المرحلة الثانية من مسيرة الإقلاع الاقتصادي.. انطلقت
تابع الشعب الجزائري أمس الخطاب الذي ألقاه رئيس للجمهورية عبد المجيد تبون، بعدما أدى اليمين الدستورية التي رسمت انطلاق عهدته الرئاسية الثانية، إثر تزكيته من قبل الشعب الجزائري في رئاسيات السابع سبتمبر الجاري، وتطرّق من خلاله إلى أبرز الخطوط العريضة التي ستتضمّنها هذه العهدة، وأهم محاور برنامجه الإصلاحي.
اشتملت كلمة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على إشارات ورسائل وأرقام جدّد من خلالها التزامه بالوفاء بوعوده تجاه الشعب والوطن، متوجهاً في مستهل كلمته الى الشعب الجزائري بالشكر الجزيل على تجديد ثقته فيه رئيساً للبلاد لعهدة رئاسية جديدة، وأنه حمّله مسؤولية خدمته مجددا على مدى الأعوام الخمس المقبلة.
وفي لفتة مميّزة، توجه الرئيس عبد المجيد تبون بالشكر لمنافسَيه في الانتخابات الرئاسية، حساني وأوشيش اللذان حضرا مراسيم تأدية اليمين الدستورية، مثنياً عليهما أمام كبار مسؤولي الدولة، في مشهد قلّما نراه في دول العالم الثالث، مشيراً الى أنه يعتز بمنافستهما رغم الاختلاف في التوجهات والبرامج، كما ذكّر بأجواء الحملة الانتخابية النظيفة التي سادت التنافس الانتخابي.
ولعلّ أبرز ما تضمّنه خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، دعوته للانخراط في حوار وطني مفتوح بإشراك الجميع، وهي نقطة ستستوقف المحلّلين والسياسيين كثيراً نظراً لأهميتها وسياقها الذي جاءت فيه.
دعوة رئيس الجمهورية لكل الطاقات الوطنية الحيّة للدخول في مشاورات كثيفة واتصالات واسعة من أجل الانخراط في حوار وطني مفتوح، والمساهمة في التخطيط المشترك في تنفيذ برنامجه التنموي، لا يمكن اعتبارها سوى تجسيد للديمقراطية، من خلال الدخول في حوار سياسي مفتوح مع كل الطاقات المحبة للوطن من أجل الوصول إلى تجسيد الهدف الأكبر.
هذا المسعى، يعني فتح جبهة جديدة خلال العهدة الحالية، ما يؤشّر على أن ورشة السياسة ستشهد مؤشرات إيجابية هي الأخرى، سيتمخّض عنها قطع الطريق أمام أعداء الجزائر، ووضع حد لأولئك الذين يتجرأون على الحديث باسم الوطن.
الرئيس تبون أكد من خلال هذا المسعى أنه لا تراجع عن مشروعه في ترسيخ المسار الديمقراطي للجزائر، بدليل رغبته في إنشاء حوار مفتوح لكل من يريد المساهمة في بناء الوطن، وإضافة لبنة أخرى في التجربة الديمقراطية.
وتأتي دعوة الرئيس تبون إلى فتح حوار وطني جامع، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، وهي نقطة إيجابية تحتسب للرئيس..
الجزائر تنتصر
لم يفوّت رئيس الجمهورية المناسبة، للتأكيد على التزاماته التي قطعها أمام الشعب في حملته الانتخابية، مذكراً بأهم المحاور وما ينتظر الشعب من مكاسب خلال العهدة الرئاسية الحالية، وبذلك، تكون الجزائر قد حقّقت انتصاراً جديداً يضاف الى جملة المكاسب المحقّقة خلال العهدة الرئاسية الأولى.
وبلغة الأرقام، تطرّق رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون لما تحقّق من مشاريع على أرض الواقع ومؤسسات ناشئة ومشاريع استثمارية كبرى قفزت بتصنيف الجزائر الى خارج مربّع الدول النامية.
وأبرز رئيس الجمهورية أهم الأهداف المتوخاة خلال العهدة الرئاسية الحالية، والتي ستحقّق «الطمأنينة» في قطاع المياه لسكان المدن الكبرى، من خلال التزامه بتجسيد مخطّط وطني لتحلية مياه البحر، وإدخال تخصّص تحلية المياه في قطاع التكوين المهني والمؤسسات الجامعية، بالإضافة الى العمل على ربط السدود بعضها ببعض، والتحويلات الكبرى للمياه الصالحة للشرب في إطار توزيع الثروة الوطنية من المياه الصالحة للشرب عبر العديد من الولايات.
تطرّق رئيس الجمهورية الى ملف السكن الذي شهد إنجاز مليون و 700 ألف وحدة سكنية خلال العهدة الرئاسية السابقة، وهو رقم ضخم يثبت عزم الدولة على التكفّل بمواطنيها رغما عن جائحة كورونا التي أحدثت شللاً في مختلف مناحي الحياة، وطنياً وعالمياً.
وأشار الرئيس إلى أن هذا الرقم الضخم من الوحدات السكنية المنجزة، قد تم بمواد أولية جزائرية خالصة، «وهذا هو الفرق بين جزائر اليوم وجزائر الأمس» يؤكد الرئيس تبون..
وجدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التزامه خلال العهدة الرئاسية الحالية بإنجاز مليوني وحدة سكنية بمختلف الصيغ، وهو التزام دعّمه برفع منحة السكن الريفي الى مليون دينار لكل مستفيد.
وتابع الرئيس تبون تأكيده على غلق ملف مناطق الظّل الى الأبد في غضون السنة الأولى من العهدة الحالية، منوّهاً بما تحقّق بالمناطق المعزولة وبما تحقّق من مساواة في التنمية بين مختلف مناطق الوطن.