أكد رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك البروفيسور محمد يوسفي، أن الجزائر تعيش هدنة وبائية قد تؤدي إلى الخروج النهائي من الجائحة في حال استمرار تسجيل معدلات منخفضة للإصابات بالمتحور أوميكرون الذي يعد أقل خطورة. في حين حذر، من جهة أخرى، من إمكانية ظهور متحورات جديدة ناتجة عن التقاء متحورين جديدين للفيروس الأصلي.
صرح البروفيسور يوسفي، أن ما تعيشه الجزائر حاليا مكسب حقيقي ناتج عن الانتشار الكبير لمتحور أوميكرون من جهة وانخفاض معدلات الإصابة عالميا ساعد على تراجع الفيروس في أغلب الدول، موضحا أن ما يحدث عالميا مع المتحورات الجديدة «بي.أ4» و»بي.أ5» غير موجود في الجزائر والمعطيات الإبيديومولوجية تقول «إن الوضع الوبائي مستقر ولا توجد أي خطورة للمتحورات الفرعية لأوميكرون».
قال الدكتور، إن الجزائر تعيش بوادر انفراج الأزمة الصحية التي استمرت سنتين كاملتين وكان الهدف منها الوصول إلى التحكم في الفيروس وليس القضاء عليه، لأن أغلب الفيروسات تعيش أشهر وقد تستمر لسنوات، مشيرا أن الجزائر تخطو خطواتها نحو التحكم في الفيروس وهذا ما لوحظ في الموجة أوميكرون، حيث تم التكفل بالحالات الاستشفائية بشكل أنجع، عكس موجة دلتا التي افتقدت الأطقم الطبية السيطرة على الوضع.
واستطرد قائلا: «في بداية الجائحة تحدثنا عن الوصول التدريجي إلى التحكم في الفيروس من أجل التعايش معه بصفة عادية، وهذا ما نعيشه اليوم ويعتبر مكسبا حقيقيا يجب الحفاظ عليه بالالتزام بالإجراءات الوقائية»، حيث أكد الدكتور أنه بعد سنتين من تفشي الوباء، الجزائر تتجه قريبا نحو التأقلم أو الزوال النهائي لجائحة كوفيد-19، غير أن ذلك مقترن بالكثير من المعطيات العلمية.
شدد الأخصائي في الأمراض المعدية، على ضرورة الاستغلال الأمثل لفترة الهدنة الوبائية من أجل ضمان الحماية الدائمة، خاصة وأن الجزائر لم تعش هذا الوضع الصحي منذ بداية الجائحة، ما يجعلنا أمام إمكانية أن تكون فترة هدوء طويلة قد تستمر أشهر، وعلينا الانتظار إلى سبتمبر المقبل للتأكد من الوضع نهائيا، على اعتبار أن فصل الخريف هو فترة ازدهار الفيروسات الموسمية.
في المقابل، صرح المتحدث أن الفيروس لم ينته ومازال متواجدا بيننا، ما يزيد من احتمال وصول المتحورات الجديدة في حال التخلي عن الإجراءات الوقائية، خاصة الكمامة التي أثبتت نجاعتها في التصدي لمختلف الأمراض المعدية، مشيرا أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن نهاية الجائحة، لذا لظهور متحورات فرعية جديدة أمر وارد جدا، خاصة وأنها منتشرة في العديد من دول العالم على غرار الصين، التي تشهد تراجعا نسبيا في الإصابات.
والمؤكد - بحسبه - أننا في وضع صحي يسمح بمواجهة أي متحورات فرعية جديدة حتى وإن كانت أكثر خطورة من أوميكرون، وقال أيضا: «أصبح بإمكاننا مواجهة السلالات الجديدة، إن ظهرت، بدون الرجوع إلى التدابير الاحترازية المشددة التي اعتمدت سابقا، لأن الأطقم الطبية لديها الخبرة الكافية للتعامل مع الوباء والتكفل بالحالات الاستشفائية.
في المقابل، حذر من التهاون في التدابير الوقائية ودعا إلى الإقبال على عمليات التلقيح لمجابهة المتحورات الجديدة التي تظهر باستمرار في دول مختلفة من العالم، مبرزا أهمية المراقبة المستمرة لتطور الفيروس من أجل التصدي لأي متغيرات من شأنها الإخلال بالوضع الصحي في البلاد، وحث السلطات على بعث عمليات التطعيم من خلال تغيير استراتجية التحسيس واعتماد إجراءات أكثر تحفيزا.
تجدر الإشارة، أن العديد من دول العالم، على غرار جنوب إفريقيا، التي تضاعفت عدد الإصابات اليومية بـ10 مرات. وفرنسا التي شهدت أعدادا مرتفعة خلال 24 ساعة الأخيرة. والصين التي عاشت موجة حادة عندما بات المتحور أوميكرون والمتحورات الجديدة مسيطرة، إلا أن الوضع الصحي غير مقلق مقارنة بما سبق- يؤكد البروفيسور.