الأمم المتحـدة ملزمـة بإنهـاء استعمـار الصحـراء الغربيــة
الجزائــر لـن تحيـد عن دعـم الحق فـي تقريـر المصــير
أكدت الجزائر أن مصير الشعب الصحراوي هو الاستقلال؛ ذلك أن الظاهرة الاستعمارية مآلها الزوال، مهما طالت، وأن حقوق الشعوب المحتلة ستجد طريقها للتنفيذ، شاء المحتل أم أبى. ودعت الأمم المتحدة إلى الاضطلاع بدورها كاملا في تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، وذلك خلال خطاب ألقاه وزير الخارجية أحمد عطاف، في الجلسة الختامية للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
جددت الجزائر موقفها الثابت من النزاع بين الاحتلال المغربي والصحراء الغربية، بالتأكيد على ضرورة إنهاء آخر حالة استعمار بالقارة الإفريقية، من خلال دعم جهود المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، وبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو»، التي تواجه عراقيل كثيرة من نظام المخزن، بسبب منعها من زيارة الأراضي المحتلة، ورفضه إدراج ملف حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة ضمن مهام مينورسو، وذلك راجع إلى الأدلة الدامغة التي تثبت تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، سواء تعلق بالحق في الحياة، وحق الحرية، وتقرير المصير، أو حقه في استغلال ثرواته عن طريق ممثله الشرعي، جبهة البوليساريو، وقد صدرت عديد القرارات الأوروبية التي تؤيد هذا الحق، ورغم ذلك يتم حرقها.
دعم غير مشروط
وانطلاقا من مواقفها الثابتة إزاء قضايا التحرر، ودعمها غير المشروط للشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار، دافعت الجزائر دائما، تحت قبة الأمم المتحدة، عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى رأسها القضية الصحراوية، باعتبارها أولوية بالنسبة للجزائر، إلى جانب القضية الأم القضية الفلسطينية.
وعليه، واجهت الجزائر محاولات التضليل من المحتل المغربي، الذي يسعى في كل مرة إلى إقحام الجزائر في نزاعه مع الصحراء الغربية، ليوهم العالم أن القضية بينه وبين الجزائر، وهذا يناقض تماما ما تسجله الأمم المتحدة بتصنيفها قضية تصفية استعمار، وهدفه من ذلك فرض واقع استعماري مرفوض، وكسب بعض الوقت، إلى حين تحقيق الشعب الصحراوي استقلاله الذي سيأتي لا محالة.
تحامل المخزن
في السياق، لوحظ خلال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة بنيويورك في الفترة من 24 إلى 30 سبتمبر 2024، تحامل ممثل المخزن على الجزائر التي رافعت، كغيرها من الدول الرافضة الاستعمار والاحتلال، حيث غض الطرف عن كل تلك التدخلات، وراح يكيل التهم للجزائر وكأنها العضو الوحيد الذي طرح قضية الصحراء الغربية في جلسات الدورة.
وكانت الجزائر أكدت في المجمل على حق الشعوب الرازحة تحت نير الاستعمار عموما، والصحراء الغربية على وجه الخصوص، باعتبارها أقدم مستعمرة بالقارة الإفريقية، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن واضحة ولا لبس فيها، لكنها تلاقي تعطيلا من النظام المغربي، رغبة في تمرير طرحه أحادي الجانب بشأن الحكم الذاتي. وقالت الجزائر، على لسان ممثليها في الهيئة الأممية، إنها مع أي اتفاق سياسي بين طرفي النزاع، المغرب والصحراء الغربية، يفضي إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره.
كما أكدت أنه يمكن للأمم المتحدة والمبعوث الأممي وبعثة مينورسو، التعويل على الجزائر بالدفع بالمفاوضات في إطار القانون الدولي. وفي الوقت نفسه تساءل ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، عن عدم جرأة المغرب على طرح مقترحه للاستفتاء وترك الخيار الأخير للشعب الصحراوي صاحب القرار.