حمة سلامة: الجزائر تعمل منذ انضمامها لمجلس الأمن بكل أمانة وإخلاص لدعم القضيتين الصحراوية والفلسطينية
السفــير الصحــراوي: مــازالت العراقيـل المغــربيــة تقــف حجـر عــثرة أمــام أي تطـور
انطلقت، أمس، بكلية الحقوق والعلوم السياسية لبودواو، فعاليات الطبعة 12 للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية التي تدوم الى غاية 24 جويلية وحملت اسم الشهيد «أبا علي حمودي» وهذا بحضور السفير الصحراوي بالجزائر عبد القادر الطالب عمر ورئيس المجلس الوطني حمة سلامة الذي أشرف على افتتاح اللقاء، إلى جانب السلطات الولائية والمحلية لولاية بومرداس وعدة وجوه أكاديمية وباحثين، سيعكفون على تنشيط الدورة وتقديم مداخلات للتعريف بالقضية ومستقبلها في ظل الظرف السياسي الدولي الراهن.
ممثلا للرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أثنى رئيس المجلس الوطني الصحراوي حمة سلامة، في كلمته الافتتاحية بالجامعة الصيفية للإطارات الصحراوية، على الموقف الجزائري الثابت والداعم للقضايا العادلة في العالم، على رأسها القضيتان الصحراوية والفلسطينية وأكد بقوله: «لقد عملت الجزائر منذ انضمامها لمجلس الأمن بكل أمانة وإخلاص لدعم القضيتين الصحراوية والفلسطينية وبذل مجهودات كبيرة لإدراجها في جدول أعمال المجلس والمطالبة بتطبيق الشرعية الدولية لتحقيق السيادة والاستقلال عن طريق تطبيق القرارات الأممية على رأسه استفتاء تقرير المصير الذي يتعرض لعراقيل من قبل المغرب».
وأفاد المتحدث، «أن الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية جاءت في ظرف دولي حساس وسياق وطني عام ميزه احتدام المعركة العسكرية مع المحتل المغربي الذي يواصل الدوس على الشرعية الدولية وقتل الأبرياء العزل ودعم الجريمة المنظمة مع عقد تحالفات واتفاقيات مشبوهة، مقابل تسارع رقعة العمل الدبلوماسي الخارجي».
وجدد حمة سلامة الموقف الصحراوي من الجهود الدولية الدبلوماسية التي تقوم بها الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية. وقال في هذا الخصوص، «نثمن مجهودات الأمم المتحدة التي تقوم بها من أجل إيجاد حل سلمي وعادل للقضية الصحراوية، بناء على القرارات الصادرة في هذا الشأن ونؤكد عن استعدادنا للتعاون مع كل الأطراف لإيجاد حل نهائي لقضية الشعب الصحراوي، مع دعوة جميع الهيئات إلى تحمل مسؤولياتهم، على رأسها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي المطالب بدعم مواقف المحكمة الأوربية ووقف دعم ومساندة المشاريع التوسعية الاستيطانية داخل التراب الصحراوي وأيضا تذكير إسبانيا بموقفها التاريخي تجاه القضية».
وفي تقييمه لأهمية الطبعة 12 لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية، أكد حمة سلامة «أن الجامعة الصيفية التي تحتضنها الجزائر لطالما شكلت جسرا للتضامن مع الشعب الصحراوي والتعريف بقضيته العادلة في المحافل الدولية والعمل على تكريس روح التعاون والعلاقات الأخوية بين الشعبين، وايضا العمل على اكتساب التجارب النضالية المستلهمة من مبادئ الثورة الجزائرية التي لنا فيها خير مثال لتحقيق أهدافنا في الحرية والاستقلال.
من جهة أخرى، اعتبر السفير الصحراوي عبد القادر الطالب عمر، في تصريح على الهامش، «أن فعاليات الجامعة الصيفية تعتبر فرصة مناسبة لتقييم المستجدات السياسية للقضية الصحراوية وإطلاع الجميع على آفاقها المستقبلية وفرصة أيضا للاستفادة من المحاضرات التي سيقدمها أساتذة وخبراء ومناسبة للقيادة الصحراوية من أجل توجيه الشكر للجزائر شعبا وقيادة على موقفها الثابت تجاه القضايا العادلة وأكيد هو موقف يعطي حوافز جديدة لمواصلة النضال والكفاح حتى استرجاع السيادة الوطنية».
وعن مستجدات القضية الصحراوية في ظل الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حمل السفير الصحراوي الأمم المتحدة ومجلس الأمن المسؤولية التاريخية والقانونية لتطبيق الشرعية الدولية وأشار بقوله: «مازالت العراقيل المغربية تقف حجر عثرة أمام أي تطور في المواقف وهذا برجوعهم إلى المربع الأول من خلال فرض شروط بعيدة جدا عن تمكين الشعب الصحراوي من حقوقه وتقرير مصيره وهذا السبب أدى الى عودة الكفاح المسلح سنة 2020، مع ذلك ننتظر ما يقع في العالم حاليا من تغيرات، لأن هذه الطرق والمعايير المزدوجة لن تفيد ولا يتحقق السلام إلا بالعودة الى الشرعية ونؤكد أن الشعب الصحراوي يواصل نضاله وكفاحه بكل الطرق حتى تحقيق الاستقلال».
من جهته، أكد رئيس الجامعة الصيفية، السيد مربيه المامي، على مواصلة الشعب الصحراوي لمسيرته التحررية حتى استكمال السيادة على جميع ربوع الجمهورية الصحراوية، الأمر الذي سيشكل حتما، كما قال، «عامل توازن واستقرار في المنطقة».
وبخصوص انعقاد الجامعة الصيفية، شدد المامي على أهمية هكذا محطات باعتبارها مناسبة للاستماع إلى محاضرات تتضمن مواد أكاديمية ودراسات جامعية تتطرق الى الأوضاع والمتغيرات الدولية وواقع الحرب والمعركة القانونية والحقوقية التي تقودها البوليساريو، الى جانب المساعي الدولية والإقليمية لحل القضية الصحراوية.
وبالمناسبة، حيّا سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، السيد عبد القادر الطالب عمر، موقف الجزائر المتضامن مع القضية الصحراوية ومع شعبها والقائم على الشرعية الدولية وعلى الحق والحرية والكرامة.
وتطرق الطالب عمر إلى الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة، حيث يواصل المغرب، كما قال، انتهاكاته الجسيمة بحق الصحراويين في ظل سياسته القائمة على الباطل والغش ولجوئه الى المناورات وسياسة بيع الضمير لفرض الأمر الواقع بتلك الأراضي.
من جهته، ذكر رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي سعيد العياشي، أن «الشعب الصحراوي يكافح من أجل حق أقوى من الحق في الحياة ألا وهو الحق في الكرامة، الحق في الحرية والحق في الاستقلال»، مستطردا بأنه «هو نفس الحق الذي من أجله يكافح شعبنا الفلسطيني في غزة ضد العدو الصهيوني وجيشه من المجرمين، مدعمين من طرف الغرب المنافق، والخبير في الكيل بمكيالين».
وقال العياشي، إن «النظام المغربي المخزني طعن شعبه في ظهره بالتطبيع مع قتلة خان يونس وصبرا وشتيلا وغزة»، مدينا «استمرار النظام المغربي المخزني الفاسد في استعماره للصحراء الغربية».
وفي كلمة لها بالمناسبة، أكدت والي بومرداس، السيدة فوزية نعامة، سهر الولاية على ضمان نجاح الجامعة الصيفية، مبرزة مساندة الجزائر للشعب الصحراوي في مطالبه العادلة والمشروعة والمنسجمة مع القانون الدولي الذي يعترف بكل صراحة على حقه في الاستفادة من تنظيم تقرير المصير. كما أشادت بصمود الشعب الصحراوي في وجه الاحتلال طيلة كل هذه السنوات، رغم تماطل المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة في تمكينه من حقه في تقرير المصير.
وسيتم خلال الجامعة الصيفية، التي تتواصل أشغالها إلى غاية 24 يوليو الجاري، تسليط الضوء على جوانب مختلفة من نضال الشعب الصحراوي، وكذلك التطورات الأخيرة في القضية الصحراوية، بالإضافة إلى مؤتمرات أكاديمية سينشطها أساتذة ومتخصصون بارزون في مختلف المجالات.