وتيرة متسارعة لتحقيق الأمن الغذائي والشّروع في التصدير

استراتيجية الرّئيس تبون..السّرعة القصوى

آسيا قبلي

 تسير الجزائر بوتيرة متسارعة نحو تحقيق الأمن الغذائي في عدد من المنتجات الاستراتيجية، ومنه تحقيق اكتفائها الذاتي والتحول من الاستيراد إلى التصدير، بعد نجاحها في تحقيق مستويات إنتاج معتبرة في مواد القمح والحبوب واسعة الاستهلاك، والخضر والفواكه، على أن يتم توسيع هذه الزراعات مستقبلا لتحقيق الهدف الأكبر وهو الاكتفاء الذاتي.

أكّد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء الاخير، أن النمو في قطاع الفلاحة مسألة سيادة وكرامة وطنية، وعليه أسدى أوامر باتخاذ كل الإجراءات التي توصل البلاد إلى اكتفاء ذاتي، سيما في المحاصيل الاستراتيجية خاصة الذرة والشعير والقمح الصلب، لخفض ميزانية الاستيراد، واستغلال أمثل لما تتوفر عليه الجزائر من مؤهلات كبرى في قطاع الفلاحة الذي يساهم حاليا بـ 14.7 % من الناتج الوطني الخام، محتلا المرتبة الثانية بعد قطاع المحروقات.
وتدخل هذه التعليمات في إطار البند 18 من الالتزامات 54 للرئيس الجمهورية سنة 2019، والمتمثلة في وضع خطة استعجالية لتحديث الزراعة لضمان الأمن الغذائي وتلبية الاحتياجات الوطنية (الإنتاج الحيواني والإنتاج الفلاحي، من الخضر والفواكه والمنتجات المستوردة مثل السكر والزيت والذرة)، وإعادة تأهيل وتطوير الأراضي الزراعية (إمكانية اللجوء إلى الشراكة)، في مناطق السهوب والصحراء والجبال، وكذا تطهير ملف الأراضي الفلاحية واستعادة الأراضي الفلاحية غير المستغلة، وتنمية الفلاحة كوسيلة لتنويع الاقتصاد الوطني والحد من اختلال الميزان التجاري للسلع الرئيسية، إلى جانب تطوير عاجل للإنتاج السمكي من خلال إنجاز ورشات صيانة أسطول الصيد البحري، إنشاء أسطول صيد في أعالي البحار، وتحويل وتصنيع الموارد الصيدية وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال.
نتائج ملموسة
 تنتج الجزائر حاليا 80 بالمائة من حاجتها السنوية من القمح الصلب، وهو ما يجعل تحقيق الاكتفاء الذاتي في المادة قريب المنال، ومن أجل استكماله، شرعت في عقد شراكات مع عدد من الدول منها قطر وإيطاليا التي وقّعت معها عقدا يتعلق بإنتاج الحبوب والبقوليات على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون بقيمة إجمالية 420 مليون يورو (455 مليون دولار)، لإنتاج القمح والعدس والفاصولياء المجففة والحمص، وبذور الصويا، بالإضافة إلى تشييد وحدات تحويلية لتصنيع العجائن الغذائية، وصوامع للتخزين وهياكل حيوية أخرى.
إلى جانب ذلك، تقرّر عقد شراكات أخرى من أجل توسيع استصلاح الأراضي الصحراوية لبلوغ 500 ألف هكتار في غضون السنوات الثلاث المقبلة. وفي حين تسعى إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في محال الحبوب، حققت الجزائر هذا الاكتفاء في الخضر والفواكه بل وانتقلت إلى مرحلة التصدير حيث تصدر 160 منتج.
 أمن البذور
 سعيا منها لرفع مستويات الإنتاج والاستغلال الفعلي للموارد المحلية، وتقليص فاتورة الاستيراد وضعت الجزائر مخططا وطنيا لتنمية الزراعات برفع قدرات إنتاج البذور، ومنها بذور البطاطا حيث تشير أرقام وزارة الفلاحة إلى إنتاج 60 بالمائة من حاجتها من بذور البطاطا.
وإلى جانب ذلك، تكثف الجزائر من زراعة البذور والنباتات الزيتية، وكانت أطلقت حملة زراعة عباد الشمس في شهر مارس الماضي، وتهدف هذه المرحلة الأولى إلى زراعة 10 آلاف هكتار بين شهري مارس وجوان في الولايات الجنوبية، بينما تزرع 35 الف هكتار المتبقية بين شهري جوان وجويلية”، أي بمجموع 45 الف هكتار مستهدفة خلال هذه الحملة لسنة 2024.
ومن المقرر أن ترتفع مساحات زراعة النباتات الزيتية تدريجيا لتبلغ 80 الف هكتار في سنة 2025، ثم 150 الف هكتار آفاق 2026، بإنتاج مرتقب يبلغ 300 الف طن من بذور عباد الشمس و135 مليون لتر من الزيت في السنة”.
وستسمح هذه المشاريع بتقليص استيراد الزيوت الخام والمواد الاولية المستعملة في تغذية الانعام”، والمقدرة بحوالي 1.2 مليار دولار في السنة”.
سحق البذور
 بالإضافة إلى هذه الزراعات، أطلقت الجزائر مشاريع لإنجاز مصانع لسحق البذور الزيتية، منها ما تمّ تدشينه ومنها ما بلغت نسبة الاشغال به مراحل متطورة، إذ من المقرر أن يدخل مصنع كتامة الزيوت النباتية مرحلة الإنتاج نهاية 2024، وذلك بهدف ضمان تغطية احتياجات السوق من هذه المادة بنسبة 100 في المائة.
وقبل هذا دشّن مجمع سيفيتال المختص في الصناعات الغذائية مركبا جديدا لسحق البذور الزيتية أنجز بمحاذاة ميناء بجاية.
وتقدّر طاقة معالجة هذا المركب بحوالي 22000 طن في اليوم من البذور الزيتية، منها 11000 طن من الصويا و6000 طن من عباد الشمس و5000 طن من بذور السلجم الزيتي أوالكولزا.
كما يرتقب إنتاج 6820 طن من الزيوت النباتية، منها 2.090 طن مستخرجة من بذور الصويا و2.640 طن من عباد الشمس و2.120 طن من بذور السلجم الزيتي.
وبالموازاة مع ذلك، ينتظر أيضا أن يقوم هذا المركب الصناعي بإنتاج الأعلاف الحيوانية، بمردود يومي يقدّر بـ 8910 طن من الأعلاف المستخرجة من الصويا، و3360 طن من عباد الشمس و2980 طن من السلجم الزيتي.
مردودية الأراضي
 من جهة أخرى، يرى خبراء فلاحيون أنّ الدورات الزراعية أو التناوب في زراعة الأراضي بين مختلف أنواع الحبوب يسمح بتحسين مردودية القمح، وتشكّل ميزة بالنسبة لمنتجي الحبوب الذين ستكون لهم الفرصة في زراعة الحبوب الزيتية في المساحات المخصصة لزراعة الحبوب مباشرة بعد حملة الحصاد والدرس، كما يسهم نظام التناوب في تنويع الانتاج الفلاحي ويساهم في تخصيب الأراضي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024