تقاطع تصريحات المترشّحين الثلاث في مسائل جوهرية..لعروسي لـ «الشعب»:

الحملة الانتخابية..«خطابات برامجية» والجانب الاجتماعي للمواطن أولوية

حياة كبياش

الإنجازات المحقّقة..الاستقرار الشّامل والأريحية الاقتصادية صنعت أجواء انتخابية مغايرة

الأستاذة كاسيمي: «من أجل جزائر منتصرة»..شعار قوي للأمل والسّيادة وحريّة القرار

 بعد مرور الأسبوع الأول من انطلاق الحملة الانتخابية، يستمر المترشحون الثلاث للانتخابات الرئاسية المقررة يوم السابع سبتمبر القادم، مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، والمترشح الحر عبد المجيد تبون، ومرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف، في عرض برامجهم الانتخابية قصد إقناع الناخبين من أجل التصويت لهم يوم الاقتراع، مستعينين بأدوات الإقناع والترويج السياسي المدروس والملائم لبرامجهم الانتخابية، لحصد تزكية المواطنين من خلال خطاب انتخابي سيكون مقيدا بآليات وضوابط يضمنها القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات.

 وصف الدكتور رابح لعروسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خطاب المترشحين الثلاث لرئاسيات 7 سبتمبر 2024 بأنه «خطاب برنامجي»، حيث يتنافس المتسابقون الى قصر المرادية بعرض أفكار وبرامج ومقترحات لاستمالة الناخبين ودفعهم للتصويت بقوة، لتحقيق نسبة مشاركة كبيرة تعطي شرعية لهذه الاستحقاقات وللرئيس الذي سيختاره الشعب.
من خلال قراءته الأولية لخطابات المترشحين الثلاث، أبرز الأستاذ لعروسي في تصريحه لـ «الشعب»، أن الشيء الإيجابي الذي تقاطعوا فيه، يتمثل في التركيز على المستقبل وتقديم اقتراحات تحقق الفارق في المراحل المقبلة.
ويرى لعروسي أن خطابات المترشحين في بعض الجزئيات لا تختلف كثيرا، إذ يتقاطعون في تركيز اهتمامهم على رقي البلد وتحسين المستوى المعيشي للمواطن من خلال الرفع من مستوى القدرة الشرائية، ويتقاطعون في ضرورة مواصلة إجراء إصلاحات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية.
يؤكد لعروسي أن المناخ الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية، يختلف تماما عن ذلك الذي ميز الانتخابات السابقة، وذلك بفضل الإنجازات المحققة، والاستقرار الذي تنعم به الجزائر على المستوى الأمني والسياسي والاجتماعي، وكذا الاريحية المسجلة على المستوى الاقتصادي.
وأوضح لعروسي أن هذا الخطاب الحالي «برنامجي بامتياز» وتنافسي، فهو برأيه مبني على أفكار وبرنامج يطرح من قبل المترشحين للرأي العام وللناخبين، ويرى أن هذه ميزة قوية جدا تجعل الانتخابات الحالية تختلف تماما عن سابقاتها، كما أن مناخ إجراء هذه الاستحقاقات مستقر على جميع المستويات سواء تعلق الامر بالوضع الأمني، أو السياسي، أو الاقتصادي الذي هو في طريق الإقلاع لتحقيق النشاط والنمو.
كل هذا يجعل المترشحين أمام تحد كبير ـ يضيف المتحدث ـ لتقديم الأفكار والمقاربات لمواصلة تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والمناخ الصناعي وكل القطاعات التجارية والخدماتية، وبعث مشاريع للتنمية المحلية وتقوية صوت الجزائر حتى ترافع بقوة في المحافل الدولية. كما ينتظر ـ حسب لعروسي ـ أن تقدم هذه الخطابات إضافة جديدة للمشهد السياسي سواء داخليا أو خارجيا، مشيرا الى ان هناك شبه إجماع من قبل المترشحين الثلاث على ضرورة المشاركة في هذه الانتخابات لتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية في ظل وضع إقليمي ودولي مضطرب.
وهنا يبرز تحد كبير أمام المترشحين الثلاث في كيفية اقناع الناخبين للتوجه الى صناديق الاقتراع في اليوم الموعود من حيث التعبئة الشعبية، ومن حيث المشاركة في العملية الانتخابية، بالنسبة للأستاذ لعروسي، فإن على كل واحد من المتنافسين على كرسي الرئاسة أن يقدم كل ما يتضمن برنامجه من نقاط قوة، لتفادي العزوف الانتخابي الذي ميز الاستحقاقات السابقة.
ومن خلال قراءته وتحليله لخطاب كل مرشح لرئاسيات 7 سبتمبر، قال لعروسي ان خطاب الحملة الانتخابية لمرشح «الأفافاس» يوسف اوشيش، طرح فكرة اقتصاد جديد ورؤية مستقبلية، وركّز على أخلقة العمل السياسي، وقدم اقتراحات حول ملفات هامة، يتعلق الامر بملف البطالة، الأقطاب الصناعية وغيرها...لكنها تبدو - حسب محدثنا - مجرد خطوط عريضة، تحتاج شرحا وتفسيرا وتدقيقا في كيفية ترجمة ذلك الخطاب وتلك الأفكار الى أشياء عملية ملموسة يتحسسها المواطن، وتتحقق من خلالها النقلة النوعية للبلد على جميع الأصعدة.
أما مرشح حركة مجتمع السلم «حمس» حساني شريف عبد العالي، فهو يتحدث في خطابه على 62 مقترحا تيمنا بعيد الاستقلال 1962، تضمن اقتراحات في عدة مجالات وقطاعات اقتصادية، سياسية ودبلوماسية، كما تحدث عن الاقتصاد الصاعد مقدما مقاربة في هذا المجال، لكن على هذا المترشح أن يقدم مقترحات ملموسة وقابلة للتجسيد.
بالنسبة للمترشح الحر عبد المجيد تبون، فإنه تحدث في خطابه عن مكتسبات محققة بشهادة الجميع، مستعملا كلمة «سنواصل» في تطبيق البرامج، خاصة تلك التي انطلقت ولم تستكمل في بعض مجالات الاستثمار، حيث ان هناك مشاريع تم تجسيدها بنسبة 10 او 20 بالمائة وبالتالي تحتاج الى مواصلة.
ويرى لعروسي أن هناك نقاط إيجابية كثيرة تحققت في عهدة الرئيس عبد المجيد تبون، خاصة ما تعلق بالإصلاحات السياسية وتنظيم الانتخابات وشفافيتها، إبعاد المال الفاسد على العملية السياسية، ما أدى الى تشكل مناخ انتخابي ملائم، ما شجع دخول مترشحين من المعارضة لسباق الرئاسيات.
من جهتها، توضح الدكتورة أستاذة بجامعة علوم الاعلام والاتصال (تخصص سيميولوجيا) أمال كاسيمي لـ «الشعب»، أن أي شعار يمثل العنوان العام له ولبرنامجه الانتخابي، مع العلم انه يمكن الحكم على المترشح من خلال الشعار فقط، بحيث يطرح في حملته مضامين تعكس دلالة هذا الاخير الذي ينادي من أجل تطبيقه والذي يهم المواطن الناخب.
وتفيد المتحدثة في هذا الصدد أن الشعارات تحمل جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى سيكولوجية في دلالتها الايحائية، وإذا ما تم اسقاط هذه المعطيات على الشعار الذي تبناه المترشح الحر عبد المجيد تبون في حملته الانتخابية «من أجل جزائر منتصرة»، فنجد أن هذا الشعار له عدة دلالات وإيحاءات خاصة في بعده السياسي والاقتصادي.
بالنسبة للدلالة السياسية لشعار حملة المترشح الحر تبون، فهي توحي حسب الأستاذة كاسيمي إلى جزائر منتصرة ومستقلة سياسيا، ولا تبعية لها للدول الأخرى، ما يعني أن المترشح يريد من الجزائر الاستقلال نهائيا سياسيا في قراراها ومواقفها الدولية، والانتصار على الدول عالميا بتجسيد هذا الانتصار والاستقلال السياسي، وهو الامر الذي يمكن تحقيقه عن طريق قوة المجتمع والتحام أفراده على حبل واحد.
كما قد يوحي الشعار الى انتصار الجزائر اقتصاديا، من خلال تعزيز الاقتصاد الداخلي واستغلال الثروات الوطنية والاعتماد على التصدير وليس الاستيراد، والترويج لثقافة المنتوج المحلي واهميته للمواطن.
أما دلالته الاجتماعية - تضيف المتحدثة - فقد يوحي الشعار الى انتصار الجزائر في السياقات الاجتماعية ذات العلاقة بالتعليم والتربية والعادات والتقاليد والدين، وكأن المترشح يحاول من خلال هذا الشعار أن يحث المواطن على الانتصار على الثقافات الغربية التي قد تهدم قواعد بناء الدولة خاصة ما تعلق بتنشئة المجتمع.
ويحيل شعار المترشح كذلك على الحفاظ على مكاسب ومنجزات الدولة، مع الحرص والعمل على تجسيد انتصار الجزائر في جميع الميادين والمجالات، خاصة ما تعلق بالمجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19550

العدد 19550

الأربعاء 21 أوث 2024
العدد 19549

العدد 19549

الثلاثاء 20 أوث 2024
العدد 19548

العدد 19548

الإثنين 19 أوث 2024
العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024