الظروف الدولية الراهنة تفرض تحديات تتطلب تجند الجميـع
يقدم البرنامج الانتخابي للمرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، عددا من المقترحات بخصوص الحياة السياسية في الجزائر، وفق رؤية الحزب، الذي اعتبر أن الوضع الدولي والإقليمي والتحولات الجيوسياسية المتسارعة تفرض على الجميع اليقظة واستباق الأحداث، وإعطاء فرصة للجميع في المشاركة السياسية من أجل صنع المستقبل وتكريس المطالب الشعبية المشروعة.
يرى حزب جبهة القوى الاشتراكية وفق برنامجه الانتخابي، أن الانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة يوم 7 سبتمير القادم، تعد فرصة لجميع المواطنين بما فيهم النخب للتعبئة السياسية واستعادة المساحات الديمقراطية، خاصة وأن الظرف الحالي الإقليمي والدولي، والتحديات التي يفرضانها، ويتعين على الجزائر مواجهتها، ويتطلب ذلك استجابة حازمة وجماعية.
يؤكد برنامج الحزب، أنه لا يمكن لأي حزب سياسي وحده أن يخرج الجزائر إلى بر الأمان، لذلك توجب تضافر الجهود لبناء جبهة وطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، على أن تضم جميع الكفاءات الوطنية، وتنظيم ندوات عامة لجميع القطاعات، تجمع كل الفاعلين بهدف إجراء تشخيصات وتطوير استراتيجيات تنمية تمتد إلى 30 عاما.
انتخابات عامة ومسبقة
يعتبر مرشح الأفافاس أن تنفيذ هذا البرنامج يتطلب إصلاحات سياسية. وتعهد الحزب، حال وصوله إلى الحكم، بأن يجري انتخابات عامة مسبقة خلال النصف الأول من العام 2025، وتعديل كل القوانين المتعلقة بالحريات العامة والحياة السياسية، الفصل الجامد بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، واعتماد نظام رئاسي ذي توجه برلماني، وتحويل مجلس الأمة إلى مؤسسة تمثيلية كاملة للجماعات الإقليمية من خلال إلغاء الثلث الرئاسي، ومنح البرلمان صلاحيات موسعة بإنشاء لجان التحقيق والإصغاء العام للأشخاص المعنيين.
تمويل الأحزاب السياسية
على صعيد الأحزاب السياسية، يقترح برنامج المرشح للرئاسيات، يوسف أوشيش، تقديم مساعدات مالية للأحزاب طبقا لعدد الأصوات التي حصلت عليها ونسب تمثيلها في المجالس المنتخبة المحلية والوطنية. وضمان المساواة والتكافؤ بين الأحزاب السياسية في الولوج إلى وسائل الإعلام والتغطية الإعلامية، من خلال تعديل جذري للقانون العضوي للأحزاب، فتح المجال السياسي والإعلامي، والعمل الجمعوي من خلال تبني نظام تصريح فعلي، وإعادة تأكيد الطابع الاستثنائي للحبس المؤقت.
قطاع العدالة
يقترح برنامج مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، إصلاح قطاع العدالة. ويرى أن ذلك يتم من خلال توسيع إمكانية الإخطار التلقائي للمحكمة الدستورية لتشمل المجموعات البرلمانية، وتوسيع صلاحيات تعيين أعضاء المحكمة ومراجعة تشكيلها، وانتخاب رئيسها من بين أعضائها، بحيث يكون رئيس المحكمة متخصصا معترفا به في القانون. وتوسيع صلاحيات المجلس الأعلى للقضاء، واعتماد الانتخاب لاختيار رئيسه، مع تولي المجلس تعيين رؤساء المحاكم والمجالس القضائية، وتزويد مجلس المحاسبة بآليات تتيح له اللجوء إلى القضاء المختص في إطار عمله الرقابي.
وبالنسبة لتكوين القضاة، يقترح البرنامج تمكين حاملي شهادة البكالوريا الحاصلين على تقدير جيد جدا من الالتحاق بالمدرسة الوطنية للقضاء.
ويضم المشروع الرئاسي للمرشح يوسف أوشيش، الذي يعرضه على الجزائريين في الحملة الانتخابية التي انطلقت منتصف أوت الجاري، جملة من الاقتراحات من شأنها «أن تؤسس لعلاقات ثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة».
فمن الناحية السياسية، يلتزم مرشح الأفافاس بتبني «نظام شبه رئاسي مع إعطاء صلاحيات أكبر للبرلمان من أجل تكريس فعلي لمبدإ التوازن بين السلطات، إضافة إلى ضمان استقلالية العدالة من خلال إصلاح المحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء».
كما يتعهد بإصلاح الجماعات المحلية عبر «تكريس اللامركزية والديمقراطية التشاركية ومنح صلاحيات أكبر واستقلالية أكثر للسلطات المحلية المنتخبة»، مع «إنشاء ولايات وبلديات جديدة وحذف الدائرة من التقسيم الإقليمي الوطني».
وفي الشق المتعلق بالسياسة الاجتماعية، يركز برنامج المرشح يوسف أوشيش، على مسألة تقييم القدرة الشرائية، من خلال الالتزام بـ»رفع الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى 40000 دج وإلغاء الضريبة على الدخل للأجور التي تكون أدنى من 50000 دج، وتسقيف أسعار المواد الغذائية».
وفي الجانب الاقتصادي، يقترح مرشح جبهة القوى الاشتراكية «رؤية شاملة للخروج من سياسة الريع وهذا بتنويع الاقتصاد، تحسين مناخ الأعمال، عصرنة النظام البنكي والمالي ومحاربة السوق الموازية».
ويلتزم بالقيام بإجراءات تتعلق بتحقيق «السيادة الغذائية والتخطيط الزراعي والإنتاج الحيواني وتسيير العقار الفلاحي، منها إنشاء وكالة وطنية للأمن الغذائي».
وفي المحور المتعلق بالهوية والثقافة، يلتزم المترشح أوشيش من خلال برنامجه الانتخابي، بتعزيز اللغة الأمازيغية كبعد من أبعاد الهوية الوطنية، إضافة إلى «إنشاء وكالة وطنية لحماية وترقية التراث التاريخي الجزائري»، هذا إلى جانب خلق «مدينة لتطوير الفنون والسينما».
وفي السياسة الخارجية، يلتزم أوشيش، بسياسة ديبلوماسية فاعلة ولعب دور أكبر كوسيط لحل النزاعات الجهوية والإقليمية، مع تقوية ودعم مناطق التأثير الجزائرية في إفريقيا».
كما سيعمل على إعادة التقييم لعلاقات الجزائر مع جميع شركائها، على أساس المصلحة الوطنية والمعاملة بالمثل والاحترام المتبادل. مراجعة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وكذا مواصلة دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية.
للإشارة، اختار مرشح جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات السابع سبتمبر القادم، يوسف أوشيش، شعار «رؤية للغد» لحملته الانتخابية لهذا الموعد الهام الذي سيكون -مثلما جاء في برنامجه- فرصة للجزائريين «لصنع مستقبلهم والاستجابة لتطلعاتهم».