في خطوة رمزية بالغة الدلالة، كرّم وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، رفقة وزير ة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، ثلة من الطالبات الصحراويات والفلسطينيات نظير تفوقهن في الدراسة.
وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، قال خلال إشرافه على حفل التكريم، الذي جرت مراسمه بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، إن التفاتته تعبر عن إيمان الدولة الجزائرية بعمق وحجم المعاناة التي تتعرض لها أخواتنا وإخواننا في فلسطين والصحراء الغربية، بفعل الاستعمار الآثم والجرائم التي تمارس ضدهم، وحرمانهم من كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية التي تقرها مختلف الشرائع والقوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
كما أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الجزائر في مناصرة قضايا التحرر، قائلا إن الجزائر بفعل تاريخها الثوري ورصيدها الكفاحي والنضالي، ضد الغزاة والمستعمرين عبر حقب مديدة من تاريخها، وكذا تضحيات شعبها في سبيل عزتها وشرفها وحريتها، والذي كلفها ملايين الشهداء، هو الذي حولها إلى مقصد كل الذين ينشدون الحرية ولقبت بكعبة الثوار وقبلة الأحرار.
وبحسب الوزير، فان اختيار الثامن من ماي لتكريم طلبة دولة فلسطين وجمهورية الصحراء الغربية، لم يكن اعتباطيا فهو اليوم الذي خرج فيه آلاف المواطنين العزل في كل من قالمة وسطيف وخراطة يطالبون المستعمر بالوفاء لتعهداته، ومنحهم حق تقرير مصيرهم، هذه المسيرات السلمية التي قابلها الاستعمار الفرنسي بالقتل والحرق والتنكيل، وهو نفس الشهر الذي شهد إضراب الطلبة يوم 19 ماي 1956، المخلد لعيد الطالب، وهو التاريخ الذي قرر فيه الشباب الجزائري المتعلم والمثقف، من تلامذة الثانويات وطلبة الجامعات، الثأر والانخراط في العمل السياسي والثوري في مساعي تقرير مصير بلاده بیده لتحريرها من قبضة الاستعمار.
وأفاد بأن الحفل يحمل أكثر من دلالة، فهو يعبر عن مواصلة دعم بلادنا لكل قضايا التحرر في العالم، ومساندتها وتأييدها اللاّمشروط لكل الشعوب المضطهدة، التي تتعرض للفتك والتقتيل من طرف مستعمريها، كما أنه رسالة لوقوفنا إلى جانب العدل والحق والقيم الإنسانية والقوانين الدولية.
ولفت إلى أن الجزائر، ومنذ استرجاعها استقلالها وسيادتها الوطنية، تستقبل طلبة العديد من بلدان العالم عموما، والوطن العربي على وجه الخصوص، خاصة منها التي تعيش تحت وطأة الاستعمار، في مؤسسات التعليم العالي، وفي كل أطوار التعليم، من أجل تعويضهم عن حقهم المفقود في التربية والتعليم، وتكوينهم وإعدادهم للمشاركة بالعلم في الكفاح من أجل استرجاع حقوقهم، ومساهمتهم في بناء أوطانهم بعد استقلالها، الذي هو آت لا محالة.
من جانبها نوهت وزيرة التضامن الاجتماعي وقضايا الأسرة بنضال المرأة الصحراوية والفلسطينية قائلة، إن تزامن تكريم الطلبة وذكرى أحداث الثامن من ماي 1945 أكبر دليل على إيمان الدولة الجزائرية بقضية الشعبين الصحراوي والفلسطيني العادلة.
كما جددت مواقف الجزائر الثابتة إزاء القضية الفلسطينية والصحراوية، مضيفة بأنهما قضيتيان مقدستان بالنسبة إلى الدولة وإلى الشعب الجزائري برمته.
بدورهن أشادت الطالبات المكرمات بالمبادرة وأكدن بأن الجزائر من البلدان القلائل التي لاتزال متمسكة بمبادئها ودعمها لقضايا التحرر العادلة في العالم.