تواجه الجزائر تحديات جيو-سياسية وتهديدات أمنية في ظل تأزم الوضع في دول الجوار، على غرار ليبيا وما يحدث في مالي، ما يتطلب استراتيجية سياسية وأمنية محكمة، لتفادي الانزلاقات المحتملة وانعكاسات الصراعات والاضطرابات التي يشهدها الوضع الإقليمي والدولي، ما جعل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون يولي أهمية بالغة لتعزيز الأمن وحماية الحدود الوطنية.
أفاد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات السياسية الدكتور محمد رزيق، في تصريح لـ «الشعب»، أن الجزائر ليست في منأى عن التهديدات. وأمام هذه الأخيرة، تعمل على تطوير سياساتها الأمنية وتكييفها لمواجهة التحديات، من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتطوير آليات قانونية وأمنية فعالة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث يتبنى برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عدة استراتيجيات لمواجهة التحديات الجيو-سياسية والأمنية التي تواجه البلاد، منها التعاون الأمني مع دول الجوار وتطوير القدرات الأمنية والعسكرية.
تتضمن الاستراتيجية التي تبناها الرئيس في تعزيز التعاون الدولي، حيث تعمل الجزائر على تعزيز التعاون مع دول الجوار والدول الأخرى، لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، تطوير الحدود الذكية والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لتعزيز أمن الحدود، مثل استخدام الأنظمة البيومترية والكاميرات الحرارية والطائرات بدون طيار لمراقبة الحدود، ومنع التهريب والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى تنمية المناطق الحدودية من خلال العمل على تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين وتقليل التوترات الأمنية.
كما تشارك الجزائر بفعالية في المبادرات الإقليمية والدولية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تقوم بدعم جهود السلام في ليبيا ومالي ضمن مجموعة الساحل-5، وتلعب دورا مهما، وهي تستثمر في تعزيز الأمن على الحدود من خلال نشر قوات إضافية واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمراقبة الحدود ومنع التهريب، كما تعمل في إطار تبادل المعلومات والتنسيق الأمني.. كل هذه الجهود تأتي في إطار بناء «جزائر جديدة» تكون أكثر أمانا واستقرارا، مع التركيز على حماية المواطنين وتعزيز التنمية المستدامة.