الاحتلال يتغذى على هوان المجتمع الدولي وسلبية مؤسساته
أبدى رئيس مجلس الأمة صالح ڤوجيل، تأسفه لـ»تراجع هيبة المنظمات الدولية التي تخاذلت بقصد أو بغيره عن نصرة الشعوب المستضعفة»، وقال: «مؤلم جدا الدعم المقدم للإجرام الصهيوني والرعاية المشينة التي توفرها له بعض الدول التي تتغنى بمؤشرات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتي أنعشت قوته الاستعمارية وضخت فيه دماء لمص الدماء».
وقال ساعد عروس، ممثل رئيس مجلس الأمة، مشاركا في أشغال المؤتمر السابع والثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي: «إن الجرأة التي يواجه بها الاحتلال الصهيوني الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ورده المستفز بالغ الإمعان في الاستهانة بقرارات الشرعية الدولية ومنها قرارات محكمة العدل الدولية، عبر تعزيز جرائمه بحملة اغتيالات جبانة، وأيضا العدوان على لبنان الشقيق، وترويع شعبه وتهجيره وتدمير منشآته، عبر التفنّـن في الإجرام المنظم من خلال التفجيرات السيبرانية، ممارسات تنمّ عن استراتيجية خبيثة تستند على غياب الردع والعقاب، وتتغذى على هوان المجتمع الدولي وسلبية مؤسساته الغارقة في جدال عقيم يتجنب الحقيقة، وأيضا على العنصرية وسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها جزء كبير منه بشكل مفضوح».
وأضاف ڤوجيل: «لقد بلغ الإجرام الصهيوني مداه، وطغى ظلمه وعدوانه على القوانين والأعراف والقيم الإنسانية، وهو يتوسع بأريحية أمام أنظار العالم، فيعتدي على الحدود وينتهك حرماتها ويسفك دماء المواطنين ويستفز المجتمع الدولي بوقاحة لم يعرف التاريخ لها مثيلا».
واستطرد يقول، «لم يكد العالم يستوعب بشاعة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بفظاعة تفاصيلها، حتى بدأ هذا الكيان حربا جديدة، وباشر توسيع عدوانه الغادر ليشمل لبنان الشقيق، متوهما أنه يجسد بذلك مخططه الشيطاني الخطير، مستفيدا من عجز عالمي عن التصدي، وتواطؤ دولي مخزي سواء بالصمت أو الدعم أو الحياد».
وأكد رئيس مجلس الأمة، الاعتزاز بصوت الجزائر الصادح في مجلس الأمن الدولي، ونعتز بدعم الأشقاء العرب لمعاركها الدبلوماسية التي تخوضها بتوجيه وإشراف من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على كل الجبهات من أجل وضع حد لتنامي الجرائم الصهيونية في الشرق الأوسط، ودفع المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حماية الشعوب وحفظ الحدود وتسليط العقوبات المناسبة على هذا الكيان المارق».
وتابع ڤوجيل: «نحن البرلمانيون مرافقة هذه الجهود عبر آليات الدبلوماسية البرلمانية، وإسماع صوت قضيتنا المركزية بسرديتها الحقيقية، من أجل فضح الأكاذيب وتوجيه تضامن الأجيال الجديدة في كافة أنحاء العالم نحو وجهته الصحيحة»، معبرا عن أمله في نجاح مبادرة المجموعة العربية في الاتحاد البرلماني الدولي، بطلب إدراج بند طارئ حول الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددا على ضرورة «خوض معاركنا الدبلوماسية بحكمة وشجاعة، خصوصا وأن المناخ البرلماني الإقليمي والدولي ملوث بالمصالح والولاء المعلن أو الخفي للفكر الاستعماري».
ودعا قوجيل إلى تكثيف التنسيق والتعاون من أجل التصدي لخيانة متوقعة لعهد حل الدولتين التي تلوح في الأفق، ومواجهة الحملة التي تروج لتهميشه كحل نهائي وعادل للصراع وترمي إلى فرض الحلول الإقصائية الدموية من أجل التمكين للمشروع الاستيطاني الصهيوني في المنطقة».