الأجواء العامـة للحملة الانتخابية.. توافقات وتحدّيات

السياسة الخارجية.. رؤية موحّـدة في سياق إقليمي مضطرب

علي مجالدي

تتواصل الحملة الانتخابية للرئاسيات التي انطلقت في 15 أوت الماضي، وهي محملة بأجواء متفائلة ومفعمة بالتنافسية بين المرشحين وعلى رأسهم المترشح الحرّ عبد المجيد تبون ومرشّح حركة مجتمع السلم “السلم” حساني شريف عبد العالي، والمرشح عن حزب جبهة القوى الاشتراكية “الأفافاس” يوسف أوشيش، ومع تصاعد حمّى الحملة، اتسم المشهد السياسي بتوافق لافت بين المرشحين حول العديد من القضايا الحيوية، خاصة ما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن الإقليمي.
ما يميز الحملة الانتخابية للمرشحين الثلاث، هو التوافق الكبير فيما يخص الملفات الكبرى للسياسة الخارجية، حيث يتفق المرشحون على ضرورة مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في منطقة الساحل الإفريقي، سواء ما تعلق بتزايد نشاط الجماعات الإرهابية أو تحديات التجارة بالبشر والهجرة غير الشرعية والتجارة بالمخدرات، كما يشترك المترشحون في التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية كجزء من مبادئ الدبلوماسية الجزائرية، حيث يرون أن دعم القضايا العادلة هو من صميم واجبات الجزائر على الصعيد الدولي، مؤكدين رفضهم القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
وفيما يتعلق بالمشاركة الشعبية، أكد المرشحون على أهمية أن تشهد الانتخابات الحالية مشاركة واسعة لتحقيق شرعية شعبية حقيقية للرئيس المقبل، هذا الإجماع يأتي في سياق التأكيد على أن هذه الانتخابات تمثل خطوة مهمة في تكريس الديمقراطية في البلاد، بما يكفله الدستور من تعددية وتنافسية، ودعا المرشحين الى عدم الاستماع لدعوات المقاطعة، لاسيما وأن المشاركة الفعالة هي الطريق الأنجح لمواجهة التحديات سواء كانت داخلية أو خارجية.
من جهة أخرى، يلاحظ المراقبون أن الشق الاقتصادي حظي بالقسط الأكبر من اهتمام المرشحين. حيث ركز عبد المجيد تبون على الإنجازات التي تحققت في عهدته الأولى، متعهداً بمواصلة العمل بنفس القوة لمحاربة الفساد ودعم الاقتصاد الوطني لاسيما وأن الأرقام تؤكد ذلك. في المقابل، تعهد حساني شريف عبد العالي بتعزيز التنمية في مختلف المناطق البلاد خاصة الحدودية والجنوبية منها، مع تأكيده على ضرورة تحسين الهيكلة الإدارية للإقليم، أما يوسف أوشيش، فقد ركز على إعادة صياغة الدعم الاجتماعي، متعهداً برفع المنحة الجامعية إلى 20 ألف دينار وإعادة تنظيم الدعم الموجه للخدمات الجامعية.
وفي السياق، يشير أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور عبد القادر منصوري في تصريح لـ«الشعب” إلى أن الخطاب السياسي في الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر مقارنة بالمحطات السابقة، قد شهد تحولاً كبيرا، فقد انتقل من التركيز على الخطاب الأمني والدعوة إلى الاستقرار إلى خطاب يركز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
هذا التحوّل –يقول محدثنا - يعكس الوضع المستقر الذي باتت تعيشه الجزائر في السنوات الأخيرة مقارنة بالعقود الماضية خاصة مع بداية الألفية الجديدة، وهذا ما يمنح أفضلية للمترشح تبون مقارنة ببقية المرشحين، حيث تمكن في العهدة الأولى من إعادة الاستقرار للبلاد وتحويل العديد من المؤشرات الحمراء إلى خضراء، والخروج من حالة الأزمة إلى حالة من الاستقرار تكون قاعدة للانطلاق نحو اقتصاد صاعد، وهو ما تعكسه مداخلات المرشحين.
وحسب العديد من المتابعين، تعكس الحملة الانتخابية للرئاسيات 7 سبتمبر المقبل مشهداً سياسياً إيجابياً، تسوده روح التوافق بين المرشحين حول القضايا الأساسية التي تواجه البلاد، وبينما تتنافس البرامج الانتخابية، يبقى الهدف واحداً وهو تحقيق التنمية والازدهار للجزائر في ظل استقرار سياسي وأمني. ومع استمرار الحملة في أجواء منظمة وهادئة، يبقى الرهان الأكبر هو تحقيق مشاركة شعبية واسعة تمنح الرئيس القادم الشرعية الكاملة لمواجهة التحدّيات المقبلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024