مهماه يطلق النار على «المشروع الفرعوني»:

«ديزرتيك»... فكرة تنتهك سيادة الدول وأموالها!

حبيبة غريب

ما حاجة الجزائر إلى مشروع لا يعود عليها سوى بإتاوات ضئيلة ولا يناسب كفاءاتها ومهندسيها منه شيء؟ لأنه لا يسمح بتوطين التكنولوجيات الحديثة في مجال الطاقات المتجددة ولا ينشئ بها سوقا محلية للتشغيل؟ إنه مشروع «ديزرتيك» الذي قال عنه الخبير في الطاقات المتجددة، والأمين العام لوزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة مهماه بوزيان، أول أمس، من الأغواط، إنه «فكرة خاطئة منذ البداية، طوى الباحثون والخبراء الجزائريون صفحتها نهائيا».
بصريح العبارة ردّ بوزيان مهماه في تصريح لـ«الشعب»، بصفته خبيرا في الطاقات المتجددة، على كل الأجراس التي تدافع على عدم تبني الجزائر لمشروع ضخم كـ«ديزرتيك»، بالقول إن «هذا الأخير لم يكن موجها فقط للشراكة مع الجزائر وحسب، بل هو مشروع مبني على فكرة التشبيك، أي إنشاء شبكة لتوليد الطاقة تربط الحزام الصحراوي الذي يمتد من الجمهورية الصحراوية وصولا إلى فلسطين فشبه الجزيرة العربية ولاحقا إلى تركيا مع الحزام التكنولوجي الذي يغطي كامل الجنوب الأوروبي».
إضافة إلى «إنشاء ما يسمى بالهيئة التقنية لتسيير الشبكة ما فوق الحكومات، التي تنتهك وتتجاوز السيادة الوطنية للشركات الوطنية على أراضيها وبذلك تتجاوز سلطة الحكومات وسيادتها».
في سياق آخر، أوضح مهماه أن المشروع، الذي مازال يسيل الكثير من الحبر ويثير الكثير من الجدل والاستفسارات، ليس بهدية الألمان إلى الجزائر ولم تكن الحكومة الألمانية شريكا فيه منذ البداية، بل هو فكرة عدد من المصنعين الأوروبيين عامة والألمان خاصة، الذين أرادوا إقامة شراكة وتجميع للأموال من خلال المستثمرين المحليين في منطقة المينا» (شمال إفريقيا والشرق الأوسط).
وعلى ذكر الأموال التي يطلبها الاشتراك في مشروع ديزرتيك، أشار مهماه أن الفكرة كانت تقتضي «جمع 400 مليار أورو آنذاك بقيمة سوقية تقدر بـ560 مليار دولار، لا تمنحها الحكومة الألمانية وإنما هي حصيلة هندسة تكتل مالي من بين المساهمين المحليين، بغية إنتاج طاقة بنسبة 17٪ في آفاق 2050 للفضاء الأوروبي».
 ورافع هنا مهماه لـ «ضرورة الاستعانة بالكفاءات والخبرات الجزائرية لمرافقة المشاريع الوطنية، قبل التفكير في اللجوء والاستعانة بالخبرة الأجنبية».
أما من الجانب التقني، فقد أكد المتحدث أن «مشروع «ديزرتيك» لم يكن من الأساس قائما على أساس صفقة رابح- رابح، بل فكرة خاطئة تخلى عنها الجميع، لأنها تتطلب مشاركة رأسمال وطني لصالح تصدير الكهرباء إلى أوروبا مع نقل التكنولوجيا دون توطينها في الفضاء الجزائري، الذي يستعمل لبناء محطات للطاقة الشمسية الحرارية المركزة التي لم تنخفض أسعارها مقارنة بالطاقة الشمسية الكهروضوئية وتقديم رسوم وإتاوات للحكومات الوطنية ليكونوا هم -أي مبادرة ومؤسسة ديزرتيك- وحدهم المشرفين والمسيطرين على إنتاج وتصدير الكهرباء إلى الفضاء الأوروبي».
إن من يدافع اليوم أو يطرح الأسئلة حول آفاق الجزائر في الاستفادة من ديزرتيك، عليه، بحسب مهماه، أن يطرح سؤالا عكسيا: ماذا كانت ستستفيد الجزائر من مشروع لا ينال التكنولوجيات ولا يوفر مناصب شغل للكفاءات الجزائرية، باستثناء بعض المهن والحرف البسيطة، إضافة إلى الخلاف القائم، هل يبقون على جزء من الكهرباء للفضاء الوطني أم يصدرون كل الإنتاج إلى الفضاء الأوروبي؟.
واعتبر مهماه أن «الفكرة لم تكن واضحة منذ البداية وكانت من بين الأسباب التي أدت إلى الانشقاق بين المبادرة ومؤسسة ديزرتيك».
للإشارة، جاء تصريح بوزيان مهماه على هامش فعاليات اليوم الإعلامي حول المحتوى المحلي، الذي نظمته، اول امس، وزارة الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة بالأغواط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024