مساس بسمعتها.
يأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه هذه  المؤسسة العمومية للبقاء في الساحة الوطنية و الدولية باستغلال كل الخطوط من و إلى الجزائر باتجاه مختلف الخطوط نحو مطارات العالم، و تسير بخطى ثابتة نحو العصرنة بشقيها التقني و البشري و حتى بتجديد الأسطول الجوي الوطني، إدراكا منها بضرورة الرفع من إمكانياتها و خبرتها و الرقي بنوعية خدماتها لربح معركة البقاء.


الهيئات القضائية بتمنراست تأمر بإجراء التحريات الأولية
 
/الشعب/ أمرت الهيئات القضائية بتمنراست بالقيام بالتحريات الأولية حول أسباب وظروف حادث تحطم طائرة نقل البضائع الأوكرانية و وفاة طاقمها  المكون من سبعة أشخاص، والذي وقع في وقت مبكر من يوم أمس حسب بيان صادر عن مجلس قضاء تمنراست تسلمت “الشعب” نسخة منه.
وأفاد البيان أن وكيل الجمهورية لدى محكمة تمنراست تنقّل إلى مكان سقوط طائرة نقل البضائع “أنتنوف 12” التابعة لشركة الطيران الأوكرانية، حيث أمر الشرطة القضائية ب«الشروع في تحريات أولية وفقا للقانون لمعرفة أسباب وظروف الحادث الذي أدى إلى وفاة أفراد طاقمها السبعة”
وأشار ذات المصدر إلى أن الحادث وقع بعد إقلاع الطائرة المذكورة من مطار تمنراست بتاريخ 30 أوت 2014 في حدود الساعة الواحدة و40 دقيقة، حيث توقفت للتزود بالوقود قبل استئناف رحلتها نحو مالابو غينيا بيساو.

المراقب الجوي بمطار تمنراست لـ”الشعب”:
قائد الطائرة بدا مرتبكا و لم يتقيد بسرعة الإقلاع


اهتزت مدينة تمنراست صباح أمس، على نبأ سقوط طائرة أوكرانية ، حيث حسب المعلومات التي تحصلت عليها “الشعب” من مصادر مطّلعة فإن الطائرة الأوكرانية قامت بالتوقف بمطار تمنراست (أقنار) و في حدود الساعة 2.41 صباحا أقلعت باتجاه دولة غينيا بيساو، و بعد 03  دقائق من إقلاعها إنقطع الإتصال بها.
واستدعى هذا الوضع الجهات المعنية حسب ما أكّده لنا ذات المصدر إعلان حالة إستنفار قصوى للبحث عن الطائرة، حيث أنها سقطت على بعد 30 كلم جنوب غرب مدينة تمنراست، مما أدى إلى تحطمها وهلاك جميع الطاقم المتواجد على متنها و المكون من 7 أشخاص 6 من جنسية أوكرانية و واحدة روسية،  وبسبب المنطقة الوعرة والشاسعة فقد تعذّر العثور عليها حتى الصباح أين تدخّلت مصالح الحماية المدنية و التي عثرت على بعض الجثث المتفحمة .
 وحسب مصادر مؤكدة، فإن الطائرة كانت قد خضعت لإصلاح خلل في مطار غرداية وهذا قبل وصولها لمطار تمنراست، مما يرجح سبب سقوطها إلى خلل تقني، و هي طائرة شحن يطلق عليها إسم (كارجو).
وللوقوف على حيثيات الحادثة  قامت “الشعب” بالإتصال بالمراقب الجوي والذي كان في برج المراقبة وقت وقوع الحادث، وقد  أكّد لنا أن الطائرة الأوكرانية أقلعت في تمام الساعة ال 2.41 صباحا، وبعد 03 دقائق إنقطع الإتصال بها.
وقال ذات المسؤول، أن الطائرة الأوكرانية كانت تواجه مشكلة في الانطلاقة، مضيفا أنه رغم صغر حجمها مقارنة بطائرة الخطوط الجوية، إلا أنها لم تتمكن من الانطلاقة المناسبة و بعد إقلاعها أكد لنا المراقب الجوي بتنبيه قائد الطائرة بضرورة الالتزام بالعلو الذي يسمح له بتجاوز المنطقة الجبلية، إلا أن قائد الطائرة وجد صعوبة في رفعها و في حدود النقطة 12 كلم عن الإقلاع - يضيف المراقب الجوي- لاحظ الطائرة تغير اتجاهها نحو اليسار و بعدها سقطت، مما استدعى إعلان حالة طوارئ حيث تم إخطار الجهات المعنية.
وأكّد لنا المراقب الجوي أن تواجد وديان و مناطق وعرة و الطريق غير الممهدة من المطار إلى موقع الحادثة صعّب من الوصول إليها، مما حتّم تدخل السلطات و الاستعانة بأفراد الجيش و هذا باستعمال مروحية للوصول إليها.
وتعذّر علينا الوصول إلى موقع الحادثة، بسبب الطوق الأمني الذي فرضته عناصر الأمن و كذا كون المنطقة جبلية.
كما توجّهنا إلى مقر مديرية الحماية المدنية بتمنراست، حيث أكّد  لنا العون عدم تواجد أي أحد يمكن أن يقدم لنا المعلومات ، بسبب تواجدهم ضمن خلية الأزمة المشكلة .
وأكّد المراقب الجوي ل “الشعب” أنه من خلال مراقبته للطائرة عند إقلاعها، يرجح أن الطائرة كانت تحمل حمولة زائدة عن طاقتها لأن قائد الطائرة بدا من خلال الإقلاع مرتبكا، و كذا لم يتقيد بالسرعة التي تتطلبها الطائرة للإقلاع، وعن الأحوال الجوية أكد المراقب الجوي لـ“لشعب” أن الحالة الجوية كانت جيدة وطبيعية.
تمنراست : بن حود محمد الصالح

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024