برهن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي قاد الجزائر خلال فترة حسّاسة من تاريخها المعاصر، على قدرته الكبيرة في الاستجابة لتطلّعات الجزائريين، وتحقيق آمالهم وطموحاتهم، ولقد أكّد مراراً - في أثناء الحملة الانتخابية - أن «الاستمرارية» ليست مجرّد شعار انتخابي، بل هي برنامج سياسي متكامل يهدف إلى إكمال المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها، وتحقيق التنمية المستدامة على جميع المستويات والمواصلة في مكافحة الفساد.
ولقد شدّد الرّئيس تبون في خطاباته، سواء قبل الحملة الانتخابية، أو في أثنائها، على أنّ السنوات القادمة ستشهد تحقيق وعوده، حيث تعهد بأنّ عام 2027 سيكون عام جني ثمار ما تم زرعه خلال عهدته الأولى، مع إطلاق العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى، وهدفه الأساسي هو الوصول إلى ناتج محلي إجمالي يتجاوز 400 مليار دولار سنويا، ما يؤهّل الجزائر أن تكون أحد أكبر الاقتصاديات الصاعدة في منطقة المتوسط وشمال أفريقيا.
فوز الرئيس تبون لم يحظ بالترحاب على مستوى الداخلي وحسب، وإنما استقبل بتأييد واسع على المستوى الدولي كذلك، فمنذ إعلان النتائج الأولية، توالت برقيات التهنئة من قادة الدول، وكان أبرزها برقية الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي هنّأ الرئيس تبون على إعادة انتخابه، وأكّد على «العلاقات الودية التاريخية» بين البلدين.
وتعكس هذه التهاني من قادة الدول الكبرى المكانة الدولية المرموقة التي يحتلها الرئيس تبون، وتعزّز التعاون الدبلوماسي الذي يسعى إلى توطيده.
من جانب آخر، وبعد ترسيم النّتائج النهائية من قبل المحكمة الدستورية، يتطلّع الجزائريون إلى مواصلة العمل وتنفيذ الخطط التنمية التي تعهد بها رئيس الجمهورية خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك تحسين القدرة الشرائية، دعم الإنتاج المحلي، وتعزيز الاقتصاد الوطني.
ويعكس فوز عبد المجيد تبون بهذا الدعم الشعبي الكبير، ثقة الجزائريين بشخصه، ويعد تأكيداً على رغبتهم في الاستمرار على النهج الذي وضع أسسه منذ توليه الرئاسة في 2019، وتحمل المرحلة القادمة كثيرا من الرهانات والتحديات، غير أنّ الثّقة الغالية التي أولى بها من الشعب الجزائري الرئيس تبون، ستكون حصنا قويا لمسار البناء الوطني، وتحقيق التنمية الشاملة.