في مبادرة هي الأولى بقرية “آث عقاد”

مــقهى الـنــّسوة.. فضاء لـلـراحة والترفيه

نيليا.م

في مبادرة تعتبر الأولى من نوعها في منطقة القبائل، قامت السيدة “وردية بوتخيل” من قرية “اث عقاد” ببلدية اث بومهدي بواسيف، بافتتاح مقهى خاص بالنسوة من أجل منحهنّ فضاء خاصّا بهنّ بعد يوم شاقّ من العمل ومختلف الأشغال المنزلية، وخلق مكان لهنّ بعيدا عن صخب الحياة وتراكماتها.

فكرة افتتاح فضاء عائلي وبالتحديد مقهى خاص بالنساء، جسّدتها صاحبة المشروع بعد عودتها من ولاية ورقلة التي قضت فيها سنوات من عمرها، لتعود إلى قريتها بعد غياب طويل، ولكنّها عادت وفي جعبتها أمل يحدوها بتجسيد فكرة مشروعها الذي كان في بدايته تحضير مختلف المأكولات والخبز التقليدي، وبيعها إلى المقاهي المتواجدة بالمنطقة.
لكن مع مرور الوقت، وبمساعدة ومساندة أفراد عائلتها، قررت افتتاح مقهى خاص بها تكون هي صاحبته وتقوم بخدمة زبائنها من النسوة كونه فضاء مخصّص لهنّ دون غيرهنّ، وهذا نظرا لخصوصية المنطقة الواقعة في أعالي الجبال وسط الطبيعة الخلابة، وتفتقر إلى مرافق الترفيه وفضاءات الراحة، ما يخلق جوّا من الملل والتعب في نفوس كثير من النسوة الباحثات عن الترفيه عن أنفسهنّ بعد عناء يوم كامل مليء بالتحديات، ليأتي مشروع “مقهى النساء” بمثابة متنفّس لهنّ، وقد تحوّل إلى مقصدهنّ اليومي الذي يقضين فيه أجمل الأوقات، ويتبادلن خلال جلساتهنّ مختلف الأحاديث والحكايات، كما يعبّرن عن مكنوناتهنّ الدفينة ويتحدّثن عن آمالهنّ وأحلامهنّ في الحياة، ليتحوّل هذا المكان إلى الوجهة المفضّلة لهنّ خاصة وأنّه قد جسّد على شرفة تطلّ على أجمل المناظر الخلابة والطبيعة التي اختزلت فيها، ما يعزّز من السياحة الجبلية في المنطقة التي تحتاج إلى افتتاح مثل هذه المشاريع التي تنعش هذه السياحة، وتشجّع السيّاح عل القدوم إلى المنطقة، وهي من بين الأبعاد الطويلة المدى لمثل هذه المشاريع التي بدأت بفكرة افتتاح فضاء للنساء اتخذ البعد العائلي ومنه فضاء لاستقبال السيّاح القادمين من مختلف ولايات الوطن.
«وردية بوتخيل”.. مثال المرأة الريفية المثابرة التي تحدّت ظروف الطبيعة القاسية والخلابة، وصنعت من العدم فضاء عائليا أعاد الحيوية للمنطقة خاصة في الفترات المسائية، حيث يتحوّل إلى وجهة لنساء القرية من أجل قضاء وقت ممتع بصبغة المرح والفرح، ناهيك عن الخدمات التي توفرها لهنّ من تقديم القهوة والشاي، ومختلف المأكولات التقليدية، وحتى المثلجات التي يستمتعن بهنّ رفقة أطفالهن.
نساء قرية “اث عقاد” عبرنّ عن سعادتهنّ لافتتاح هذا الفضاء الخاص بهنّ بعيدا عن ضجيج المدينة، وكثرة الأشغال اليومية التي ترهق نفسيتهنّ، ليكون هذا المكان بمثابة متنزّه على الهواء الطلق يوفر لهنّ مختلف الخدمات وفي أحضان قريتهنّ، مشيرات في نفس السياق إلى ضرورة تدعيم المرأة الريفية ومساعدتها في تجسيد مختلف المشاريع في هذه المنطقة التي تتميّز بطابعها الجبلي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025
العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025
العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025