يرتكز برنامج المترشّح عن حزب جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات سبتمبر 2023م، يوسف أوشيش، في جانب التنمية الاقتصادية، على الخلاص من الاعتماد على المحروقات بكل فروعها، والقطيعة النهائية مع “الريع”، والعمل على تنويع الاقتصاد الوطني، وزيادة حجم الصادرات، وتطوير النظام البنكي والمالي، وتحسين بيئة الاستثمار والأعمال في البلاد.
يخوض المترشّح أوشيش حملته الانتخابية بشعار “رؤية للغد”، جاعلا من العامل الاقتصادي أساسا من خلال تنويع الإنتاج، وتمكين المواطنين ليكونوا فاعلين رئيسيين في التنمية الوطنية، والابتعاد نهائيا عن “عقلية الريع” التي طبعت نسق تسيير العملية الاقتصادية طيلة العقود الفارطة، ومحاربة السوق الموازية، مع سعيه إلى تحسين مناخ الاستثمار والأعمال في شتى القطاعات، واستحداث أقطاب اقتصادية متكاملة حسب خصوصيات كل منطقة عبر التراب الوطني.
كما اقترح مرشّح حزب جبهة القوى الاشتراكية، إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي وتحقيق السيادة الغذائية، وتطوير العقار الفلاحي والتخطيط الزراعي، فضلا عن ترقية الإنتاج الحيواني، بما يخدم وتيرة نمو الاقتصاد الوطني ويساهم في توفير من مختلف المنتجات الغذائية والحد من استيرادها من الخارج.
الأمـن الغذائـي
وبما أن الظروف الدولية لم تعد تسمح بالارتباط الوثيق بالأسواق الخارجية، وفي ضوء تمتع الجزائر بمقومات فلاحية هائلة قادرة على تعويض ما يُستورد من منتجات غذائية استهلاكية، يبدو أن المترشح أوشيش وضع في الحسبان الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي بما أنهما من مقومات الاقتصاد الأساسية، ومن شروط إقلاعه ونموه المستدام.. هذا الهدف جعله من مرتكزات برنامج أوشيش الانتخابي.
وقد اتّسمت ديناميكية الإنتاج الزراعي في الصحراء الجزائرية بالتحديد “80 بالمائة من مساحة البلاد”، بالديمومة وغزارة الإنتاج الفلاحي بالفصول الأربعة، وتمكنها من تحقيق فوائض في المحاصيل ببعض المواسم، مع استطاعتها امتصاص التّغيّرات المناخية الشديدة، خاصة مأزق الجفاف وشح التساقطات المطرية، كونها تعتمد ذاتيا على الري من المخزون الجوفي الاستراتيجي من المياه، ولذلك يُعوّل عليه في عملية البناء والنهوض الزراعي في الجزائر مستقبلاً.
ولهذا الغرض، وجّهت الدولة اهتماما خاصا بالفلاحة الصحراوية، نظرا لدورها الحاسم في تنمية القطاع الزراعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في أغلب أصناف الخضر بالأعوام الأخيرة، والمساهمة في زيادة نسب المحاصيل الإستراتيجية كمّا ونوعا، إذ حولها هذا الأمر إلى موضع عناية من كل الفاعلين الوطنيين بغية تحقيق الأمن الغذائي الوطني الذي أصبح شغفا لمترشّحي الانتخابات الرئاسية وعلى رأسهم يوسف أوشيش.
علاوة على ذلك، يشتمل برنامج مرشّح حزب جبهة القوى الاشتراكية على سياسة صناعية جديدة، تنطلق من تنظيم جلسات عامة للصناعة فيما يخص الانتقال الصناعي والتحوّل، إلى وضع حيّز التنفيذ إستراتيجية وطنية لتطوير هذا القطاع الحيوي.
للإشارة، انطلقت في الخامس عشر من شهر أوت الجاري الحملة الانتخابية للرئاسيات المقررة يوم 7 سبتمبر القادم، حيث باشر المترشحون لهذا الاستحقاق الهام، وهم أوشيش يوسف مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، وعبد المجيد تبون مترشح حر، وعبد العالي حساني شريف مرشح حركة مجتمع السلم، تقديم برامجهم الانتخابية للناخبين عبر ولايات الوطن الثماني والخمسين، بغرض إقناعهم بتصوراتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتصويت لصالحهم يوم الاقتراع، إذ تتواصل الحملة الانتخابية الرئاسية عشرون يوماً.
