باشرت فرق الأطباء والممرضين الموفدين لولايتي إن قزام وبرج باجي مختار الحدوديتين، مهامها من أجل الحد من خطر الملاريا والديفتيريا والقضاء عليهما تدريجيا، واحتواء الوضع الذي بدأت معالم تراجعه تتضح جليا، خاصة بعد أن تجاوز عدد الملقحين ضد الديفتيريا 8000 شخص بدائرة تين زواتين الحدودية لوحدها.
حرصت السلطات العليا للبلاد، بأوامر من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وبتوجيهات وزير الداخلية والجماعات المحلية، على إرسال العديد من القوافل الطبية المجهزة بمختلف المعدات الطبية، على غرار معدات الحماية واللقاحات والأدوية التي رفعت من وتيرة عملها، بتقسيم القوافل الطبية إلى فريقين؛ الأول بولاية إن قزام، والثاني بولاية برج باجي مختار، وذلك منذ بداية تفشي المرض، الأمر الذي يؤدي بشكل تدريجي إلى احتواء الوضع.
إن قزام.. وقفة واحدة
أكد مدير الصحة والسكان بولاية إن قزام حسام الدين بوزيدي، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، أن العمل جار على قدم وساق، بالتنسيق مع القوافل الطبية الموفدة للمنطقة، والمحملة بالأدوية من أجل احتواء الوضع، الأمر الذي ساهم، إلى حد الآن، في محاصرة الوباء مرحليا، واستقرار الحالة بعد أن استفاد ما يقارب 10400 شخص من التلقيح والرعاية بخصوص الملاريا والدفتيريا.
وأضاف المتحدث، أن الإنزال الطبي المصحوب بالمعدات الذي حظيت به المنطقة إلى حد الآن، ساهم بشكل كبير في تحسن الوضع واستقراره، حيث سجل في الأيام الثلاثة الأخيرة متوسطا منخفضا للمصابين.
في السياق، قال رئيس الفريق الطبي للهلال الأحمر، كريم موتسي، إن العمل جار لتقديم المساعدات ومرافقة الأطقم الطبية، من خلال اعتماد مخطط يشمل استهداف 11 نقطة، والوقوف على الوضع بها، خاصة وأنه تم تدعيم المنطقة بأزيد من 11 طنا من الأدوية.
بدوره، صرح قائد فرقة الحماية المدنية الطبية الرائد يوسف صادلي، أن الفرقة المتكونة من 15 طبيبا و15 ممرضا، تعمل على الوصول إلى أبعد نقطة وتلقيح أكبر عدد ممكن من السكان، خاصة أن الفرق مدعمة بالمعدات الفردية الوقائية، بالتنسيق مع معهد باستور الذي زود الفريق باللقاح ضد الدفتيريا.
بعثة استعلاماتية
في سياق آخر، أكد رئيس البعثة الاستعلاماتية عن المجلس الشعبي الوطني، السعيد حميسي، أن الوضع متحكم فيه، لكن لابد من البحث عن استراتيجية استباقية من أجل القضاء على الوباء.
وأضاف المتحدث، أن الزيارة التي قادته رفقة عدد من نواب لجنة الصحة والتكوين والتعليم المهنيين، جاءت لتحري وتقصي هذا الحدث، والوقوف على الوضعية والإجراءات المتخذة لاحتواء الوباء، ومنه إعداد تقرير بمختلف النقائص والإجراءات الضرورية لدفع التنمية بالمنطقة، خاصة في الجانب الصحي، وأيضا التصدي لمثل هذه الاختلالات، خاصة مع الوضع الذي يسود منطقة الجوار، وبالتالي تكون هناك لمسة لاستفادة الولاية من بعض الإجراءات المناسبة.
السكان يثمنون
بدوره، ثمن الناشط الجمعوي ورئيس جمعية حماية المستهلك بولاية إن قزام الحدودية باسي تاقيدة، في اتصال مع «الشعب»، الأوامر المسداة من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بتوفير الأدوية وإيفاد الفرق الطبية للمنطقة لاحتواء الوضع الذي بدأ يعرف استقرارا وتحسنا كبيرين، في ظل تنسيق كبير بين كل الفاعلين من قطاع الصحة والهلال الأحمر والحماية المدنية، ليتعزز بإيفاد لجنة برلمانية للوقوف على الوضعية، مما يبشر بالخير في المستقبل القريب.
في نفس الصدد، عبر رئيس بلدية إن قزام بيكة بيداري، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، عن استحسانه الإنزال الطبي الذي وصل تباعا للمنطقة والمدعم بالأدوية، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في استقرار الحالة وتراجع الوباء بين المواطنين.