المطلوب رؤى محدّدة وواضحة قادرة على تقوية استقـرار وازدهــار الجزائـر الجديـدة
انقضى الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية للاستحقاقات الرئاسية المقرر إجراؤها في السابع سبتمبر المقبل، ولعل ما يميزها أجواء تنافسية مفعمة بالحماس، رافع فيها المترشحون الثلاث لبرامجهم الانتخابية لاستمالة الناخبين. عرفت الحملة تنوعا في نشاطات المترشحين، على خلفية تنظيم العديد من التجمعات الشعبية الضخمة وإلى جانب حملات تحسيسية والعمل الجواري، نشاطات قادت المترشحين للتقرب من المواطنين، وشرح الخطوط العريضة لبرامجهم الانتخابية.
تدخل اليوم الخميس الحملة الانتخابية أسبوعها الثاني، وبذلك قطع الفرسان المتنافسون على التموقع في قصر المرادية، شوطا معتبرا من عمرها في هذا المعترك السياسي الهام، ودون شك من المرتقب أن ترتفع وتيرة التنافس بشكل يجعل كل مترشح يخرج جميع أوراقه الرابحة، لإقناع الناخبين من مختلف الفئات والشرائح.
ويلاحظ أنّ بعض خطابات المترشحين تتقاطع تارة وتتوازى تارة أخرى، وتختلف في كثير من خطوطها، على ضوء تنوع البرامج الانتخابية الثرية والمتضمنة للعديد من الوعود والالتزامات، والتي من المقرر أن يحسم فيها الصندوق في الموعد النهائي المتمثل في تاريخ السابع سبتمبر المقبل.
يمكن من خلال البرامج وعلى ضوء خطابات المترشحين ومن يساندونهم، الوقوف على العديد من التعهدات السياسية والالتزامات الاقتصادية، إلى جانب الوعود الاجتماعية والتي كثيرا ما تكون منعرجا حاسما تجعل المواطن يحسم في خياراته، ويحدّد من خلال ذلك المترشح الأوفر حظا لينال ثقته ويفتك صوته، لأن الكلمة الأخيرة تعود للشعب في التصويت لمن يراه مناسبا ويزكيه بقوة الصندوق، ليصبح رئيسا للبلاد ويقود الجزائر في الخمس سنوات المقبلة.
وبالرغم من الزخم السياسي، إلا أن معركة الفرسان المتنافسين، تعد بالدرجة الأولى معركة برامج ورؤى محددة وواضحة قادرة على حمل الجزائر إلى مرحة من الاستقرار والازدهار، جزائر قوية ومتطورة كما يحلم بها جميع الجزائريين من جيل الشهداء إلى الجيل الحالي.
يعد السابع سبتمبر موعدا تاريخيا فاصلا في مسار الجزائر المستقلة، لأنه فرصة جديدة للشعب الجزائري من أجل انتخاب بكل حرية وديمقراطية، رئيسا جديدا لجزائر تطمح إلى الكثير من التقدم والمزيد من النمو والانفتاح على إصلاحات أكبر، تتناسب والتطلعات وكذا القدرات المتوفرة.
ومن الطبيعي أن يدعو جميع المترشحين، ويتعلق الأمر بكل من مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، والمترشح الحر عبد المجيد تبون، ومرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف، فضلا عن شرح برامجهم الانتخابية دعوة الناخبين بهدف المشاركة بقوة في انتخابات رئاسية مهمة تنظم في سياق دولي حساس، ولأنّ الاقتراع يعد خطوة مهمة نحو السير لاستكمال بناء الجزائر على عدة أصعدة.
يمكن وصف هذا المعترك الانتخابي بالهادئ والسلس، وفي نفس الوقت حماسي بالنسبة للمترشحين ومن يدعمونهم، لأنها فرصة ثمينة من أجل اختبار شعبية كل مترشح، وما لا يخفى أن الجزء الأول من الحملة الانتخابية شكّل مرحلة مهمة بالنسبة للمترشحين في جس نبض الناخبين في هذا الموعد الحاسم، وطغت الحياة السياسية على المشهد الوطني، وانتقل ذلك الزخم إلى وسائط التواصل الاجتماعي لأن الحملة الانتخابية يخوضها المترشحون بقوة من خلال تنظيم نشاطات على أرض الواقع زاروا فيها العديد من الولايات، وكذلك افتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن شريحة كبيرة خاصة من الشباب يمكن مخاطبتها وجذبها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أنّ هذه الحملة الانتخابية ستدوم 20 يوما كاملا، لتدخل بعد ذلك مرحلة أخرى تتمثل في الصمت الانتخابي لمدة ثلاثة أيام، يتوقف فيها نشاط المترشحين، قبل موعد الاقتراع، وكذلك 5 أيام من الصمت الانتخابي بالنسبة للجالية الوطنية في الخارج.