يأتي فوز رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بثقة الشعب الجزائري، الذي زكاه لعهدة رئاسية ثانية، بعد جهود جبارة وحملة انتخابية حافلة، استطاع خلالها الرئيس تبون استقطاب دعم كبير من مختلف شرائح المجتمع الجزائري، بعد إقناعه بنهجه الإصلاحي ورؤيته لمستقبل البلاد.
بمجرد ترسيم المحكمة الدستورية لنتائج انتخابات السابع سبتمبر، وتأدية اليمين الدستورية، يدخل الرئيس تبون عهدة رئاسية جديدة يكرسها لتعزيز الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد شدد الرئيس تبون في خطاباته خلال الحملة الانتخابية، على أن الجزائر بحاجة إلى الاستقرار ومواصلة البناء وإعطاء الأولوية للشق الاقتصادي، مشيراً إلى أن البلاد قد قطعت شوطاً كبيراً منذ 2019 في مكافحة الفساد وتعزيز الاقتصاد الوطني ودعم المنتوج المحلي.
الأرقام الواقعية التي قدمها الرئيس تبون أثناء الحملة الانتخابية، التي أكدتها تقارير مؤسسات دولية محايدة، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، زادت من فرص فوزه في هذه الانتخابات، حيث تم تصنيف الجزائر كأحد أكبر الاقتصادات الإفريقية لعام 2024، هذا الاعتراف الدولي شكل خلفية قوية لرؤية الرئيس تبون حول ضرورة استمرار الإصلاحات لتحقيق التنمية المستدامة في البلاد.
الجدية في الطرح والإنجاز..
علاوة على ذلك، فإن فوز الرئيس تبون في هذا الاستحقاق الرئاسي الهام، يعكس بشكل كبير مستوى الرضا الشعبي عن الأداء خلال ولايته الأولى، حيث تمحورت حملته الانتخابية حول الإنجازات التي تحققت في مجالات عديدة، مثل مكافحة الفساد، تطوير البنية التحتية وتعزيز الإنتاج المحلي.
في هذا الإطار، أشار أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد القادر منصوري، إلى أن حملة الرئيس تبون كانت جادة في الطرح وواقعية في الأهداف، مما ساهم في تعزيز ثقة الناخبين في قدرته على قيادة البلاد لولاية ثانية وهو ما تحقق بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك، أكد الرئيس تبون خلال حملته على «الالتزامات 54» التي أطلقها، والتي تتضمن فصلاً بين المال والسياسة، مكافحة الفساد وتنفيذ إصلاحات دستورية لضمان حكم أكثر شفافية وعدالة. هذه التعهدات كانت محورية في كسب ثقة شريحة واسعة من الناخبين الذين رأوا فيها استمرارية لمسار بناء «الجزائر الجديدة».
النتائج والآفاق
يمثل فوز رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بفترة رئاسية ثانية مرحلة جديدة في المسار السياسي للجزائر ويأتي في ظل تحديات داخلية وخارجية تواجه البلاد، وفي ظل إعلان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية، ينتظر الجزائريون المرحلة المقبلة لمتابعة تنفيذ الوعود التي أطلقها الرئيس خلال حملته الانتخابية.
كما أن هذا الفوز يعطي للرئيس تبون دفعا قويا للاستمرار في تنفيذ الإصلاحات العميقة التي بدأها قبل سنوات، ما يعزز من مكانة الجزائر على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يتطلع الجزائريون إلى رؤية نتائج ملموسة على الأرض في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية داخليا وخارجيا.