استرعت الانتخابات الرئاسية المسبقة التي جرت أمس، اهتمام الجزائريين في الداخل والخارج على حدّ سواء، وكذا اهتمام الدّول الكبرى، ويرجع الاهتمام الداخلي إلى ما حققته الجزائر في الأعوام الأخيرة، إذ تم تجسيد كثير من الوعود، ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، ولكن أيضا على الصعيد السياسي وفي قطاعات استراتيجية يأتي في مقدّمتها قطاع العدالة.
يأمل الجزائريون أن يحقق الرئيس الجزائري الذي يتم الإعلان عنه اليوم، مزيدا من طموحاتهم وتطلعاتهم، سواء تعلق الأمر بالداخل من خلال تجسيد الوعود الانتخابية التي قطعت في جميع الميادين سيما الاجتماعية والاقتصادية منها والتي تمس الحياة اليومية للمواطن بصفة مباشرة، أو على الصعيد الخارجي، بالرقي بمكانة الجزائر إلى ما تستحق بالساحة الدولية، وهي التي تملك من الإمكانات الطبيعية والبشرية والحضارية ما يجعلها في طليعة الأمم.
واتضح ذلك أيضا من خلال الحشود التي حضرت تجمعات المترشحين الثلاث، خلال الحملة الانتخابية، وارتفاع أعدادهم مع مرور الأيام، وبلوغ المنافسة الانتخابية ذروتها، إلى جانب الإقبال الكبير للجالية الوطنية بالخارج على صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس البلاد ومنحه الشرعية الكافية لقيادة البلاد ودعم مواقفها دوليا.
اهتمام عربي وغربي..
وعلى الصعيد الخارجي، كل الأنظار مشدودة إلى الجزائر من أجل معرفة الرئيس الذي يقودها خلال الأعوام المقبلة، من أجل مواصلة الدفاع عن القضايا العادلة، حيث كان الالتزام بمساندة القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، مشتركا في برامج المترشحين الثلاث، الذين تعهدوا بعدم التخلي عنهما، والاستمرار في تقديم المساعدة، سواء بالدعم السياسي والدبلوماسي، أو القانوني والإنساني، وفضح تجاوزات المحتل الغاصب، خاصّة وأن الجزائر متواجدة على مستوى مجلس الأمن الدولي، إلى غاية 2026، وقد حققت خلال أقل من عام الكثير لصالح القضيتين العادلتين والقادم أعظم.
وبالنسبة للدول الكبرى التي منح إعلامها مساحات معتبرة للحدث، فهي ترى أن الجزائر قد تبوأت خلال السنوات الخمس الأخيرة، مكانة رائدة وبرزت من جديد دبلوماسيا واقتصاديا، مع القضاء تماما على الإرهاب الذي مازال أعداء الجزائر يحاولون استخدامه لزعزعة استقرارها، محاولات باءت بالفشل في كل مرّة.
من جهة أخرى، تأتي الانتخابات في سياق إقليمي خاص، ويَعِد انتخاب رئيسا للجمهورية، بتحقيق المزيد من الاستقرار الداخلي والازدهار، فاستقرار الجزائر مهم لاستقرار كل المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل على حد سواء، وهي تحافظ دائما على أمن حدودها وتمنع انتشار الجريمة المنظمة انطلاقا من مناطق الانهيار في الجوار إلى داخلها وإلى دول أخرى.