يأتيها الزوار من كلّ حدب وصوب

”آث يني” .. حكاية الفضّة الجزائرية

اشتهرت منطقة “آث يني” في تيزي وزو بصناعة الفضّة عبر العصور، حتى سنين منطقة الفضّة، يأتيها الزوار من كلّ حدب وصوب للتفرج على الفضة واقتنائها فهي رمز الأصالة يقوم بصناعتها أنامل فضية محترفة، تتفنّن في تشكيلتها الهندسية اللامتناهية من كلّ الأحجام وترتبط هذه المجوهرات بشكل كبير بالثقافة الجزائرية الأصيلة إلى درجة وجوب امتلاكها وترقّبها كأولوية في جهاز العروس.
أهم ما يميّز حليّ “أث يني” الفضية سمكها وثقلها، وأشكالها الهندسية التي تطغى عليها المثلثات والمربعات والدوائر من كلّ حجم، وهي العلامات التي لها ارتباط ودلالات نشأت مع الثقافة الأمازيغية على مرّ العقود.
كما تضمّ رموزاً تظهر في مستلزمات الحياة اليومية؛ مثل أواني الأكل الفخارية، ومختلف الألبسة التقليدية.
وتنقسم حليّ منطقة “آث يني” إلى عدّة أنواع حسب استعمالاتها فهناك أساور “دداح او امشلوخ” و«اخلخالن” و “ابروش” و«ادويرن” و«تحراحت”.
كما تضمّ تشكيلة حليّ اث يني “تعسابت” توضع على الجبين ومزيّنة بالمينا والمرجان وكذا كريات من الفضّة.
وبالإضافة إلى هذه المجوهرات نجد “ثيمنقوشيت” أو “ثالوكين” وهي أقراط لا يمكن الاستغناء عنها والتي بدونها يكون الطقم ناقصا وتزداد هذه المجوهرات تنوّعا، لكن الأنماط الأكثر قدما تبقى محلّ إعجاب. ومن بينها نجد “لتراك” وهي بمثابة خاتم بيضوي يزيّنه في أطرافه المرجان.
”ثيقودماتين” يعد نمط أخر من الأقراط ويتألف من حلقات مزيّنة بالمرجان في أطرافه تجمعها صفائح مستديرة مصقولة.
هذه الحليّ تستعمل في المناسبات المهمة، مثل حفلات الزواج والختان والأعياد الدينية، وبالإضافة إلى قيمتها الجمالية.
وما يميّزها أنّها تصنع بطريقة يدوية وذلك بتذويب الفضّة وطرقها لصناعة أشكال مختلفة ثم ترصيعها بالمرجان في شكل زمردات ملوّنة جميلة متحوفة ومتقنة، حيث تعدّ رمز القوّة وترسيخ ثقافة وحضارة القبائل وجعلها ذاكرة غير منسية دائمة تلوح في أفق شمال إفريقيا وكذا ولوج العالم بالحليّ القبائلي الأصلي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024