أشاوس الجيش الوطني الشعبي سهّلوا عبور الشاحنات العالقة
استقبلت مدينة تندوف ليلة الخميس الى الجمعة أولى شاحنات نقل البضائع القادمة من الشمال عبر الطريق الوطني رقم 50، محملةً بالمواد الاستهلاكية ومختلف المواد الطاقوية بعد انقطاع الامداد لقرابة أسبوع، وقد تدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي لتسهيل عبور الشاحنات العالقة من الجهتين على مستوى واد الدورة بعض انخفاض منسوب المياه نسبياً.
لا تزال العاصفة المدارية التي اجتاحت ولايات الجنوب الغربي مطلع الأسبوع الماضي، تلقي بظلالها على المنطقة برمّتها، فبعد مرور أسبوع كامل على الأمطار الطوفانية، لا تزال تبعاتها حديث الرأي العام في كل من ولايات النعامة، بشار، بني عباس وتندوف.
ونالت مدينة بشار نصيباً أوفر من الخسائر المادية، حيث تسبّب واد بشار في انهيار أحد الجسور التي تربط طرفي المدينة، مع تسجيل أضرار جسيمة في المباني وقنوات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وشبكة الطرقات داخل الأحياء.
ولم تسلم الطرقات الولائية والوطنية هي الأخرى من آثار الكارثة المناخية التي أدّت إلى قطع أوصال المدن الواقعة على طول الطريق الوطني رقم 50 بعضها ببعض، وهو ما كان له بالغ الأثر على ولاية تندوف التي تعتمد على هذه الطريق في الحصول على التموين من المواد الغذائية والخضر والمواد البترولية.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الخضر والفواكه بتندوف الى مستويات قياسية، حيث قفز سعر البطاطا من 120 دج الى 200 دج في أقل من يومين، فيما اختفت الفواكه من الأسواق نتيجة توقف إمدادات الولاية من المواد الأساسية.
ويرجع السبب إلى فيضان واد الدورة القادم من الحدود الغربية، والذي يفصل ولايتي تندوف وبني عباس على مستوى النقطة الكيلومترية 480 كلم باتجاه ولاية بشار، ويشغل مسافة 07 من الطريق الوطني رقم 50، ليتواصل في التوسّع جنوباً ليصل في بعض المناطق إلى 60 كلم.
وشهدت قرية حاسي خبي الواقعة على بعد 370 كلم شمال تندوف، تدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي منذ اليوم الأول للكارثة المناخية، حيث باشروا بناء الخيم لإيواء العالقين وتقديم الوجبات للمسافرين الذين لم يحالفهم الحظ في اجتياز الوادي من الجهتين، فيما سارع سكان القرية إلى تنظيم حملات تطوعية لتوزيع الوجبات الساخنة على المسافرين وأصحاب الشاحنات.
الهبة التضامنية واللّمسة الإنسانية لأفراد الجيش وسكان القرية، لقيت صدىً إيجابياً لدى العالقين على جانبي واد الدورة، والذين التزموا بتعليمات أفراد الدرك الوطني والحماية المدنية بقدر عالٍ من المواطنة وضبط النفس، إلى حين فتح المسلك كمرحلة أولى أمام الشاحنات المقطورة والآليات الثقيلة.
وقال والي تندوف مصطفى دحو، إن هذه الأمطار لم تسبّب خسائر كبيرة بالولاية، باستثناء تضرّر بعض الطرقات وانقطاع الطريق الوطني رقم 50 والطريقين المؤديتين إلى قرية حاسي منير وتفقومت.
وأضاف قائلاً إن السلطات المحلية ومنذ تلقّيها لنشريات تؤكد وجود أمطار غزيرة ستصل الى المنطقة، سارعت إلى تشكيل خلية يقظة لمتابعة الوضع بشكل مستمر، بالإضافة إلى تنظيف البالوعات ومجاري الأودية لتفادي انسدادها.
ونفى دحو تسجيل أي أضرار بالولاية، مؤكداً بأن الأودية التي فاضت قد اتخذت مسارها الطبيعي، مجدداً التأكيد على أن السلطات المحلية قامت بإحصاء كل الأضرار ورفعها في تقارير مفصّلة الى السلطات المركزية من أجل التكفّل بها.
وبخصوص تموين الولاية من السلع واسعة الاستهلاك، أشار والي تندوف إلى أن السلطات المدنية بالتعاون مع نظيرتها العسكرية سارعوا الى تنظيم قافلة تضم شحنات معتبرة من الدقيق والمواد الطاقوية التي ستصل الى الولاية عن طريق شنشان قادمة من جنوب أدرار على مسافة تفوق 1000 كلم.