نظم تجمعا شعبيا ضخما بالقاعـة البيضاوية.. المترشح الحر تبون:

لا عفو عن العصابة..والجزائر قوية بشعبها وجيشها

القاعة البيضوية: حمزة.م

 لن نقول عفا الله عمـا سلف عندما يتعلـق الأمر بمـال الشعـب

 الجزائـريـون تعرضوا لمؤامرة دنيئـة مـن طرف العصــابـة

 خلقـا ربـع مليـون وظيفـة.. وسنستحـدث 450 الف منصب جديـــد

 بتكاتـف الجزائريـين سيبلغ دخلنـا القومـي 400 مليـار دولار

 كل المؤسسات المالية العالمية صنفت اقتصادنــا الثالـث افريقيـا

 تقوية الدينار والتحكم في الأسعار وخلق 20 الف مشـروع استثمـاري

 استحداث ولايات أخرى لجعل الولاة يشرفون على ما متوسطه 10 بلديــات

تعهّد المترشح الحر للانتخابات الرئاسية عبد المجيد تبون، بالعمل على الارتقاء بالتنمية وخلق قرابة نصف مليون منصب شغل، وأكد مراجعة التقسيم الإقليمي والقوانين الأساسية لبلوغ تنظيم عصري للبلاد، مشددا على ضرورة حماية حدود الوطن وحرمته بالتحام الشعب مع جيشه.

بدأ باكرا، توافد المواطنين والداعمين للمترشح الحر عبد المجيد تبون، أمس، على القاعة البيضوية، بالمركب الأولمبي محمد بوضياف بالعاصمة، أين نشط أضخم وآخر تجمعي شعبي، في إطار الحملة الانتخابية للرئاسيات المسبقة المقررة في 7 سبتمبر الجاري.

طوفان شعبي لحضور آخر تجمع انتخابي

أنصار المترشح الحر، من المواطنين والأحزاب والتنظيمات وأطياف المجتمع المدني والشباب والأسرة الثورية، ومن مختلف فئات المجتمع، حضروا بأعداد غفيرة جدا وحاشدة، إذ اكتظت بهم القاعة بمدرجاتها وصحنها عن آخرهما، وحتى خارجها أيضا، أين شاهد مئات المئات خطابه عبر شاشة عملاقة، تم نصبها في الساحة المجاورة.
وأمام هذه الجموع الجماهيرية والشعبية الكثيفة، ووسط هتافات وزغاريد، عبر المترشح الحر عبد المجيد تبون، عن «افتخاره واعتزازه» بمشاهدته لكل فئات المواطنين «التي تذكر بعظمة شعبنا ووطننا المفدى»، مردّدا بيتا لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، القائل: «واذكر الجزائر وأصغ إن ذكر اسمها.. تجد الجبابرة ساجدين وركعا».
تفاعل الجموع الغفيرة مع المترشح، كان كبيرا، حيث بادلوه بشعارات «الله أكبر.. عمي تبون» و»جيش الشعب.. معاك يا تبون»، خاصة وهو يعلن عن التزاماته للعهدة المقبلة إذا ما نال ثقة الجزائريين مرة أخرى، السبت المقبل.

«الحمد لله الذي نجّانا وأغرق فرعون»

وبعد أن حيّا الجالية الوطنية بالخارج التي بدأت التصويت، قال المترشح الحر، إن «جزائر اليوم، ليست جزائر 2019، ولن تعود إلى ذلك الوضع»، ليضيف بعبارة تحيل إلى خطورة الموقف آنذاك بقوله: «الحمد لله الذي نجانا وأغرق فرعون».
وأوضح أنه يطلب ثقة الجزائريين مرة أخرى «لاستكمال المسار الذي بدأناه مع بعض، والذي كانا مسارا حافلا بالإيجابيات، رغم ضيق الوقت». مضيفا، «خطونا خطوات جعلت بلادنا تنجو من المؤامرة التي دبرت ضدها».
وألمح المترشح الحر، إلى أن هذه «المؤامرة الدنيئة والخبيثة» آنذاك، أحيكت من الخارج لتحطيم الجزائر، ووجد من يقف وراءها من يتواطأون معه لتنفيذ المهمة القذرة، موضحا بأنهم «أرادوا القضاء على بلادنا نهائيا، لأنها عقدتهم، بماضيها وبجهادها، وبأبنائها وبقوتها، ولم يبق لهم من حل سوى تفجيرها من الداخل، مثلما فعلوا منذ سنوات».
وأفاد السيد تبون، بأن الأعداء وجدوا في عصابة انخرطت في مخططهم، عبر سرقة أموال الشعب، حتى «وصل الأمر بمسؤول ليقول: جوع كلبك يتبعك»، وتابع مستنكرا، «في جزائر الشباب والثروات لا يمكن أن يقال هذا الكلام».
وفي إشارة صريحة إلى مواصلة الحرب القاسية على الفساد، حال فوزه بالرئاسيات، أكد المترشح الحر عبد المجيد تبون، أنه «لا عفو ولا تسامح مع من طالت أيديهم أموال الشعب، حتى لا نقع في هذا الفخ مرة أخرى».

تعهدات مع الشباب

ومثلما فعل في التجمعات الشعبية الماضية، جدد المترشح تبون عزمه على إيلاء أهمية قصوى للشباب، الذين «يشكلون 70٪ من المجتمع، وأغلبهم مثقفون، ويتخرج منهم 250 ألف سنويا من الجامعات».
وتعهد بتعزيز مكتسباتهم في العهدة الأولى، بعدما أصبحوا في المجالس المنتخبة وداخل الحكومة، من خلال توفير 450 ألف منصب شغل، في الفترة الرئاسية المقبلة، تضاف إلى 250 ألف وظيفة تم استحداثها في السنوات الخمس المنقضية.
وقال أمام تفاعل الجمع الغفير مع هذه الالتزامات، «هذا رقم سجلوه.. ونتحاسب عليه». ليجدد التذكير برفع الأجور إلى 100٪ في غضون 3 سنوات، وحماية القدرة الشرائية عن طريق مكافحة التضخم، وبلوغ 20 ألف مشروع استثماري، مقارنة بما هو مسجل اليوم (8300 مشروع).
وذكّر، بارتفاع الناتج القومي الداخلي بالشكل الذي جعل من الجزائر في المرتبة الثالثة إفريقيا، بشهادة كل الهيئات المالية العالمية والقارية، وهذا بعدما كانت في مؤخرة الترتيب، مؤكدا أن الطموح المقبل هو بلوغ 400 مليار دولار كناتج داخلي خام، «حتى نصبح ثاني اقتصاد في القارة ولمَ لا أكثر».

اطمئنوا.. الجزائر ستظل واقفة وصامدة

هذه الإنجازات، يفيد المترشح، أسقطت جميع التكهنات التي ظهرت بعد جائحة كوفيد والتي «توقعت سقوط الجزائر وذهابها للاستدانة.. ولكن بشهادة الخصم قبل الصديق، حققنا أكبر نسبة نمو في البحر المتوسط وشمال إفريقيا بـ4,1٪ بينما لم تتجاوز في أوروبا الواحد من المائة.
وتعهد المترشح تبون، بالحفاظ على نسبة النمو في حدود 4٪ في العهدة المقبلة، بما يسمح بضمان التنمية وخلق الثروة ومناصب الشغل، وحتى تصبح البلاد في مستوى دول جنوب أوروبا. وشدّد في ذات السياق، أن كل هذا الجهد من أجل الجزائريين وخاصة الشباب «وحتى يحصل كل ذي حق على حقه في هذه البلاد». ليدعو إلى تجند الجميع للنجاح في هذه المهمة، وفي جميع المجالات.
وذكر بالتزامه بمساعدة الفلاحين الجزائريين، لرفع الإنتاج خاصة في الحبوب الاستراتيجية، ووقف «استيراد القمح الصلب والشعير والذرة، ابتداء من السنة المقبلة»، مضيفا بأنه «يفضل منح المال لفلاحينا وليس للأجانب عبر الاستيراد».
وأفاد المترشح الحر بالعمل على توسيع المساحات المسقية بـ1 مليون و200 ألف هكتار، مشيرا إلى انطلاق مشروع «بلدْنا» مع الشريك القطري في ولاية أدرار، بقيمة 3.5 مليار دولار لإنتاج بودرة الحليب والأعلاف واللحوم قائلا، «هذه أرقام وليست شعرا أو نثرا».

مراجعات عميقة..

على صعيد آخر، أعلن المترشح الحر عبد المجيد تبون، عن عزمه «القيام بمراجعات عميقة للقوانين الأساسية وللتنظيم الإقليمي للبلاد وللجامعات، ووضع نظم جديدة لتسيير البلاد بطرق عصرية، بعد 5 سنوات عندما يصبح عدد السكان 50 مليون نسمة (حاليا 47 مليون نسمة).
وأفاد بأنه ينوي مراجعة كل ما يجري في الجامعات الجزائرية، باعتبارها القلب النابض للبلاد، والزيادة في منحة الطلبة «وكل ما كان توازنا اصطناعيا، يصبح توازنا طبيعيا حتى نخرج من المأزق الذي دخلنا فيه قبل عشرين سنة». والتزم المترشح تبون ببناء مليوني سكن جديد، ومراجعة علاوات المرأة الماكثة بالبيت وخاصة المرأة الريفية، وتعزيز حماية الطفولة وتربية النشء على الاعتزاز بالبلاد، وتمكينها من مدرسة عصرية وتخليصها من محفظة 10 كلغ.

إنهاء النصوص الأساسية للمعلمين والسلك شبه الطبي

وذكر بالانتهاء من إعداد النصوص الأساسية للمعلمين والسلك شبه الطبي، قبل نهاية السنة الجارية، وتعميم الرقمنة للقضاء نهائيا على الضبابية وتكريس شفافية المعاملات وتسهيل قضاء المواطنين لمصالحهم. وجدد تعهده بتحقيق الأمن الغذائي والمائي، مفيدا بأن الجزائر مقبلة لتصبح في المرتبة الثانية في المنطقة العربية في مجال تحلية مياه البحر، بحيث سيدشن 5 محطات جديدة قبل نهاية السنة، إذا نال ثقة الجزائريين في الانتخابات المقبلة.
واعتبر المترشح الحر، بأن التقسيم الإداري الحالي للبلاد، غير عادل ولا يضمن نجاعة التسيير، وقال إنه «يفضل ولاية بـ10 بلديات، وليس بـ60 بلدية كما حاصل حاليا في بعض الولايات»، وذلك بالتوازي مع وضع نظم تسيير عصرية، تراعي الكثافة السكنية المنتظرة في السنوات الخمس المقبلة، مؤكدا أن كل ذلك سيتم بطريقة مدروسة ودقيقة.

الجزائر مستهدفة..

في مجال السياسة الخارجية، جدد المترشح الحر مواصلة نصرة فلسطين حتى تنال عضويتها كاملة في الأمم المتحدة، ومساندة الفلسطينيين في غزة والمساهمة في إعادة إعمارها، والعمل على محاسبة المجرمين الصهاينة في المحاكم الدولية.
وأشار إلى مساندة الجزائر للضفة الغربية، التي تعيش هذه الأيام نفس مصير غزة من قتل وتدمير من قبل الجيش الصهيوني. وأكد المترشح الحر على مساندة الشعب الصحراوي ومساعدته إلى غاية تنظيم استفتاء تقرير المصير. وأفاد بأن الدبلوماسية الجزائرية، التي استرجعت قوتها «وأصبحنا نشارك في القرار الدولي، ونستشار من قبل الكبار»، ستواصل جهودها الرامية إلى إصلاح مجلس الأمن وتمكين إفريقيا من مقعد دائم.
ولا يعتزم المترشح الحر، التخلي عن مطالب الجزائر الداعية إلى إصلاح جامعة الدول العربية، التي لم تتغير أنظمتها منذ تأسيسها قائلا: «بأنها يجب أن تدخل في عهد العصرنة، وتصبح تكتلا حقيقيا للدول العربية».
وفي مجال الدفاع الوطني، شدّد المترشح تبون على ضرورة تقوية قواتنا المسلحة لحماية «حرمة بلادنا وحدودنا»، مشيدا بالخطوات العملاقة للجيش الوطني الشعبي وما أصبح عليه من حيث التطور بشكل فاق بعض الدول الغربية.
ونوّه السيد تبون بنوعية التكوين في المدارس والأكاديميات العسكرية، وكذلك الصناعة العسكرية، مؤكدا الحاجة إلى تعزيز قوة الجيش «لأننا مستهدفين وكل جزائري يفهم ذلك، ولابد أن نكون أقوياء بشعبنا وجيشنا ندافع عن حرمتنا وعلى كلمتنا». ليحث المترشح الحر في الأخير، الجزائريين على الذهاب بقوة يوم 7 سبتمبر إلى صناديق الاقتراع والانتخاب «من أجل جزائر قوية، منتصرة على أعدائها ومنتصرة على كل النكبات».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024