قالت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتورة نبيلة بن يحيى، في الذكرى السنوية الأليمة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، إن مواصلة الكيان المحتل لسياسات القمع والإبادة الجماعية ضد سكان غزة يؤدي حتما إلى تصاعد التوترات، مؤكدة أن هذا الأمر له دلالات عديدة من الناحية النوعية، لأن القضية الفلسطينية كادت في لحظة زمنية معينة أن تصفّى من طرف الكيان الصهيوني ومن يدعم هذا الكيان لوجيستيكيا، إعلاميا وتقنيا.
في السياق، أكدت بن يحيى عودة القضية الفلسطينية إلى الساحتين الإقليمية والدولية، بعد تغير التفكير النمطي للرأي العام الغربي وتحديدا الأمريكي والأوروبي تجاهها، وبات شعار «الحرية لفلسطين» متداولا من طرف الجميع، وهذه تعتبر ظاهرة فريدة من نوعها لم تشهدها القضية من قبل، مما أدى إلى ظهور هوة بين الشعوب الأوروبية وأنظمتها السياسية التي أصبحت في حالة حرج سياسي.
وأضافت المتحدثة: «هذه الديمقراطية التي تكيل بمكيالين.. مكيال حقوق الإنسان الذي لم يجد له وصفا أمام المجازر الشنيعة التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني داخل أراضيه، غير أن هذه النقلة النوعية للقضية سببت إرباكا سياسيا، أمنيا واستراتيجيا للكيان الصهيوني، الذي غير من تكتيكاته السياسية وصار يحرص على نقل الحرب ضد غزة إلى الرقع الجغرافية القريبة من حدود فلسطين، سواء في لبنان أو غيرها.
فيما يخص الاغتيالات السياسية التي قام بها الكيان الصهيوني ضد القادة الفلسطينيين أو اللبنانيين باسم القضاء على المقاومة، تقول بن يحيى إنها أدت إلى نتائج عكسية؛ ذلك أن المقاومة مستمرة، فيما يعمل الكيان الصهيوني على توسيع رقعة الحرب لتكون شاملة، في محاولة منه لتوريط المجتمع الدولي في الحرب التي تسعى لإرباك دولي لتغيير منظومة دولية يمكن أن تكون لصالح الكيان الصهيوني.
واستطردت بن يحيى قائلة: «كثير من العناصر أصبحت لصالح القضية الفلسطينية، في مقدمتها تزايد عدد الدول التي اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في النضال، وبحقه في الوجود ضمن رقعته الجغرافية وخريطته المعروفة، وبحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والعيش الكريم، مع ضغط كبير لإيقاف الحرب التي يشنها عليه الكيان الصهيوني، رغم أن كل أجندته مدعومة من القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الأوروبية في شقها السياسي.
وخلصت بن يحيى، إلى أن الكيان الصهيوني يقف في منعرج خطير أمام استمراريته أو التوقف، لأن التاريخ يصنع الحدث السياسي لصالح الشعب الفلسطيني المناضل.