بناء مليـــــوني وحدة سكنيـة جديدة بمختلف الصيغ.. وحماية كرامة الجزائريين
مواصلة تقوية الجيش الوطني الشعبـي
مستعدون لبناء 3 مستشفيــات في غزة خلال 20 يوما
وعـد شرف عليّ أنني لن أترك أيّ ولايــة في ذيل التنميـة
”يا عمي تبون رانا معاك”.. تدوي وسط ”الزينيت” المكتظة عن آخرهـا
أعلن المترشح الحر لرئاسيات 7 سبتمبر، عبد المجيد تبون، أمس، أن العهدة المقبلة، في حالة نيله ثقة الشعب الجزائري مرة أخرى، لن تكون سياسية، بل «اقتصادية بامتياز». وأكد مواصلة تقوية الدولة عبر حماية كرامة الجزائريين أينما كانوا، إلى جانب تعزيز مكانتها الإقليمية كعامل استقرار. مشددا في الوقت ذاته، على مواصلة العمل لرفع مداخيل البلاد وتطوير الواقع التنموي لكل ولايات الوطن.
اختار المترشح تبون، ولاية قسنطينة، لتنشيط أول تجمع شعبي له، في إطار الحملة الانتخابية، أين جمع في خطابه الذي ألقاه بقاعة الزينيت المكتظة عن آخرها، بين تقديم إضاءات عن أهم محطات العهدة الأولى، والالتزامات التي سيعمل جاهدا على الوفاء بها في العهدة المقبلة في حال انتخابه من قبل الجزائريين.
ووسط هتافات لا تنقطع بعبارات «يا عمي تبون رانا معاك»، أكد المترشح الحر، أن التذكير بالأوضاع الكارثية التي عاشتها البلاد، قبل نهاية 2019، أمر لابد منه حتى «لا يتكرر»، لأننا «كنا على شفا حفرة»، حيث كان خطاب المسؤولين آنذاك انهزاميا محطما لمعنويات الشعب بالحديث عن نفاد الأموال وعدم القدرة على تسديد أجور الموظفين وغيرها...
ولم يتوقف عند سوء التسيير والفساد الذي استشرى في كامل المناحي، بحسب المترشح، فقد كانت الخطط والدسائس كلها تريد للجزائر أن تنال مصير بلدان عربية حُطمت بفعل ما سمي بـ»الربيع العربي» وزُج بها في أتون الفتنة.
وقال المترشح تبون، «لقد كانت العهدة الأولى صعبة، ونحن خرجنا آنذاك بانتخابات وافق عليها الحراك المبارك الذي حاولوا أن يسرقوه من الشعب.. كانت الجزائر، على شفا حفرة، لقد كانوا يريدون لها السقوط عمدا، حتى تهدم مثلما هدمت بلدان عربية أخرى».
مساندون قدموا من 14 ولاية
أكد السيد تبون أن كل هذه المخططات باءت بالفشل، لأن الجزائر «أنقذها الشعب، بمعية الجيش الوطني الشعبي»، في إشارة إلى التلاحم الملحمي دائما بين الشعب الجزائري وجيشه في أحلك الفترات، ولعل أبرزها فترة الحراك التي صدحت فيه الحناجر بالشوارع كلها بشعار: «جيش شعب.. خاوة خاوة».
وأشار المترشح الحر على كل الحضور داخل القاعة التي تسع آلاف المناصرين والداعمين الذين جاؤوه من أزيد من 14 ولاية، إلى ضرورة التطلع إلى المستقبل، ولكن دون نسيان الماضي، وحتى وإن كان سيئا مثلما كان الحال عندما «ساد الخطاب الرسمي الانهزامي القائل بعدم وجود أموال كافية، في وقت كان جزائريون يتنقلون بطائرات خاصة، بينما بقية الشعب الجزائري يكدح صباح مساء من أجل لقمة العيش».
والماضي المؤلم بالنسبة للمترشح الحر، «انهيار هيبة الدولة، فكانت الدولة تداس ولا قيمة لها، حتى أصبح آنذاك رجال الشرطة أبناء الشعب يداسون ويضربون، إضافة إلى الرشوة والمحسوبية والفساد الذي عمّ البلاد وفي كل الأماكن، وهضمت أموال الشعب وهربت إلى الخارج».
ليعرج بعدها على بداية عهدته الرئاسية، التي تزامنت مع أخطر جائحة صحية عرفتها البشرية في المائة سنة الأخيرة، ومع ذلك «كانت الجزائر قدوة في البحر الأبيض المتوسط، من حيث التصدي لها واقتناء الأدوية عبر طائرات القوات الجوية، مع استرجاع جميع القدرات في إنتاج الأكسجين، ووصلنا إلى حد إنتاج اللقاح المضاد»، يضيف المترشح الحر.
ليتابع سرد حالات التعطيل والثروة المضادة، من خلال قيام ذوي النوايا الخبيثة بعرقلة مساعي استقامة الدولة، وبداية تكفلها بالشعب، عبر بث فيديوهات مغرضة والقيام بأعمال تخريب في المشافي واختلاق الندرة وافتعالها في المواد الأساسية، والأخطر من ذلك التخطيط من وراء البحر لإشعال الحرائق وبالآلاف في فصل الصيف.
ومع ذلك، يؤكد المترشح عبد المجيد تبون، تم التصدي لكل هذه المساعي التخريبية، والشروع فورا في مجابهة الفقر والعوز، من خلال اتخاذ أول قرار تمثل في إلغاء الضريبة على ذوي الدخل الذي يقل أو يساوي 30000 دج ثم رفع الأجور التي وصلت إلى 47٪، في انتظار أن تصل إلى نسبة 100٪ في آفاق 2027.
لم ولن نسقط..
كان تفاعل الحضور داخل القاعة مع كل هذه المحطات والمواقف الصعبة التي واجهها السيد تبون كرئيس للجمهورية في عهدته الأولى، قويا جدا، خاصة مع تأكيد المترشح على عدم سقوط الدولة قائلا: «كل المتآمرين كانوا يتمنون أن نسقط. ولم ولن نسقط».
وأضاف، «بروح وطنية عالية وبتفهم من الشعب الكريم، كان ترشيد الاستيراد من أجل تقليص الفواتير. وبدأنا التركيز على الإنتاج الوطني، وخلق مناصب شغل.. كان احتياطي الصرف 47 مليار دولار، ونستورد 60 مليار دولار، لتبدأ معها التكهنات بالإفلاس، واللجوء إلى الاستدانة الخارجية».
وتابع المترشح المدعوم من طرف أحزاب سياسية ومنظمات جماهيرية وفواعل المجتمع المدني، «سيّرناها بحكمة، وبمساندة الشعب الأبي ولم نذهب لصندوق النقد أو البنك العالمي، رفعنا الأجور ومنح التقاعد والأجر القاعدي ولم نشعر بنقص مالي، عكس ما كانوا يقولون»، ليشدد على أن السر يكمن في التسيير بالروح الوطنية، وبالعمل على رص الصفوف وحماية اللحمة الوطنية ومحاربة التفرقة ومحاولات زرع التفرقة بين الجزائريين. ليؤكد بأن ما تحقق في العهدة الأولى، كان مخالفا تماما لكل ما توقعه «دعاة الشر والفشل». ليضيف، بأن الجزائر أثبتت أنها محترمة ما بين الأمم، «ومن كانوا يريدون تكسير نفسها خسروا والنشيد الوطني أصبح يدوي في باريس»، في إشارة إلى حملات الإساءة التي طالت الجزائر والرياضيين الجزائريين في الأولمبياد الأخيرة. وقال: «من لا يحترم الجزائر ولا يحترم الجزائريين والجزائريات، لن نحترمه وسنكون له بالمرصاد». وجدد السيد تبون التأكيد على أن المنجزات الماثلة في السنوات الخمس الماضية، تحققت بحب الوطن، قائلا: «كنا مقهورين من أجل الوطن وليس من أجل جيوبنا. وصلنا إلى أنه ولا دولة في البحر الأبيض المتوسط من غير الجزائر، حققت نسبة نمونا الاقتصادي بـ4,2٪، بما فيها دول شمال المتوسط، وهذا باعتراف مؤسسات مالية دولية».
واستطرد بأن هذه النتائج، وحتى لا تتعرض للتشويه، لم تتحقق بسعر البرميل، «لأن الكارثة كانت موجودة في البلاد لما كان سعر البرميل 140 دولار. وإنما جاءت بفضل النزاهة والوعي بحرمة المال العام».
بناء مليوني وحدة سكنية جديدة
وفي الشق المتعلق بالتزاماته للفترة الرئاسية المقبلة، في حال إعادة انتخابه، أكد المترشح الحر مواصلة رفع مستوى التغطية الصحية، ورفع التنمية بكافة الولايات، قائلا: «وعد شرف عليّ، أنني لن أترك ولاية في ذيل التنمية»، ليعلن عن تخصيص بناء (2) مليوني وحدة سكنية في العهدة المقبلة بكل أصناف السكن وبالأخص السكن الريفي والاجتماعي. وجدد التذكير بإعادة النظر في التقسيم الإداري وسن قانون جديد خاص بالبلديات وآخر خاص بالولاية «حتى نسمح للمنتخبين، بأن تكون لهم السلطة الكافية لممارسة صلاحياتهم وتنفيذ برامجهم». ولكن حتى يمكن تحقيق كل هذه الأشياء، يؤكد المترشح، «لابد أن نعمل أكثر ونقوي اقتصادنا ومداخيل البلاد عبر الاستثمار ورفع مستوى الإنتاج».
وقال المترشح الحر، «كان اقتصادنا هو المتأخر في القارة، أصبح اليوم وفي وقت قياسي هو الاقتصاد الثالث في إفريقيا، وسيتطور أكبر. والبرنامج المسطر هو أن يصبح الدخل القومي 400 مليار دولار، في آفاق 2027 والإمكانات موجودة لتحقيق ذلك». وتابع في السياق، «أنه، لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، تصل الميزانية السنوية إلى 113 مليار دولار، بينما كانوا يقولون للجزائريين لا توجد أموال لتسديد الأجور». ومع ذلك، يضيف المتحدث، «بالنسبة للمواطنين والمواطنات، ما قمنا به نعتبره نصف الطريق، لأننا سنرفع الأجور، ونقوي القدرة الشرائية ونقوم بمحاربة المضاربة وتسقيف الأسعار، تقوية الدينار الجزائري ونحارب التضخم إلى أن يصل إلى ما دون 6,5٪». على صعيد آخر، أكد المترشح الحر تبون، أن السنة القادمة ستشهد تعميم الرقمنة كليا، ويحقق فيها الاكتفاء الذاتي من مادتي القمح الصلب والشعير. وأكد التزامه خلال العهدة المقبلة، بإيصال خط السكة الحديدية إلى تمنراست وتيميمون وأدرار، قائلا: «لن تكون عهدة سياسية وإنما ستكون عهدة اقتصادية بامتياز».
وذكر بأن منجم غار جبيلات، الذي كان حلما يراود الجزائريين، بات حقيقة، وسيصل الحديد الخام منه في إلى مركبات الحديد والصلب بوهران وعنابة، وكذلك بالنسبة للفوسفات حيث ستصبح الجزائر من أوائل المصدرين بكمية 10 ملايين طن سنويا، إلى جانب اقتراب إنتاج أدوات كهرومنزلية جزائرية 100٪.
وأفاد بأن الجزائر ستصبح، نهاية السنة الجارية، أول بلد إفريقي، والثاني عربيا في مجال تحلية مياه البحر لمواجهة الجفاف وأزمة العطش، مذكرا بأن كل هذه الإنجازات أدهشت أعداء الجزائر الذين استغربوا من أين ظهرت كل هذه الأشياء.
على صعيد السياسة الخارجية والدفاع، التزم المترشح الحر، بمواصلة تقوية الجيش الوطني الشعبي لضمان حرمة الحدود، وحتى تظل البلاد مهابة الجانب ولن يستطيع أحد التجرؤ.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد مواصلة الجزائر اضطلاعها بتهدئة الأوضاع في المنطقة، باعتبارها ركيزة الاستقرار. متعهدا بمواصلة نصرة الشعوب المقهورة في العالم وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لمجازر على يد الصهاينة في غزة، وقال: «إن الإبادة لابد أن تتوقف في غزة».
وأكد استعداد الجزائر للمساهمة بالكثير من الأشياء في حال فتحت الحدود البرية بين مصر وفلسطين، حيث يوجد الجيش الوطني الشعبي في حال استعداد تام لبناء 3 مستشفيات مع المساهمة في إعادة بناء ما دمره الاحتلال.