تكشف التهاني التي تلقاها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من قادة وزعماء دول العالم، عن امتدادات السياسة الخارجية للجزائر الجديدة، وارتباطاتها القوية بالعلاقات الدولية بشكل ثنائي أو متعدد، وتؤكد أن الرهانات الدبلوماسية للعهدة الثانية تحظى بأهمية بالغة مثلها مثل رهانات الداخل الوطني.
تلقى الرئيس تبون، الذي حظي بثقة الشعب الجزائري، لقيادة البلاد لفترة رئاسية جديدة، تهاني وتبريكات الدول الشقيقة والصديقة، ورحبت كلها بنتيجة الانتخابات الرئاسية في الجزائر، مؤكدة استعدادها للعمل معه من أجل ترقية مجالات الشراكة وتنويعها.
ووردت التهاني إلى رئيس الجمهورية، عبر مكالمات هاتفية ورسائل خطية وبيانات، من بلدان تمتد من المنطقة العربية، والساحل الإفريقي وإفريقيا، وأوروبا الشرقية وأوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن ناحية الجغرافية السياسية، يتأكد وزن وامتداد العلاقات الخارجية للجزائر، مع محيطها العربي والإسلامي، فعديد القادة من منطقة الخليج العربي وشمال إفريقيا، اتفقوا مع رئيس الجمهورية، على لقاءات ثنائية في وقت قريبا، كما هو الحال مع وليد العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، محمد بن زايد ورئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي.
وبالنظر للتطورات الحاصلة في المنطقة وخاصة بالشرق الأوسط، فمن الواضح أن هناك الكثير الذي ينتظر القيام به مع الجزائر، لمواجهة التحديات المشتركة، والتي لا شك أنها لن تتوقف عند ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، فعديد المؤشرات تؤكد أن مخاطر تشوب نزاع إقليمي عالية جدا، في ظل إمعان الاحتلال الصهيوني في اختلاق ذرائع التصعيد وتوريط المنطقة بأكملها.
الجزائر، وباعتبارها من أهم البلدان وأقواها في العالم العربي، معروفة بمواقفها الصحيحة والثابتة وبدورها الفاعل في المنابر الدولية نصرة للقضايا العربية ومن أكثر الدول تحمسا لتجسيد التكامل ووحدة الصف العربي، ليس ضمن إطار الصراع العربي-الصهيوني فحسب ولكل في مجمل التحديات ومن ضمنها التنمية الاقتصادية المشتركة والأمن الغذائي.
وفي الفضاء الإقليمي، بادر قادة كل من ليبيا وتونس والنيجر، والصحراء الغربية وموريتانيا، والتشاد والسنغال، وغيرها، بتهنئة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بفوزه بالرئاسيات، مدركين لأهمية ذلك في مواصلة ما تم الشروع فيه على صعيد تقوية العلاقات الثنائية وإسقاط جودتها السياسية على الطموحات الاقتصادية لشعوب المنطقة، من خلال مشاريع الربط بالبنى التحتية والارتقاء بالتجارة البينية ومواجهة الأزمات الدخيلة والتي تأججها في كل مرة التدخلات الأجنبية.
كبار مجلس الأمن الدولي وأعضائه الدائمين، والذي تشاركه معهم الجزائر في عضوية غير دائمة منذ مطلع السنة الجارية، سارعوا إلى تهنئة الرئيس تبون بنيله ثقة الجزائريين، واستمراره في قيادة البلاد لعهدة جديدة.
وكل من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، روسيا والصين، عبروا عن استعدادهم للعمل مع الرئيس تبون، من أجل تطوير العلاقات الثنائية، وتجسيد اتفاق الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الجانبين، وكذا العمل على القضايا الدولية الراهنة.
وشهدت العهدة الأولى للرئيس تبون، ارتقاء بعلاقات الجزائر الثنائية مع معظم البلدان في فضاءاتها الإقليمية والقارية والدولية، وفق محددات الاحترام المتبادل والندية واتقان لغة المصالح، ووفق مبادئ السياسة الخارجية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتغليب الحوار والحلول السلمية لتجاوز الأزمات.
وليس مفاجئا أن تتلقى الجزائر كل هذا الكم من التهاني عقب استحقاق رئاسي، عبر فيه الجزائريون عن إرادتهم، إذ تدرك الدول المهنئة والمجموعة الدولية ككل، أهمية الموقع الاستراتيجي للجزائر باعتبارها بوابة رئيسية نحو إفريقيا، ونافذة قريبة من أوروبا، ودائما ما كان لها دور تاريخي في البحر الأبيض المتوسط.
ومما يزيد من أهمية الجزائر، خاصة في السياق الدولي الحالي، أنها فاعل إقليمي في بسط الاستقرار بمفهومه الشامل، ليس في جوارها الإقليمي فحسب، وإنما في العالم، كونها شريك دولي جاد يهدف لصون القانون الدولي وامتثال الجميع له، وكونها أيضا ركيزة من ركائز عدم الانحياز والأطر الأخرى الداعية إلى ديمقراطية العلاقات الدولية، ومناهضة الاستعمار بكل أشكاله القديمة والجديدة بما فيها الهيمنة والوصاية والابتزاز الاقتصادي مقابل الموقف السياسي.
ومع بزوغ نجمها في المجال الاقتصادي، من خلال دور طموح تضطلع من خلاله لتعزيز موقعها كفاعل طاقوي مرموق في الخارطة الطاقوية العالمية، وتنفيذ رؤيتها للأمن الغذائي والانفتاح على الشراكة الدولية المثمرة ضمن قاعدة “رابح-رابح”، زادت أهمية الجزائر بالنسبة لعديد الدول التي تهدف إلى استكشاف البيئة الجزائرية الحاضنة للمشاريع الكبرى، وهو ما عبر عنه القادة المهنئون برغبتهم في الارتقاء بالتعاون الثنائي.
وعلى صعيد المبدأ، يشهد للجزائر بنصرتها للشعوب المستضعفة، والقضايا العادلة، وقد تلقى رئيس الجمهورية تهاني رئيس دولة فلسطين محمود عباس ورئيس الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية إبراهيم غالي.