تكريـس النقــاش الديمقراطي العام دون إقصاء
نشط مرشح جبهة القوى الاشتراكية «الأفافاس» لرئاسيات السابع سبتمبر المسبقة، يوسف أوشيش، أمس، تجمعا شعبيا بولاية برج بوعريريج، بقاعة دار الثقافة محمد بوضياف، حيث عرض برنامجه الانتخابي أمام المواطنين وحث الناخبين من خلال الحاضرين على المشاركة بقوة خلال انتخابات سبتمبر من أجل التغيير.
دعا مرشح جبهة القوى الاشتراكية للرئاسيات المقبلة، الشباب خاصة إلى مشاركة فعالة في مسار التغيير. وقال في تجمع شعبي ببرج بوعريريج، إنه يعول على الشباب كثيرا في تجسيد الأفكار والآمال والطموحات على أرض الواقع، لأن «المستقبل ملك للشباب والشباب مفتاح التغيير»، بحسب تعبيره.
وشدد يوسف أوشيش على أنه ضد فكرة تشخيص الأزمات وتشخيص الحلول، ولكن مع تكريس النقاش العام والديمقراطي الحر، في كل مجالات الحياة السياسية بإشراك كل الجزائريين.
ووصف برنامجه، الذي يعرضه بـ «الطموح» لتغيير الأمور نحو الأحسن، من أجل بناء دولة ديمقراطية اجتماعية، كما جاء في بيان أول نوفمبر ولوائح مؤتمر الصومام.
وتعهد مرشح الأفافاس أمام الحاضرين بتحسين القدرة الشرائية والظروف الاجتماعية للجزائريين، والنهوض بالجزائر لتكون في مصاف الدول الكبرى، تجسيدا لتطلعات الشارع الجزائري الذي خرج مطالبا بالتغيير.
وشدد أوشيش، على أن برنامج «رؤية» هو مسؤولية يتشاركها كل الجزائريات والجزائريين من المؤهلين لتجسيد التغيير، وإحداث قطيعة مع الممارسات السابقة، بإشراك الجميع على مختلف مشاربهم السياسية وإيديولوجياتهم في مسار اتخاذ القرار. إلى جانب الفصل بين السلطات بحيث لا تطغى سلطة على أخرى.
صلاحيات أكبر
وأكد أنه في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، فإنه سيحد من صلاحياته، وسيختار سياسيا نظاما رئاسيا ذا توجه برلماني، تكون فيه صلاحيات أكبر للمؤسسة التشريعية، باعتبارها ممثلا للشعب.
قطب صناعي
ومما عرضه مرشح الأفافاس للرئاسيات، إعادة التقسيم الإداري للولايات والبلديات، بحيث يكون في شكل أقطاب اقتصادية ذات أبعاد إدارية، يراعي التقسيم الخصائص والمقدرات الاقتصادية لكل ولاية بما يثمنها ويرقى بها إلى قطب صناعي، وضرب مثالا بولاية برج بوعريريج، التي تشتهر بالصناعات الكهرومنزلية، وبالتالي تكون قطبا لهذه الصناعات.
رفع الأجور والمنح
ولدى تطرقه إلى الجانب الاجتماعي من برنامجه، ركز يوسف أوشيش، على تنظيم التحويلات الاجتماعية، بحيث تصل فعلا إلى مستحقيها، ورفع الغبن عن ذوي الدخل المحدود من خلال إلغاء الضريبة على الدخل العام، وفرض ضريبة على الثروة لضمان عدالة اجتماعية، وإعادة بعث الطبقة الوسطى، باعتبارها نقطة توازن المجتمع، ورفع الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى أربعين ألف دينار، وتخصيص منحة عامة للنساء الماكثات في البيت والبطالين وذوي الهمم وكذا الطلبة الجامعيين تقدر بعشرين ألف دينار جزائري.
وأكد، ردا على تساؤلات بشأن مصادر التمويل، بأن هذه المخصصات المالية سيتم تمويلها بإعادة تنظيم النفقات العمومية وترشيدها، من خلال تحصيل جبائي حقيقي يرفع الجباية الحالية من 3000 مليار دينار، إلى 7500 مليار دينار، وتنظيم الاقتصاد الوطني، ودمج اقتصاد البازار في الاقتصاد الرسمي، وذلك ما سوف يدر موارد مالية إضافية، إلى جانب تخصيص نسبة من الموارد البترولية. بالموازاة مع تحقيق نمو اقتصادي قوي برفع الناتج المحلي الخام، ويكون ذلك على مدار العهدة الرئاسية، والدفع بعجلة التنمية المولدة للثروة، مع تفعيل دور الدولة كضابط لتسيير الشأن العام من خلال مؤسسات الرقابة والعدالة والأمن، وكل هيئات الضبط الموجودة.
صلب التغيير
بالنسبة لمنحة الطالب، التي قال إنه سيرفعها إلى عشرين ألف دينار شهريا، أوضح أوشيش أن مخصصات الخدمات الاجتماعية تبلغ حاليا 149 مليار دينار، وبإضافة المخصصات المالية لبناء إقامات جامعية جديدة تصبح الميزانية المخصصة لقطاع الخدمات الجامعية ضخمة جدا.
وفي سياق الحديث عن برنامجه فيما يتعلق بالتعليم العالي، تعهد يوسف أوشيش بإدماج كل حمَلة الشهادات العليا الذين لم يلتحقوا بالجامعات.
تسوية الديون
وقال أوشيش، إنه سيتكفل في حال انتخب رئيسا بملف المديونين لـ «أنساج» سابقا، وقال إنه سيشارك الشباب المعنيين آراءهم من أجل اقتراح حلول. وكإجراء أولي اقترح إلغاء الفوائد على تلك القروض، ومن ثم النظر في ما ستسفر عنه النقاشات مع ممثلي تلك الفئة من الشباب.
وختم مرشح الأفافاس للرئاسيات يوسف أوشيش، بالقول إن مسؤولية التغيير التي يدعو إليها في برنامجه لا تقع على عاتق شخص واحد، بل على عاتق الجميع وهم مسؤولون أمام الوطن والتاريخ.
الجزائر لديها كل الإمكانات لتحقيق أمنها الغذائي
قبل ذلك، أكد مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية لرئاسيات 7 سبتمبر القادم، يوسف أوشيس، الجمعة، من ولاية تيبازة، أن الجزائر تحوز على كل الإمكانات لتحقيق الأمن الغذائي.
وخلال نشاط جواري بوسط مدينة تيبازة، في إطار الحملة الانتخابية، أوضح أوشيس أنه بـ «النظر إلى المقومات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها بلادنا، باستطاعتنا تحقيق الأمن الغذائي»، الذي يعد من بين «أهم العوامل التي تعتمد عليها البلدان لضمان الاستقرار والتنمية».
وأشار في هذا الصدد، إلى أن برنامجه الانتخابي يقترح «مجموعة من الحلول» لتجسيد هذا المسعى، ملتزما بـ «إنشاء أقطاب زراعية في كل مناطق البلاد». كما تعهد السيد أوشيش بـ «مرافقة ودعم الفلاحين لضمان وفرة المنتوج، ومحاربة المضاربة وبالتالي ضمان استقرار الأسعار»، خدمة للمواطن.
وذكر في نفس الإطار، بأن «أولوية» برنامجه الانتخابي يتمثل في «إعادة الاعتبار للطبقة الوسطى، وبالتالي صون كرامة المواطنين ذوي الدخل الضعيف».
وفي سياق ذي صلة، دعا المترشح أوشيش الشباب الجزائري إلى «التجند» لهذا الموعد الانتخابي الهام، باعتباره «الحلقة الأبرز في مشروع التغيير» الذي يعِدُ بتجسيده في حال كسبه ثقة الشعب.