برنامجنا الانتخابي مستمـد من قيم نوفمبر المجيـد
نراهن على الشباب المتمسّك بمبـادئ الدا الحسـين
نسعى إلى إصـلاح مؤسّساتي ودعم الجماعـات المحليــة
بنــاء الوعـي السياسي الجمعـي..شـرط التغيــير
دعا يوسف أوشيش مرشح جبهة القوى الاشتراكية للانتخابات الرئاسية خلال تجمعين شعبيين نشطهما بولايتي بومرداس وتيزي وزو، المواطنين إلى المشاركة بقوة لإنجاح الاستحقاق الرئاسي واختيار البرنامج الأفضل، مشيرا إلى أنّ “الآفافاس قدّم برنامجا انتخابيا رئاسيا متكاملا يستمد قوته من التضحيات الجسام للشعب الجزائر، ويسعى إلى تكريس الدولة الديمقراطية الاجتماعية التي نص عليها بيان أول نوفمبر وأرضية مؤتمر الصومام.
قدّم مرشح جبهة القوى الاشتراكية خلال تجمع شعبي بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببومرداس، خطابا متوازنا مس عدة محاور أساسية بدأها بالإشارة إلى عراقة الحزب وثقله السياسي والتاريخي في الساحة الوطنية، بحكم أنه يعتبر امتدادا للحركة الوطنية، وقال أوشيش إنّ “برنامجنا الرئاسي مستمد من بيان أول نوفمبر الذي أسس للدولة الجزائرية الحديثة، وعليه نسعى إلى بناء جزائر الغد قوية وموحدة ضمن إطار هذه المبادئ الديمقراطية والاجتماعية، لذلك قدمنا مشروعا متكاملا نلتزم من خلاله ونطمح ببناء منظومة حكم تستمد شرعيتها السياسية والدستورية من السيادة الشعبية”.
وقدم أوشيش في الشق السياسي، أو ما اصطلح عليه بمحور الإصلاح السياسي والمؤسساتي، عدة تصورات حملها البرنامج الرئاسي لبناء وتقوية مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة من أجل بناء جزائر قوية قادرة على إحباط كل المحاولات التي تسعى لضرب استقرارها ووحدتها الترابية وضمان أمنها القومي، ومؤسسات تضمن تكريس مبدأ المساواة والعدالة، إضافة إلى الفصل بين السلطات الثلاث، وإعادة التوازن بينها، وتكريس أكثر للحرية الفردية والجماعية والعمل على إعادة الاعتبار لمنظومة العدالة وإعادة هيبة الدولة”.
ودعا مرشح جبهة القوى الاشتراكية إلى “التجند أكثر من أجل المشاركة الايجابية وبقوة، وعدم الإصغاء للخطاب السلبي المتشائم الذي يدفع إلى الاستقالة السياسية من المشهد الانتخابي باسم المعارضة السلبية، والعمل على بناء وعي سياسي جماعي يعد شرطا أساسيا لتكريس التغيير المنشود وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية والاجتماعية التي تسهر على خدمة الشعب وتحقيق تطلعاته”.
أما المحور الثاني من مداخلة مرشّح الآفافاس، فقد خصّصه للشق المتعلق بإصلاح الجماعات المحلية من أجل إعادة التوازن بين ولايات ومناطق الوطن، وتكريس عدالة توزيع الثروات والفرص لتحريك التنمية المحلية وتحسين الإطار المعيشي للمواطن، حيث ركّز أوشيس على أهمية الإسراع في إصلاح الجماعات المحلية بصفة جذرية، ودعمها بقانون جديد يضمن تحرير المبادرة السياسية والاقتصادية وتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين والرفع من قيمة الميزانية السنوية، مع التعهد - في حالة انتخابه ونيله ثقة الشعب - بتكريس تقسيم إقليمي وإداري جديد يسمح بإنشاء ولايات وبلديات جديدة بإمكانات أكبر وصلاحيات أوسع.
ودائما في إطار إصلاح الجماعات المحلية وفق النظرة السياسية لبرنامج الحزب، تعهد يوسف أوشيش بالعمل على تحريك ملف الاستثمار المحلي من خلال خلق أقطاب صناعية واقتصادية لتنويع الاقتصاد الوطني، وتشجيع الصناعات التحويلية مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل ولاية أو منطقة، وتشجيع الشباب من حاملي المشاريع، إلى جانب نقاط أخرى ووعود تقدم بها المترشح، خاصة في الشق الاجتماعي الذي ختم به مداخلته وهو يتحدث عن الرفع من قيمة المنحة التي تقدم للعائلات والفئات الهشة إلى 20 ألف دينار، وإعادة تكريس وتجسيد مطلب الفئات العمالية الخاص بنظام التقاعد المسبق، واعتماد سياسة ناجعة لتسقيف أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك وبناء منظومة جبائية عادلة، فـ “الصمت لا يأتي بالتغيير”، يقول أوشيش.
قبل ذلك، رافع أوشيش وسط حشد كبير من مناضلي الآفافاس ومواطني ولاية تيزي وزو، الذين حضروا تجمعه الشعبي على مستوى قاعة المسرح الجهوي كاتب ياسين، لضرورة توجه الجزائريين والجزائريات، الشباب والشابات بقوة الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم من أجل إحداث التغيير، لأن الصمت لا يأتي بالتغيير الذي يصبو إليه الجزائريون والجزائريات، والذي هو فحوى برنامجهم ومشروعهم السياسي للرئاسيات المسبقة، الذي يحمل شعار “رؤية الغد”.
واعتبر أوشيش الاستحقاق الرئاسي المقبل موعدا وفرصة حقيقية للتغيير، وبناء جزائر كما أرادها الشهداء وشباب اليوم، داعيا - من عاصمة جرجرة - إلى ضرورة التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع من أجل تحقيق هذا المسعى وعدم تفويت هذه الفرصة، مشيرا في السياق إلى أنّ الآفافاس هو صوت التغيير وصوت الحق، ورؤيتهم ورغبتهم تتمثل في إرساء التغيير وبناء مؤسسات على أسس الحق والشرعية الشعبية والسيادة.
ودعا أوشيش إلى تعبئة كبيرة وحضور قوي يوم 7 سبتمبر المقبل لانتخاب مرشح الشبيبة ومرشح الجزائر الواحدة الموحدة غير القابلة للتجزئة، مضيفا أنه حان الوقت لتشمير السواعد لتحقيق الحلم في بناء جزائر جديدة بعيدا عن الجلوس داخل المكاتب.
ومن جهة أخرى، وجّه أوشيش رسالة لتلك الأصوات التي انتقدت مشاركتهم في الانتخابات، وقال لهم بصريح العبارة: “أنتم بعزوفكم ومقاطعتكم للانتخابات..ماذا قدمتم للوطن؟!”، في إشارة إلى أن العزوف أو مقاطعة المشاركة في الانتخابات، لم تكن يوما الحل الأنسب، وإنما المشاركة من خلال برنامج ومشروع سياسي من شأنه أن يحدث التغيير في الجزائر، ويعيد الاعتبار لعديد القطاعات من أجل إعادة الأمل للجزائريين، الذي أصر على ضرورة مشاركتهم بقوة في الاستحقاقات المقبلة، مشيرا إلى أنهم ليسوا بحاجة إلى دروس في السياسة، وأنهم ما يزالون متمسكين بمبادئ الدا لحسين والحزب، وهم وطنيون وعلى العهد باقون.